اشتعلت وسائل الإعلام المصرية بالغضب ضد أمين عام «حزب الله» اللبناني، حسن نصرالله، رداً على هجومه على مصر وقادتها. ووجهت صحف كبرى في القاهرة إلى نصرالله اتهامات بالخيانة والعمالة والضعف. وأطلقت صحيفة «الجمهورية» الحكومية على نصرالله لقب «الجاسوس رقم واحد»، وقال رئيس تحرير الصحيفة محمد علي إبراهيمان أمين عام «حزب الله» هو «عميل إيران رقم واحد في المنطقة»، واتهمه بالخيانة، وقال في مقاله الافتتاحي: «كلنا نعرف أنك متواطئ مع إيران»، وأضاف مخاطباً نصرالله: «ألغيت الوطن اللبناني من أجندتك السياسية»، وتابع «أنت لا تعترف بوطنك لبنان ولا بجيشه».
وذهب إبراهيم في هجومه إلى حد أن قال «يا سماحة الشيخ أنت صورة مجسدة للعمالة في الوطن العربي، تقبض ثمن تواطئك باليورو والدولار». وحاول رئيس تحرير «الأهرام» أسامة سرايا، والتي يعتبرها كثيرون الصحيفة الرسمية الأولى والأقرب إلى السلطة في مصر، أقل حدة من إبراهيم، رغم ما استخدمه من عبارات حادة، حين وصف خطاب نصرالله بـ«المذهبي»، ورغم استخدام سرايا تعبيرات مثل «انكشف الوجه القبيح» و«لغة مقيتة» فلم يذهب إلى ما وصلت إليه «الجمهورية»، وشدد سرايا على تماسك الجبهة الداخلية المصرية، مضيفاً «توهم حسن نصرالله أن في مصر شعباً يأتمر بأمره، ودولة يمكن أن تخضع لذلك النوع من الابتزاز الذي اعتاده في بلاده».
من جهة أخرى، حاول رئيس تحرير «الوفد» المعارضة عباس الطرابيلي، أن يبدو محايداً في مقدمة افتتاحية صحيفته أمس، فقال عن أمين عام «حزب الله» انه «الرجل الذي احترمناه»، إلا أنه اتهمه بالتحريض والدعوة إلى هزّ استقرار مصر لمصلحة قوى معادية، لافتاً إلى أن نصرالله «لا يريد مصلحة فلسطين، ولا مصلحة غزة»، ووصفه بـ«الخائن الذي يعمل وفق أجندات خارجية ضد المصلحة العربية»، وتابع «إنه ينفذ المخطط الإيراني-السوري لضرب الاستقرار في مصر، ونشر الفوضي في بلاد النيل، لتتحقق أحلام طهران، ومن يقف بجوارها. وكل هؤلاء في الأصل ينفذون المخطط، بل الحلم الإسرائيلي».
لكن الهجوم الأقوى شنته «روز اليوسف» اليومية، وحسب تعبير رئيس تحرير الصحيفة عبدالله كمال، فقد وصف نصرالله بـ «زعيم العصابة» وكتب انه «رهط من زعماء العصابات وأمراء الحرب وممولي الميليشيات والقادة المزايدين والمتاجرين بالدم أو الخائفين الهاربين في جحور الصمت»، وتابع في وصفه نصرالله بأنه «سفاسف الأرض الذين اختلقتهم أموال توظفهم لأدوار مرسومة بالوكالة».
وكان كمال قد استخدم صفحته الأولى كلها للهجوم على نصرالله، بالإضافة إلى مقالات عديدة أخرى امتلأت بها الصحيفة، وقال عن زعيم الحزب اللبناني إنه «يقود ميليشيا ليس لها مبرر قانوني ولا هي تتبع الدولة ولا هي مقاومة»، ووصفه بأنه «مبتز يقتل من يعارضه ويهاجم من يخالف أجندة إيران»، وقالت «روز اليوسف»: «خسئت يا راسبوتين» وقالت: «ما الذي يمكن قوله عن رجل تجاوز الستين ولم يزل مراهقاً؟»، وتابع «أنت تعبث أيها الشيخ المراهق» و«كم أنت أحمق يا عاشق الدعاية والأضواء».