فاروق ابو راس
“سيادة الريس استشعر بفطنته و يقظته و ضميره ان هناك مؤامرة ما تُعد لضرب غزه؛ (فئال لنا) أي (قال لنا): هاتولي الست ديه! لنشوف حنعمل معاها إيه و ننبها من نتايج عملة زي دي” …. ذاك ما صرح به وزير الخارجية المصري (ابو الغيط) لمذيعة القناة المصرية الحكومية على لسان الرئيس المصري (مبارك).
هاتولي الست ديه! … تعني انه كان لدى رأس النظام المصري القدرة على استقراء المستقبل، فتوقع يقينا ان الضربه آتيةّ لا ريب فيها، فأمر بأحضار وزيرة خارجية الصهاينه لتحذيرها!!! … فإن كان الحال كذلك؛ فلماذا لا يستحضر ذلك النظام و هو يملك القدرة على التنبوء بالمستقبل و يحاول ان يستقرء الخطر الذي يجره سكوته على مجزرة غزه الحاليه، على اهل غزة و اهل العرب و الاسلام من مأسي و الام و حقد و غليان و احتقار عليه خصوصا و على النظام العربي عموما!!؟؟
هاتولي الست ديه! … تعني انه لدى رأس النظام المصري القدرة و السلطه و السطوه على العدو، و الا ما كان قالها بتلك الصيغه الأمرة (فكأنه أمر، فأحضرت وزيرة الخارجية الصهيونيه “ليفني” من شعرها)!!! … فإن كان الحال كذلك، فلما لا يستخدم سطوة الخوف تلك عليهم مرة اخرى و يأمرهم بالتوقف عن سفك دماء الغزاويين و اجبارهم على انهاء كافة اعماله العدوانية ضد اهلنا بغزة ؟! ام ان اهل غزة يعودون بجنسهم الى عرق اخر غير العرق العربي!!؟؟
هاتولي الست ديه! … تعني انه لدى رأس النظام المصري من اوراق القوة و اسلحة الردع ما يكفي لهز اوصال عدونا و اذلاله، و الا فما كان أمر بإحضار وزيرة خارجية الصهاينة للقاهرة، مهيضة الجناح، منكسرة!!! … فإن كان هذا ما جرى؛ فلماذا لم تكن (السيدة تسيفني ليفني) ترتجف خوفا و هلعا في مؤتمرها الصحفي مع (ابو الغيط) بالقاهرة؟! و لماذا كانت بدل ذاك ترعد و تزبد غضبا و تهديدا و وعيدا لحماس و اهل غزه بالهلاك وكانها على ارض حياد اوروبيه و ليست على ارض نخوه عربيه، و كانها بجانب السيدة وزيرة الخارجية الامريكية؛ لا السيد وزير خارجية مصر العربيه؟؟!!
هاتولي الست ديه! … تعني انه لدى رأس النظام المصري (الموانه) و التأثير؛ على الاقل موانه و تأثير الصديق على الصديق، فأمر بأحضار وزيرة خارجية الصهاينه – بإفتراض ان لطلب الصديق الوفي على الصديق الوفي قوة تصل لحد الامر بحكم الموانه و التأثير و عمق العلاقة- ان جاز لنا الافتراض!! … فإن كان جو الحدث على هذا النحو ، اما كان للرئيس المصري ان يطلب من الصديقه تسيفني ان تسمح لهم بفتح حدود رفح لايصال المساعدات الانسانيه و علاج الجرحى و دفن الموتى للاخ الفلسطيني، العربي، المسلم في غزه؟؟!!
هاتولي الست ديه! … تعني انه لدى رأس النظام المصري بقية من حرارة الدم و قليل من الكرامه و أثر من كبرياء و نخوة، لتدفعه للشعور بمسئولياته و الخوف على اخوانه و أخواته من خطر داهم توقعه –على حد تعبير وزير خارجيته- و لم يكن وقع بعد، فكان ان أمر بأحضار وزيرة خارجية اعداء الله لتحذيرها من مغبة التعرض للاهل و الاخوان بغزة هاشم!! … فإن كان كذلك، الا تتحرك عنده تلك البقيه من الدم و الكرامة و النخوة لذات الخطر بعد وقوعه و سقوطه على اهله كالصاعقة و امتنا كالواقعة؟؟!!
…………………….
كلا يا سيد (ابو الغيط)، لسنا دوابا لتقلل من شان ذكائنا، و لا جهلةً لتقلل من قدرتنا على التميز بين الصدق و الكذب و بين الصح و الخطأ و بين الحقيقة و الوهم.
تلك المقابلة التلفزونية لا تخرج عن مثيلاتها من مسلسلات الدراما المصرية أو افلام الابيض و الاسود العربية المليئه بالتلفيق و الخيال و اللاواقعية و غير المقنعه حتى للجهله من ابناء امتنا. و ما تلك المقابله الا محاوله فاشلة لادراك ما يمكن ادراكه من فضيحة النظام المصري و اصلاح ما يمكن اصلاحه من خرابه و ترقيع ما يمكن
ترقيعه مما تكشف من بشاعته و شناعته و زيفه و عمالته امام ابناء شعبه و امام امته … فحالكم بتلك المقابله التلفزيونيه كحال من ينطبق عليه المثل العربي القديم “على بال مين يلّي بترقص بالعتمه”.
ترقيعه مما تكشف من بشاعته و شناعته و زيفه و عمالته امام ابناء شعبه و امام امته … فحالكم بتلك المقابله التلفزيونيه كحال من ينطبق عليه المثل العربي القديم “على بال مين يلّي بترقص بالعتمه”.
يا سيد وزير و من قبلك سيد رئيس … “هاتولي الست ديه! تحتاج للرجال و للقادة ليقولونها بتلك اللهجة و بما يحمله ذاك المعنى، رجالُ و قادة يكونوا على قدر حجمها و مسئوليتها؛ فأخر من تحدث بها قولا و فعلا، عُلق على حبل مشنقة الشرفاء الاوقياء لشعبه و امته، و كان فعلا آخر الرجال و نهاية القادة الذين تحملوا حجمها و مسئوليتها … لا اشباه الرجال و خيالات القاده كما هو حالكم و حال السيد رئيسكم، وباقي رؤساء نظامكم العربي البالي و الخالي حتى الدماء.
فاصمتوا و اريحونا منكم فقد بتنا لا نكرهكم و نمقتكم و نرفضكم فحسب، لا بل بتنا نقرفكم و نخجل بكم … فارجوكم؛ اصمتوا.
و بس خلاص.