“في ذكرى الانطلاقة”…. نفتقدك يا فتح
نفتقدك والوطن يفتقدك والمناضلين أيضا .. أين أنت يا فتح في ذكرى انطلاقتك الرابعة والأربعين أين أنت وساحة المعركة مفتوحة مع العدو الصهيوني ومع القوى المساعدة والتي تتآلف مصالحها وطموحاتها مع مصالح الإحتلال ، أين أنت بكوادرك بمقاتليكي بإرادتك بصدقك الذي كان صرخة مدوية في 1/1/1965 لتعلن تلك الصرخة رحلة الغضب والتمرد على الواقع المؤلم واقع اللجوء وواقع الشتات ، فكانت الطلقة وكان العطاء وكان الشهداء وزغاريد الأمهات تنطلق مشيعة عرس الشهيد من حارة إلى حارة ومن بلدة إلى بلدة من اربد والوحدات وعين الحلوة والرشيدية والبريج والنصيرات وجباليا وجنين ونابلس والخليل وكل بلدات الوطن .
نفتقدك يا فتح في هذه الظروف التي تعد من أكبر المفاصل التي يمكن أن تحدد هوية الأرض الفلسطينية بل المنطقة العربية ، أين أنت ، وأين ثوارك ومقاتليك التي أبعدتهم أيادي الغل والإنفلاش متآزرة مع مصالح الإحتلال ، لابد من وقفة لك يا فتح ، فهل يطول التأمل وهل يطول وضع أسئلة الإستفهام على مسيرتك في نهايتها أم في بدايتها ، بلا شك أنها كانت بداية الأبطال ، وكانت بداية السواعد الواعدة في تغيير حقيقي وواقعي لمعطيات الصراع في المنطقة ونهايتها كما هي قيادة أوسلو وبرنامجها المحطم لكل الذاكرة الوطنية ولكل ذاكرة العطاء التي حملها الشرفاء في حركة التحرر الوطني وفي سائر فصائل العمل الوطني .
نفتقدك يا فتح واخوتك في الفصائل الأخرى من نفس الدم واللحم والمصير والظلم والقهر ، وهي يواجهون عجلة الغزو الصهيوني التي تصب حممها على غزة كما هو الحال ، فجنين كانت شاهدة على العطاء كل العطاء الذي قدمته جنين في مواجهة عجلة الإحتلال ، فكان النصر لجنين ، فهكذا هو حكم التاريخ أمام قوى الغل الإحتلالي والإقليمي والدولي .
وها هي غزة هاشم تعلن أن لا مكان للإنهزاميين ولا مكان للمحرفين ولا مكان لمن تراوده نفسه أن يكون سلطة في عهد الإحتلال وتحت حكم الإحتلال ، إنها ترفض وتترفع على أن يؤدي أبناءها ولاء الطاعة للمحتل ، فغزة بوابة فلسطين وستبقى كذلك .
في ذكرى انطلاقتها الرابعة والأربعين تخرج حركة فتح من المعركة الوطنية ، وتخرج ن ميدان المواجهة مع العدو الصهيوني إلى ميدان التبعية والبرامج الإقليمية والدولية التي تحاول أن تضع بصماتها بل أدواتها عائقا أمام المسيرة النضالية التحررية للشعب الفلسطيني ، هذه هي نهاية حركة فتح ولكن ربما أظلم فتح في هذا التعبير ، ففتح ومنذ زمن قد اغتصبت لعوامل متعددة ولمسببات كثيرة ، وليس تقصيرا من مناضليها أو ممن أدوا يمين القسم وفاء لفلسطين وتضحية من أجلها ، إننا بحاجة يا فتح لأن تعيدي كينونتك كما عهدناها من روادها الأوائل ، من أحمد موسى إلى أبو علي إياد إلى كمال عدوان وكمال ناصر وماجد أبو شرار وسيد الشهداء وأميرهم أبو جهاد ، وباقي الرعيل ومن تلاه من الكوادر والقيادات .
مشهد مخزي ومشهد يدعو للإحباط عندما تتعطل أداة من أهم أدوات العمل الوطني في مواجهة العدو الصهيوني وتعطل معها آلاف من الكوادر والمقاتلين الذين لا ينقصهم شهامة ولا رجولة عن غيرهم من إخوتهم الذين يواجهون عجلة الإحتلال على حدود غزة ولا يقلون شجاعة عن إخوتهم الذين يحمون شوارع غزة ويحملون آمالها وآمال الشعب الفلسطيني .
إنها كارثة تصيب حركة فتح بل تعرية ، إن الهجمة الصهيونية على قطاع غزة لم تعري الأنظمة فقط التي وضعت كل ما لديها في السلة الأمريكية ، بل عرت منهجية أوسلو ومنهجية القيادة الفتحاوية التي انتهجت هذا النهج والتي وعلى مدار أكثر من عقدين حاولت أن تمارس كل أعمال النفي لكل من يعارضها أو يحاول أن يفسد برنامجها الذي صيغ لإنهاء ثقافة فتح وأدبياتها وأهدافها .
إن فتح في انطلاقتها الرابعة والأربعين وفي ظل قيادةلا تعدو ردود أفعالها عن أي نظام عربي مجاور تتحدث عن الدعم وتتحدث عن الخدمات الطبية لسكان القطاع في حين أن المطلوب أكبر من ذلك وأكثر من ذلك فهي المشاركة أينما وجد الكادر الفتحاوي في نابلس والخليل وجنين وطول كرم ورام الله ، دور حقير تستخدمه القيادة الفتحاوية بقيادتها الفتحاوية ورئاستها حينما تطلق أيادي عصابات لحد في الضفة الغربية لعدم تمكين المناضلين في الضفة من صنع إنتفاضة ثالثة مؤازرة لإخوتهم في غزة ، حقا أنهم جبناء ، ففي واقع الإنتفاضة لا وجود لسلطة أوسلو ولا لالتزلماتها ولا لأخلاقها الأمنية والسياسية ، إنهم الذين يتمسكون بالموقع لكي يكون أداة لإحباط أي محاولة لكوادر فتح لأن تستيقظ من غيبوبتها ولكي تحمل سواعدها الكلاشنكوف والميليتوف والميلز هم يريدون فتح في المهرجانات ويريدون من كوادرها أن يكونوا مجموعة من المصفقين والمهللين لقيادة الأبوات الجدد المتنازلين بكل تفاهتهم وبكل ممارساتهم وسلوكهم الذي وضع إنطباعات أساءة لهذه الحركة التي كانت محل اجماع الشعب الفلسطيني والتي كانت تمتلك القرار وتمتلك البندقية المعبرة عن القرار الثوري .
نفتقدك يا فتح وننتظر منك الجديد “وهذه رسالة موجهة لكل كوادر ومناضلي فتح الشرفاء .
بقلم/ سميح خلف