أظهرت تصريحات لمسئولين أمريكيين في مقدمتهم الرئيس جورج بوش ومسئولين دوليين ومبعوثين أمميين توالت في الـ24 ساعة الماضية أن هناك مساع لأن يسفر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عن تسوية دولية تقضي بأن يتحول قطاع غزة إلى شريط منزوع السلاح تحت سيطرة دولية.
وفيما يلي التصريحات التي تعكس هذا التوجه:
الرئيس بوش:
قال الرئيس الأمريكي جورج بوش في تصريحات مساء الجمعة 2-1-2008: إن الولايات المتحدة تعمل على التوصل لوقف جاد لإطلاق النار في قطاع غزة، و”لا يمكن قبول وقف آخر لإطلاق النار في اتجاه واحد يؤدي إلى هجمات صاروخية على إسرائيل”، على حد تعبيره.
وطالبت الولايات المتحدة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالقيام بالخطوة الأولى بوقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل.
وارتفع عدد ضحايا حرب كسر الإرادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على غزة إلى نحو 434 شهيدا و2280 جريحا.
وفي أول تعليق علني على محرقة غزة قال بوش في تصريحات أعدت لكلمته الإذاعية الأسبوعية اليوم السبت ونشرت أمس: “الوعود من حماس لن تكون كافية.. لابد أن تكون هناك آليات مراقبة للمساعدة في ضمان إنهاء تهريب الأسلحة إلى الجماعات الإرهابية في غزة”، على حد زعمه.
ودافعت الولايات المتحدة عما اعتبرته حق إسرائيل في الرد على الهجمات الصاروخية وحملت حماس مسئولية تجدد القتال في غزة، وقال بوش: “إن حماس أظهرت أن ليس لديها نية لخدمة الشعب الفلسطيني”.
وفي هذا السياق حث بوش أيضا الدول الأخرى “على الضغط على حماس للتخلي عن الإرهاب ولدعم الزعماء الفلسطينيين الشرعيين الذين يعملون من أجل السلام”، على حد قوله.
وقال بوش -الذي لم يتبق له في السلطة إلا أقل من ثلاثة أسابيع-: إنه يطلع خليفته الرئيس المنتخب باراك أوباما وفريقه على آخر التطورات.
كوندوليزا رايس:
وفيما يعكس أيضا مساعي تحويل غزة إلى شريط منزوع السلاح –بحسب مراقبين- قالت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس عقب لقائها بوش الجمعة: إن الولايات المتحدة “تعمل باتجاه وقف لإطلاق النار في غزة يكون صامدا ومتواصلا”، إلا أنها قالت إنها لن تسافر إلى المنطقة في الوقت الحالي لبحث الأزمة في قطاع غزة.
وأضافت للصحفيين: “نعمل باتجاه وقف لإطلاق النار لا يسمح بإعادة الوضع السابق؛ حيث يمكن لحماس مواصلة إطلاق الصواريخ من غزة”.
وترفض حركة حماس وقف إطلاق الصواريخ، ما لم يتم وقف إطلاق النار وفك الحصار عن قطاع غزة، وفتح المعابر.
وكان خالد مشعل (رئيس المكتب السياسي لحركة حماس) قد أبلغ وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف في اتصال هاتفي الأربعاء الماضي، استعداد الحركة لوقف “المواجهة المسلحة” والدخول في تهدئة في مقابل قيام إسرائيل بوقف إطلاق النار، وإنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة، وفتح المعابر.
مبعوث الأمم المتحدة:
وبينما أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط روبرت سيري الجمعة أن المنظمة الدولية تشعر “بقلق بالغ” من أي اجتياح إسرائيلي بري لغزة، وشدد على ضرورة أن تكون التسوية مع حماس مشروطة.
وقال سيري لوكالة رويترز إنه إذا تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار فإن الأمر سيتطلب وضع “شروط جديدة على الأرض للحيلولة دون العودة إلى الوضع الذي كان قائما قبل الهجوم الإسرائيلي”.
وستتضمن هذه الشروط –كما يقول سيري- تعهدا من حماس التي تسيطر على غزة بوقف الهجمات الصاروخية وتهريب الأسلحة، وكذلك فتح المعابر إلى غزة بشكل دائم، وإعادة غزة تحت قيادة السلطة الفلسطينية التي تحكم الضفة الغربية.
وأعلن سيري مجددا تأييده لوضع آلية لمراقبة أي وقف لإطلاق النار وهي فكرة يروج لها إسرائيليون وفلسطينيون، بحسب رويترز.
