ذكرت قناتا التلفزة الإسرائيلية الثانية والعاشرة الليلة الماضية أن العملية العسكرية المتواصلة في قطاع غزة منذ يوم السبت الماضي لم يبق أمامها سوى خمسة أيام؛ إذ إن القيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل باتت تدرك أنه لن يكون أمامها مزيد من الوقت بعد اجتماع مجلس الأمن الدولي المقرر يوم الإثنين المقبل.
وحول الهجوم البري المرتقب، والذي بدأت إسرائيل مساء اليوم ما يبدو أنه تمهيد له عن طريق تكثيف القصف المدفعي على عدة مناطق في غزة، ألمحت القناة العاشرة إلى أن جيش الاحتلال ربما يشن هجوما بريا محدودا ليثبت لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” أن الجيش لا يخشى شن عملية برية، خاصة بعد تحذيرات قادة الحركة المتكررة لإسرائيل من شن هجوم بري.
وتوقعت القناتان أن يستغل الجيش ما تبقى من وقت لتوجيه مزيد من الضربات لحماس، المسيطرة على غزة منذ يونيو 2007، خاصة أن الحكومة الإسرائيلية تراهن على أن يتم تطبيق أي قرار من مجلس الأمن بوقف العمليات في غزة بعد 48 ساعة من صدوره.
وقال أودي سيغل، المعلق السياسي بالقناة الثانية، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي “إيهود أولمرت” ووزير دفاعه “إيهود باراك” يريدان أن تنتهي المواجهة الحالية عبر استصدار قرار من مجلس الأمن يتضمن المواقف الإسرائيلية التي تنص على التزام الفصائل الفلسطينية بوقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل، ووقف عمليات التهريب عبر الأنفاق، في حين ترى وزيرة الخارجية “تسيبي ليفني” ضرورة إنهاء عملية “الرصاص المتدفق” بدون اتفاق، بحيث تعلن إسرائيل أنها ستعود لضرب حماس كلما أطلقت الحركة صواريخ على غزة.
7 سيناريوهات
وتحت عنوان “سبعة سيناريوهات ممكنة” كتب يوسي ميلمان، خبير الشئون الأمنية والاستخباراتية بصحيفة “هآرتس” الإسرائيلية اليوم، حول خيارات إسرائيل بشأن كيفية إنهاء العملية العسكرية في غزة.
ورأى ميلمان أن أكثر السيناريوهات واقعية هو القيام بعمليات برية محدودة تظهر قدرة إسرائيل على ضرب حماس وعدم خشيتها من تهديدات قادة الحركة، وكذلك قيامها بإعادة احتلال محور صلاح الدين (يطلق عليه الإسرائيليون فيلادلفيا)، وهو المقطع الحدودي بين غزة ومصر، ثم انتظار قرار من مجلس الأمن بوقف العمليات يتضمن المطالب الإسرائيلية الخاصة بإلزام الفصائل بوقف إطلاق الصواريخ.
أما العقيد احتياط يعقوب عميدرور، فدعا قادة الجيش إلى الاستفادة من دروس حرب يوليو 2006 مع حزب الله، والتي تكبد فيها جيش الاحتلال خسائر كبيرة.
واعتبر العقيد عميدرور في مقال نشرته اليوم صحيفة “إسرائيل هايوم”: أنه إذا كان الجيش مصرا على الدفاع عن مواطنيه وسيادة أراضيه، فإنه لا يبقى أمامه سوى الاستعداد جيدا للتوغل برا في غزة.
وحول تصريحات قادة إسرائيل بأن الهدف من هذه الحرب هو القضاء على حماس، قال المفكر الإسرائيلي روبيك روزينتال في مقال بصحيفة “معاريف” اليوم: “إسرائيل رغم قوتها الكبيرة لا يمكنها القضاء على حكم حماس في غزة والمجيء بنظام آخر موال لها”.
وأضاف روزينتال أن “ما ينتظر إسرائيل إذا ما حاولت ذلك هو نفس ما لقيته في عام 1982 عندما اعتقدت أنه بعد القضاء على منظمة التحرير في لبنان سينشأ نظام متعاون معها في لبنان، لكن ما حدث أن برز على السطح حزب الله”.
لغة الحروب
الكاتبة الإسرائيلية البارزة “أوريت دغاني” أكدت من جانبها أن الحرب الإسرائيلية على غزة “تدلل على أن المجتمع الإسرائيلي بات لا يعرف أي لغة غير الحرب.. الإسرائيليون يندفعون للحرب لأنهم يكرهون السلام، ويعتبرون أن القوة هي الخيار الوحيد لتحقيق الأهداف”.
وأردفت أوريت في مقال نشرته “معاريف” أمس أن “الحروب تجري في عروقنا مجرى الدم، حيث إننا نتصور أنه من الطبيعي أن نشعل حربا بعد عامين ونصف العام تقريبا على انتهاء آخر حر
ب خضناها”.
ب خضناها”.
وشددت على أن أكثر ما يثيرها هو “زعم الكثير من النخب السياسية والفكرية في إسرائيل أن الشعب الإسرائيلي هو شعب محب للسلام”.
وحتى مساء اليوم سقط أكثر من 460 شهيدا، وأزيد من 2300 جريح، بينهم نحو 300 حالاتهم خطيرة وحرجة.