محمد الوليدي
بداية التحية لكل مؤسسة إعلامية وإعلامي نقل الحدث من غزة على قدر الوجع ، لكن هناك ما يستحق الوقوف عنده ؛ كالإعلامية الفذة خولة حشاشنة من فضائية الشروق السودانية التي بكت وأبكت من شاهدها وهي تنقل خبر المجزرة من غزة ، كانت أول نشرة أخبار من دمع في تاريخ الإعلام العربي وربما العالمي.
ثم تأتي محطة الجزيرة ، والتي هاجمتها أكثر من مرة ؛ أعتذر، لم أكن أدري بأنها دولة كبيرة لها علم وطابع عزة وتاج كرامة وميثاق شرف وجيش نخوة ؛ فإذا انتخت تزلزل عروشا ، وأشهد أنها انتخت لغزة.
دولة أرفع من ان تكون عضوا في جامعة الدول العربية ، قد تجد فيها ما لا يسرك ؛ لكن ما أكثر ما يسرك فيها ، ويكفي أنها أول (دولة عربية) تصدرفرمانا جدّيا تحذر فيه من التعرض لسلامة مواطنيها في عرض البحرعلى قارب الكرامة .
أيضا التلفزيون السوري الذي علّق معظم برامجه للتضامن مع غزة .
أما بالنسبة لمحطة العربية ؛ فأنا دوما أستحقر أي ” بزنس ” يولد من فروج النساء ، رأيتم النتيجة ولا زلتم .
أما أولاد عماشة ؛ فأقصد بها محطة ” أوربت” السعودية ، و”عماشة في الأدغال” هو فيلم شبه إباحي بطلته صفاء أبو السعود ؛ زوجة الشيخ الماسوني صالح كامل ؛ صاحب هذه المحطة التي تديرها زوجته صفاء أو بالأحرى أنجبتها؛ لتخرج لنا ببرنامج عن الضابط المصري القتيل ،وتؤكد قبل معرفة القاتل ؛ على أن القاتل حمساويا وتقوم بتهييج البسطاء على غزة كلها وليس حماس ؛ في ظل الحريق الذي تتعرض له غزة من قبل الصهاينة والأنظمة العربية وعلى رأسها مصر والسعودية.
القتل كان من قبل ملثم داخل الحدود اللمصرية ، وقد يكون مصريا جندته أجهزة مبارك من أجل حبك المسرحية التي أرادوا لها أن تكون، ومن أجل تلك التظاهرة الوحيدة الممكنة من أجل حمل البعض على لعن غزة الذبيحة ؛ بعد أن شبع مبارك لعنا من كل من لديه لديه ذرة إنسانية في مصر وخارجها، وقد يكون القاتل صهيونيا من أجل الهدف ذاته.
أما إذا كان القاتل حمساويا كما تقول المحطة فحق لأمه أن تثكله ، ليس لأنه مات ، بل لأنه مات في سبيل فرعون مصر المحنط مبارك والتلمودي الوضيع احمد أبو الغيط وما تبقى من لصوص مصر ، ثم كان على مقدم البرنامج أن يلطم على الإنحدار الذي وصلت إليه مصر هؤلاء ،حيث تهاجم سفاراتها في العالم كما لو كانت صهيونية ولم تبتعد كثيرا ،يلطم على مصر هؤلاء التي جعلت قطر تضطر لإعادة الأدوية بعد أن رفضت مصر مبارك إدخالها لجرحى يموتون بسبب إنعدام هذه الأدوية ، لكن من يذبح ويشارك في الذبح لا يداوي.
ثم لماذا فقط هذا الجندي الذي تم تشييعه بهذه الطريقة الرسمية وعلى شريعة الفرعون ، لماذا لم يحدث هذا مع ألوف شهداء مصر الذين قتلوا على أيدي الصهاينة ؟ الجواب لأنهم قتلوا بنيران صديقة!. وتظل فتوى جبهة علماء الأزهر الأشمل في هذا الأمر.
طبعا مقدم البرنامج عمرو أديب “أفتى” بشهادة هذا الضابط بعد التأكيد على أن قاتله كان حمساويا، وأستعان في البرنامج بإعلامي قبطي حاقد على الإسلام والمسلمين ، وما أدل على ذلك من أن هذا القبطي دعى عفيفات مصر إلى خلع حجابهن ،هذا الذي أيد ” فتوى ” عمرو أديب ،مع إني على يقين لو أن هذا المتخم المتكرش عمرو أديب يعيش في زمن موسى عليه السلام لأفتى بأن الغرقى : فرعون وجنوده ؛ هم شهداء لأنهم يدافعون عن مصر ، ولقال مفيد فوزي : وإنهم في عليين لأنهم غرقى ! ولضحك ضحكته الحقيرة.
ثمة شيء خطير ورد في التقرير ولكن ليس بغريب على إعلام الأدغال ، وهو أن الملثمين القتلة دخلوا الأراضي الإسرائيلية ! ويقصدون بذلك غزة التي رغم النيران التي تشتعل فيها ؛ تظل الأراضي الوحيدة المحررة من دنس الإحتلالات بكل أنواعها في هذا العالم العربي ، وما يجري لها ذلك ؛ إلا لأنها رفضت ان تُستعبد.
فقط كلمة لأقطع على المصطادين في المياه العكرة ، والله على ما أقول شهيد ؛ بأني كفلسطيني لا أفرّق بين دم المصري الشريف والدم الفلسطيني الذي يراق في غزة الآن ، وتبا لكل من يفرّق بينهما.
أما دنيا الوطن ذاك الموقع الذي يصدر من غزة ، فبالرغم إنه يصدر في غزة التي تتعرض للحريق ، إلا إنه آخر من اهتم بالحدث ولم يفعل ذلك الا خجلا ؛ فأخبار الميك أب ال
هندي الخفيف والمشاهد التي لا تعترض عليها سمية الخشاب ؛ كلها أهم من الأشلاء المتمزقة في غزة عند عبدالله عيسى صاحب دنيا الوطن.
هندي الخفيف والمشاهد التي لا تعترض عليها سمية الخشاب ؛ كلها أهم من الأشلاء المتمزقة في غزة عند عبدالله عيسى صاحب دنيا الوطن.
كما أنه لا زال يمنع أي نداء جدي من النشر ، أعلم أن لو غزة كلها أحترقت فلن تقترب صواريخ صهيون منها ، وكيف إذا كان الذي يدفع ثمن هذه الصواريخ هما السعودية ومصر ، والذي يقبض من إحداها صاحب هذه الصحيفة ، وكفر كل من يأكل خبزا مغموسا بدم أطفال غزة ،وكم أشعر بالقرف من مثقف فلسطيني هرم يخون أقرب الناس إليه في سبيل الدنيا التي ليس بينه وبين وداعها – بحكم سِنّه – سوى خطوة ، بل وعنده الإستعداد للإنتحار في سبيل ذلك.