توقعت مصادر دبلوماسية عربية مطلعة أن يقر وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الطارئ اليوم الأربعاء 31-12-2008 المقترح المصري بشأن معالجة الأوضاع في غزة، وألا يكتمل النصاب المطلوب لإقرار عقد قمة عربية طارئة لمناقشة العدوان الإسرائيلي على القطاع والذي خلف منذ السبت الماضي 391 شهيدا و1800 جريح.
ويناقش الوزراء العرب في اجتماعهم الذي بدأ ظهر الأربعاء بمقر الجامعة العربية بالقاهرة كلا من المقترح القطري/السوري لعقد قمة عربية طارئة، والمقترح المصري الذي يشمل أربعة بنود هي: “العمل على إنهاء العدوان الإسرائيلي على القطاع، واستعادة التهدئة بين إسرائيل وفصائل المقاومة بغزة، وفتح المعابر بين غزة وإسرائيل، ووضع آلية دولية وعربية لمتابعة تنفيذ ما يتفق عليه”.
وفي تصريح خاص لـ”إسلام أون لاين.نت” قال مصدر دبلوماسي مطلع: “مواقف الدول الأعضاء الـ22 ترجح تمرير المشروع المصري الذي تدعمه السعودية والأردن والإمارات والمغرب واليمن والبحرين وفلسطين، حيث أجرى وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط لقاءات ثنائية مع وزراء خارجية هذه الدول صباح اليوم قبيل انعقاد القمة بساعات لإطلاعهم على الرؤية المصرية”.
وتابع: “كما سعت مصر في الأيام القليلة الماضية لدعم دولي لمشروعها، من خلال التشاور مع عدد من القوى الدولية بينها أمريكا والاتحاد الأوروبي وتركيا التي أكدت دعمها للجهود المصرية خلال زيارة أبو الغيط لها أول أمس، ويقوم رئيس وزرائها رجب طيب أردوغان حاليا بجولة في المنطقة العربية ربما تزيد من الدعم الإقليمي للمقترح المصري”.
وأضاف المصدر ذاته: “وإذا ما مررت الجامعة المقترح المصري، سيجري تسويقه في مجلس الأمن لاستصدار قرار بوقف العدوان، وتحقيق باقي بنود المقترح، فيما ستفوض الدول العربية مصر لمتابعة جهودها لاستعادة التهدئة؛ ما سيجعل مصر تعود لممارسة دورها بقوة أكثر في ظل دعم عربي وغطاء دولي”.
القمة مستبعدة
وأكد المصدر الدبلوماسي المطلع أن “موضوع عقد قمة عربية أصبح في مهب الريح بعد أن تحفظت عدة دول عربية على رأسها مصر على عقدها، معللة ذلك بأنه إذا لم يتم الإعداد لها جيدا فستفقد قيمتها؛ حيث تركز القاهرة على الاجتماع الوزاري وما يمكن أن يخرج عنه من قرارات ملزمة”.
يذكر أن سوريا وقطر تتبنيان اقتراحا لعقد قمة عربية طارئة في الدوحة الجمعة القادمة، إلا أن مصر والسعودية والأردن والإمارات ودولا أخرى ترى أن اجتماع وزراء الخارجية العرب يكفي؛ “مما ينذر بوقوع مصادمات وتراشقات حادة داخل الاجتماع بين الفريقين”، بحسب المصدر ذاته.
من جانبه، قال هشام يوسف مدير مكتب الأمين العام لجامعة الدول العربية: إن “الاجتماع سيناقش اقتراح قطر وسوريا عقد قمة طارئة، والذي لم تبلغ الجامعة بموافقتها عليه سوى من 10 دول حتى الآن، فيما يشترط النظام الأساسي لانعقاد القمة الطارئة موافقة ثلثي الدول الأعضاء أي 15 دولة”.
وعبر الأمين العام المساعد لشئون فلسطين والأراضي المحتلة بجامعة الدول العربية السفير محمد صبيح عن اتفاقه مع الموقف المصري من عقد القمة قائلا: “من الضروري الإعداد الجيد لمثل هذه القمة، وهو الأمر الذي ستتضح معالمه في ختام الاجتماع الحالي”.
الوحدة مطلب أول
من جهته، شدد الأمير سعود الفيصل وزير خارجية السعودية ورئيس الاجتماع في كلمته بالجلسة الافتتاحية على أن “هذه المجزرة الرهيبة ما كانت لتقع لو كان الشعب الفلسطيني يقف موحدا خلف قيادة واحدة”.
وأيد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية ما ذهب إليه الفيصل، مؤكدا على أولوية وحدة الصف الفلسطيني، والأرض الفلسطينية، والصف العربي في اتخاذ موقف “محترم ورصين” تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة، محذرا من الشقاق الفلسطيني والعربي بقوله: “كلنا في مركب واحد به من الثقوب ما يكفي لإغراقنا جميعا”.
وأكد موسى أن “المشكلة الأساسية هي الاحتلال والحصار، وكل ما يجري نتائج مترتبة عليهما، ومن ثم فإن هذا ما يجب أن يشغلنا، وعلى الفصائل الفلسطينية أن ترتفع لمستوى الأحداث، وتسعى للوحدة فورا بصرف النظر عن كافة التفاصيل والخلافات التي تتضاءل أهميتها جوار ما يجري”.
وعلى المستوى العربي دعا موسى إلى “عدم صب الزيت على النار، وتجنب الاتهامات المتبادلة بالخيانة”، مشيرا إلى أن العدوان الإسرائيلي على غزة “مزايدة حزبية في إطار التنافس للانتخابات الإسرائيلية المقبلة، ولو كانت هناك جهات إقليمية سهلة المنال لوجهت إسرائيل نيرانها إليها، ولكن غزة هي الحيطة المايلة (الهدف السهل)”.
عن (اسلام اون لاين)