ولم يتطرق إلى التفاصيل المتعلقة بكيفية عمل مثل هذه الآلية لكنه قال: إن الأمم المتحدة مستعدة للقيام بدور في هذا الشأن.
ويعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة الإثنين 5-1-2008 لبحث مشروع قرار عربي يقضي بالمطالبة بوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
ودعا وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماعهم الطارئ الأربعاء الماضي مجلس الأمن الدولي إلى الانعقاد، واستصدار قرار يلزم إسرائيل بالوقف الفوري لعدوانها على قطاع غزة، ورفع الحصار، وفتح المعابر.
مبارك:
وسبق أن أعلن الرئيس مبارك الثلاثاء الماضي أن مصر لن تفتح معبر رفح إلا في وجود السلطة الفلسطينية ومراقبي الاتحاد الأوروبي وفقا لاتفاقية المعابر الموقعة عام 2005.
وأوضح مبارك أن الاتفاقية تعطي إسرائيل حق الرقابة على المعبر، مشيرا إلى أن إسرائيل كدولة احتلال “مسئولة عن تأمين جميع حدودها، وفيها الحدود من الأراضي المحتلة”، وهو ما فسره مراقبون بأنه يأتي في إطار الجهود الرامية إلى نزع سلاح المقاومة بغزة.
وعلى صعيد متصل، تغرق الطائرات الإسرائيلية العديد من المنازل بالمنشورات التي تحمل حماس المسئولية عن مصير غزة، كما تحض السكان على الإبلاغ عن أماكن منصات صواريخ المقاومة وتواجد المقاومين، بحسب مراسل “إسلام أون لاين.نت”.
لكن الأهالي يقومون بتمزيق المنشورات تضامنا مع المقاومة، وإعلانا لصمودهم أمام العدوان الإسرائيلي.
ساركوزي:
يأتي ذلك بينما يستعد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للقيام بجولة إلى الشرق الأوسط الإثنين المقبل، أملا في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية اليوم السبت.
وسيكون ساركوزي بهذه الزيارة أول رئيس لقوة أساسية على الساحة الدولية يزور المنطقة منذ بدء عملية “الرصاص المتدفق” الإسرائيلية على القطاع يوم السبت 27-21-2008.
وقال الرئيس الفرنسي في خطاب بمناسبة العام الميلادي الجديد: “إن فرنسا سوف تستمر في لعب دور فاعل في إفريقيا وآسيا، وبالطبع منطقة الشرق الأوسط التي سأزورها الإثنين المقبل، انطلاقا من واجب فرنسا لتحقيق السلام في العالم”.
ورفضت إسرائيل مبادرة أطلقتها فرنسا في وقت سابق لوقف إطلاق لنار لمدة 48 ساعة، بهدف السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وبررت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني الرفض الإسرائيلي بأن قوات الاحتلال تسمح بدخول المساعدات إلى غزة، وبأنها لا تريد أن تعطي حماس فرصة لالتقاط الأنفاس.
واللافت أن المساعي الغربية لإنهاء العدوان الإسرائيلي لا تدعو لوقف فوري لإطلاق النار على غزة، بهدف إعطاء آلة الحرب الإسرائيلية الفرصة لتدمير البنية التحتية لحماس، على أن تأتي التهدئة بين الجانبين بعد ذلك، بما يسمح لإسرائيل بمنع دخول الأسلحة أو المواد التي تقول إسرائيل إنها تدخل في إنتاج الأسلحة مثل “المواسير”.
وتفرض البحرية الإسرائيلية حصارا على شواطئ غزة، لضمان عدم تهريب أي أسلحة إلى القطاع.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد حاولت حصار حزب الله أثناء حرب “تموز” 2
006 على لبنان من جهة البحر، ولكنها لم تنجح في ذلك؛ نظرا لوجود حدود برية مع حليفته سوريا حالت دون نجاح الحصار البحري.
006 على لبنان من جهة البحر، ولكنها لم تنجح في ذلك؛ نظرا لوجود حدود برية مع حليفته سوريا حالت دون نجاح الحصار البحري.
وانتهت حرب لبنان بصدور قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 بتاريخ 11-8-2006، والذي أعلن وقف إطلاق النار، ونزع أسلحة الميليشيات اللبنانية، في إشارة إلى حزب الله، وتعزيز قوات “يونيفيل” التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان من حيث العدد والمعدات؛ ليصل عددها كحد أقصى إلى 15 ألف جندي.