للشاعر الدكتور محمد مقدادي
مهداة إلى كل شهيد ضرج بدمه أرضنا العاقر
ياسيدي :
يا آخر المحاربين َ
والمقرّبينَ
والأخيارْ
يا آخر البروقِ
في ظلامنا
وآخر العروقِ
في جذوعنا
وآخر الأقمارْ
يا آخرَ العنقود
في كرومنا
وآخر الرّعود
في غيومنا
وآخرَ البذارْ
يا آخرَ السيوف
والسّقوف
والمنائرْ
يا آخر النّخيل
والصّهيل
والمنابرْ
يا آخرَ الجياد
والحصاد
والبيادرْ
يا آخراً
ليس سواهُ آخرْ !!
من أينَ أبدأُ السّلامَ ،
والتحيّة ْ؟
وليس للبلادِ أهلُها
وليسَ للّغاتِ أبجديّة ْ؟
وليس لي ،
لسانُ صدقٍ أحتمي بهِ ،
من جوقةٍ … مهزومةٍ ،
وزمرةٍ غبيّة ْ !
وليس من قبيلةٍ
وليسَ من سريّةْ !
وليس عندي ،
مَن يُحيكُ لي إمارةً ،
تحرسُها جيوشيَ الوفيّة ْ!
وليسَ لي رعيّة ْ!
تطأطيءُ الجباه ْ
حينما يمرُّ موكبي
وترفعُ الأكُفَّ للإله ْ
لكي يُديمَ عرشي َ المصونْ .
وأن يسودَ في ممالكِ الدّجاج ،
مَن أُريدُهُم ،
لعرشيَ السّامي … يسبِّحون ْ.
الآكلونَ لقمةَ الجياعْ
والمالئونَ من ثماريَ الجيوبَ ،
والبطونْ .
وليسَ لي ما أصطفي ،
من حكمةِ الجنونْ .
لكي أضيءَ ،
في مضاربِ الظلام ِ أضلُعي
لكنني – ياسيدي –
ومن معي
نقرؤك السّلام !!
من أمةٍ ،
مشنوقةٍ على صليبِ ظلِّها
مزهُوَّةٍ بِكُلِّها المُضام ْ .
من أُمّ
ةٍ ،
ةٍ ،
يُحَلُّ في بيدائها الحرامْ .
يكذِبُها المأمومُ ..والإمام ْ .
وتنتشي ،
بموتها الزُّؤامْ .
من أُمّةٍ …،
طيّعةِ الزّمام ْ .
تسيرُ حيثما يشاءُ ،
السّيّد المملوكُ ..،
والصّعلوكُ ،
قائمُ المقامْ .
والقائدُ المُلهمُ ،
والمُعلِّمُ الهُمام ْ .
والشرفُ الرّفيعُ في فضائها،
مُحَوْقَلٌ ،
بالزّيفِ … والرُّكام ْ .
من أمّةٍ مشغولةٍ ،
بفائضِ التّدليسِ … والكلام ْ .
فلا ترى مسافةً ،
ما بين ليلها المقيم ِ ،
والنّهار ْ !
ولا ترى في بحرِها … موجاً
وليسَ في عروقِها دَمٌ ،
يُجيرُ … أو يُجارْ !
من أُمّةٍ تودُّ ،
لو … تعودُ لعنةُ التتارْ !
ويفرشَ الإفرنجُ لحمها
في كلِّ شارعٍ … ودارْ !
من أمةٍ ،
تجعلُ من خصيانِها .. فحولاً .
وتشحذُ السيوفَ ،
والدّفوفَ ،
والطُّبولا .
لكلِّ من يزيدُ :
حقلَ ذلِّها ،
حقولا ً.
وفجرَها …. فضاضَةً ،
وصبحَها …. نُحولاً .
وما يُطِلُّ من فضائها ،
أُفولا ً .
من أمةٍ – ياسيّدي –
تأكلُ حينما تجوعُ ربّها
ولا ترى في كفرها
ما يوجِبُ التفسيرَ والتأويلا .
من أُمّةٍ ،
تجعلُ للغزاةِ ،
صدرَها مضافة ً،
ونحرها … مَقيلا !!