احمد عبد الكريم الجوهري
ارتسمت صورة اليهودي في العالم على أنه داهية ، وماكر، ومخطط جيد، فهل هذا صحيح؟.
على مر العصور أثبتت الوقائع والأحداث أن هذه المقولة غير صحيحة ، ولو تتبعنا الأحداث منذ زمن نبي الله موسى عليه السلام، لرأينا كم أن بني إسرائيل أغبياء ، ويمكن استغلالهم لتحقيق أهداف غيرهم.
ألم يشاهد قوم موسى عليه السلام تلك المعجزة الكبرى؟ حيث فلق الله – عز وجل- لهم البحر؛ فنجاهم وأغرق عدوهم فرعون وجيشه ، ثم بعد ذلك وقبل أن تجف أقدامهم من ماء البحر استطاع رجل داهية وماكر، أن يجعل ذلك الشعب يدير ظهره للرب(يهوه) ويتخذ بدلاً منه عجلاً ليكون هو الإله الجديد.
ثم اكتشف القوم أنهم كانوا مخطئين ، فكفّروا عن تلك الخطيئة بقتل أنفسهم – كما ورد في التوراة – فقتل الآلاف منهم .
لقد تعرض اليهود عبر التاريخ للقتل والتنكيل على أيدي شعوب مختلفة الأعراق والديانات ، ولم يكن ذلك طمعاً في ثرواتهم كما يحدث للأمم صاحبة الثروات والخيرات. فالفرس، والروم، والعرب، والأوروبيون كل هؤلاء نكلوا باليهود، فهل العيب في كل هؤلاء؟… أم أن العيب في عقلية اليهود وطريقة تفكيرهم؟
لقد ظل اليهود منذ زمن طويل ينتظرون مخلصاً يخلصهم وينصرهم على كل الأعراق وكل الشعوب، ولأجل هذا الحلم وقعوا مراراً في مصائد وشرائك أودت بهم إلى مزيد من الذل والهوان.
وبما أن الأجداد الأوائل من بني إسرائيل أعجبهم ذلك العجل الذي أخرجه لهم السامري، فأن الأحفاد المعاصرين أعجبهم رجل (ألكاو بوي) الأمريكي صاحب العجول والبقر، فاتخذوه إلهاً يأتمرون بأمره ، ومن حيث لا يحتسبون صاروا يعملون على خدمة مصالحه، غيرأن طائفة قليلة منهم جلسوا عند صاحب البقر يحصون له أعدادها ونتاجها فسلمهم مفاتيح خزائنه.
إن النخب من اليهود الذين يعيشون خارج ارض فلسطين( الملتهبة والمحترقة ) ، سيتخلون عن ارض الميعاد المزعومة، وسيتركون اليهود الذين أقاموا دولة إسرائيل المعاصرة على دماء وأشلاء العرب يواجهون مصيرهم وسط بحر من الكراهية والانتقام ،( سيحدث هذا عندما يحين موعد إحراق العجل).
لقد طاف اليهود الأوائل حول عجل السامري لأيام قليلة ، أما عجل هذا الزمان(أمريكا) فان اليهود يطوفون ويرقصون حوله منذ عشرات السنين، ليس وحدهم فقط ،بل تبعهم في ذلك كل الذين يعشقون العجول (الآلهة) . لقد كان عجل السامري صغيراً استطاع نبي الله موسى عليه السلام إحراقه وتذريته رماداً في البحر، أما عجل اليوم فهو كبير كبير لا يقوى على إحراقه إلا رب موسى عليه السلام ، وبما أن موسى عليه السلام كان له شرف إحراق العجل القديم، فقد حضر معنا اليوم – في لوحة أثرية- ليكون ضيف شرف في حفل إحراق العجل الكبير حيث سيقوم (الرب) بإحراقه قريبا .
وهذا الحفل الكبير بحاجة إلى نوع مميز من الإعلاميين لتغطيته ؛ حيث انه حدث غير مسبوق، فالإعلاميون من فصيلة الببغاء لن يكونوا قادرين على فهمه إذا لم تردد مثل هذه العبارات على مسامعهم من قبل .
أما الإعلاميون من فصيلة الهدهد فهم الأقدر على تغطية ذلك الحدث الكبير، إذ سبق لهم أن أثبتوا كفاءة عالية في رصد الأحداث الغريبة ” قال أحط بما لم تحط به ، وجئتك من سبأ بنبأ يقين “ لقد كنت أظن واهماً أن هذه الفصيلة من الطيور (المراسلة) قد انقرضت بعد نبي الله سليمان عليه السلام ، لكنني فوجئت بهدهد اسمه (منتظر الزيدي) يطير في بلاد الرافدين (العراق) و لكنه لم يجد نبياً يحمله رسالة فيها ” بسم الله الرحمن الرحيم” فحمل شيئاً آخر يناسب المكان والزمان، حمل حذاءه وألقاه على صاحب العجل .. عندها تيقنت أن حفل إحراق العجل سيكون فيه إعلاميون أكفاء .
على أية حال ما زال هناك وقت- لكنه ليس كبيراً- على بدء فعاليات الاحتفال،فعلى جميع المعترضين، والمشككين، والغامزين، واللامزين،عدم محاولة التخلف عن الاحتفال،لان الحضور إجباري .
الباحث:احمد عبد الكريم الجوهري