هاجمت “حركة مجتمع السلم” الجزائرية السبت الموقف المصري الرسمي من العملية العسكرية الاسرائيلية في غزة ورفض القاهرة فتح معبر رفح، واصفة الرئيس المصري حسني مبارك بـ”السمسار”. وقال عضو المكتب الوطني المكلف بالإعلام في “حركة مجتمع السلم” الجزائرية (الإخوان المسلمين) محمد جمعة ليونايتد برس إنترناشونال “مع الأسف الشديد إن مصر ضالعة في الجريمة”، في إشارة الى العملية الاسرائيلية في غزة التي المستمرة منذ السبت الماضي وأدّت إلى سقوط نحو 442 قتيلاً ونحو 2280 جريحاً فلسطينياً، بينهم عدد كبير من المدنيين والأطفال.
وأضاف جمعة، الذي تشارك حركته في الإئتلاف الحاكم بأربع وزراء، أن موقف مصر “متخاذل وهي تلعب دور السمسار الآن، بمعنى أنها تبيع القضية من أجل التوريث ومن أجل أن ترضي الولايات المتحدة”.
وقال إن الرئيس المصري “سمسار يتاجر بالقضية (الفلسطينية) من أجل توريث ابنه جمال”.
وأضاف “يكفي أن التظاهرات الشعبية تستهدف النظام المصري ومن معه ممّا يسمى بمحور الإعتدال”.
ودعا جمعة إلى”فتح كل المعابر وبخاصة معبر رفح”، رافضا “الحجج الواهية وغير المقنعة التي يقدمها (الرئيس المصري) مبارك و(وزير الخارجية أحمد) أبو الغيط في رفض فتح المعبر نهائياً”.
وأضاف أن حركته تستضيف حالياً في الجزائر القيادي في حركة حماس، سامي أبو زهري، لبحث الدعم السياسي والإعلامي والدبلوماسي والإنساني مع غزة.
وقال جمعة إن أبو زهري سيجري اليوم مباحثات مع الممثل الشخصي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، عبد العزيز بلخادم، ومع رئيس المجلس الشعبي الوطني (الغرفة الأولى في البرلمان) عبد العزيز زياري.
وشدّد على أن الظروف التي تعيشها غزة “استثنائية”، مطالباً بـ”التحرك الشعبي للضغط على الموقف العربي الرسمي لتوقيف العدوان (الاسرائيلي) لأنه من غير الممكن أن يستمر شلال الدم ونحن نتفرّج”.
وقال جمعة “إن العرب ليسوا عاجزين، هم فقط يتصوّرون ذلك”، مشيرا إلى أنه لو “هدّدت الجزائر مثلاً بالخروج من منظمة أو مؤسسة دولية تشارك فيها إسرائيل كمسار برشلونة أو الإتحاد من أجل المتوسط لكان لذلك أثر”.
من ناحيته، قال وزير التربية الجزائري أبو بكر بن بوزيد في اعتصام تضامني “لن يرتاح لنا بال إلا بتحرير فلسطين وفك أسرها من تلك الأيادي الملطخة بدماء الأبرياء”.
وشدّد بوزيد على ضرورة أن “نرسخ في أذهان أبنائنا أن القضية الفلسطينية قضية مصيرية ليس فقط للجزائريين بل لكل الأمة الإسلامية، وأن فلسطين ستنتصر لأنها قضيتنا اليوم وغداً”.
من ناحية أخرى، نظم آلاف الطلبة داخل الجامعات تجمّعات ومسيرات مندّدة بالعملية الإسرائيلية في غزة، ورفضت السلطات الأمنية تركها تجوب الشوارع واعتقلت من حاول الخروج.