نشرت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية أن تل أبيب خرجت للحرب ضد قطاع غزة دون استراتيجية واضحة، ودون تحديد أهداف معينة، وكيف ومتى ستنهى تلك الحرب. ونقلت وكالة “سما” الاخبارية عن الصحيفة أن الحكومة قررت شن تلك الحرب دون عقد جلسات نقاش ذات آلية ثابتة، تضمن إنهاء الحرب في اللحظة المناسبة لـ”إسرائيل” .
وكتب “عوفر شيلح”، وهو من كبار المحللين في صحيفة “معاريف”، أنه “منذ السبت الماضي نجد القيادات الإسرائيلية تسعى لأن تثبت أنها تقود الحرب ضد غزة بشكل جيد، على عكس ما كان الوضع في أثناء حرب لبنان الثانية 2006 “.
وكشف شيلح عن كذب القيادات الإسرائيلية بشأن الحديث عن عقدهم للمداولات والمناقشات قبل الخروج لتلك الحرب، وهو ما يحدث كل مرة، وينكشف أمرهم عند حدوث فشل عسكري.
وأشارت إلى أن جميع تصريحات القيادات الإسرائيلية بشأن التأهب الجيد لهده الحرب، “هو خداع للإسرائيليين”، وأنها تلجأ لذلك في محاولة لاستعادة “الأيام الخوالي لإسرائيل” عندما كان لديها الجيش الذي لا يقهر.
وأنهى شيلح مقاله بالتأكيد على أن العملية العسكرية ضد قطاع غزة تدار يومياً بدون تفكير، ووسط تخبط بارز للقيادات الإسرائيلية.
يذكر ان عدد الشهداء في قطاع غزة بلغ حتى صباح اليوم الجمعة إلى 420 شهيدا و2100 مصابًا جلهم من الأطفال وقرابة مائتين وصف حالتهم بالخطرة.
وعلى صعيد متصل ، قالت كاتبة إسرائيلية بارزة إن الحرب التي يشنها جيش الاحتلال تدلل على أن المجتمع الإسرائيلي بات مستلبا لثقافة الحرب، ولا يعرف أي لغة غيرها.
وفي مقال نشرته أمس صحيفة “معاريف” قالت الكتابة اوريت دغاني:” إن الإسرائيليين يندفعون للحرب لأنهم يكرهون السلام، ويعتبرون أن القوة هي الخيار الوحيد لتحقيق الأهداف”. مضيفا:” أن الحروب تجري في عروقنا مجرى الدم، حيث أننا نتصور أن من الطبيعي أن نندفع نحو الحرب التي يقتل ويجرح فيها الناس، لذا فإننا عادة ما نشعل حربا بعد عامين ونصف العام تقريبا على انتهاء آخر حرب خضناها”.
ومن ناحيته، قال المفكر الإسرائيلي روبيك روزينتال أن اسرائيل رغم قوتها الكبيرة لا يمكنها القضاء على حكم حماس في غزة .
وفي مقال نشره في “معاريف” أيضًا أوضح أنه “في ظاهر الأمر يبدو وكأن إسقاط حماس سيؤدي الى وقف إطلاق لنار طويل المدى وتمهيد الظروف للحديث عن التسوية، مشيرا الى أن ما ينتظر اسرائيل عندها هو ما انتظرها عندما اعتقدت عام 1982 انه بعد القضاء على منظمة التحرير في لبنان سينشأ نظام متعاون معها في لبنان، لكن ما حدث أن برز على السطح حزب الله الموالي لإيران”.