الهجمات الجوية الاسرائيلية على قطاع غزة قد تكون بمثابة اختبار لهمة هيلاري كلينتون بصفتها أكبر الدبلوماسيين الامريكيين المقبلين في جهود الوساطة بين الاسرائيليين والفلسطينيين. وبصفتها وزيرة الخارجية في حكومة الرئيس الامريكي المنتخب باراك أوباما سيتحتم عليها التغلب على التصور السائد في بعض أنحاء العالم العربي بأنها أكثر اهتماما بدعم اسرائيل عن كونها محايدة.
وبمجرد أن تتولى مهام منصبها الجديد ستجد هيلاري نفسها تتابع نفس عملية السلام بالشرق الاوسط التي راوغت زوجها الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون في الشهور الاخيرة له في الرئاسة عام 2000 .
وقال شبلي تلحمي الاستاذ بجامعة ماريلاند ان استطلاعات الرأي التي أجراها في وقت سابق من العام الحالي في الدول العربية أشارت الى أن كلينتون ينظر اليها على أنها مثل زوجها ستعمل من أجل احراز تقدم في عملية السلام بالشرق الاوسط.
وتابع “يتمتع بيل كلينتون بصورة أكثر ايجابية في الشرق الاوسط (عن الرئيس الحالي جورج بوش) وينظر الى هيلاري بنفس الطريقة” مضيفا أن دعمها السابق لاسرائيل لن يؤخذ بالضرورة ضدها.
ولكن حتى اذا كانت كلينتون مستعدة للقيام بدور الوسيط في عملية السلام مبكرا فان تصاعد أعمال العنف والانتخابات الاسرائيلية والفلسطينية المتوقعة خلال الشهرين المقبلين يمكن أن تؤجل أي مناقشات ذات معنى.
وقال تلحمي “هناك سفك كبير للدماء يحول دون انهاء هذا الامر سريعا.”
وقال أرون ميلر الذي قدم النصح لستة وزراء خارجية فيما يتعلق بالمفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية ان كلينتون تحظى باحترام في المنطقة وشكك في أنه ينظر اليها على أنها منحازة لاسرائيل.
وأضاف أن معاركها الشخصية والسياسية كمرشحة سابقة في انتخابات الرئاسة الامريكية جعلتها صلبة وسهلة التكيف مع كل ما يطرأ وهما صفتان مطلوبتان في دبلوماسية الشرق الاوسط.
والاهم من براعتها كوسيط هو الى أي مدى سيمنح أوباما أولوية للقضية الاسرائيلية الفلسطينية وسط العديد من التحديات التي تواجه ادارته الجديدة.
وقال ميلر الذي يعمل الان في مركز وودرو ويلسون الدولي للباحثين في واشنطن ” سيتحتم عليها حمل العبء الثقيل ولكن يجب أن تمنح السلطة وتحصل على الدعم والمساندة من الرئيس.”
وتابع أن كلينتون التي تغلب عليها أوباما في حملة الحزب الديمقراطي لاختيار مرشح الحزب في انتخابات الرئاسة الامريكية تحتاج الى الحفاظ على علاقة قوية مع الرئيس حتى تكون فعالة.
وبالرغم من خبرتها في الشؤون الخارجية الا أن كلينتون لم تختبر بعد في أزمة مثل الهجوم الاٍسرائيلي على قطاع غزة الذي تقول اسرائيل أنه يهدف الى وقف الهجمات الصاروخية الفلسطينية ضد الاسرائيليين.
وتدعم ادارة بوش حتى الآن الاجراءات الاسرائيلية في غزة وطالبت حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) بوقف اطلاق الصواريخ على اٍسرائيل والموافقة على تهدئة مستمرة.
وقال ادوارد ووكر السفير الامريكي السابق لدى اسرائيل ومصر ان كلينتون يجب أن تذهب الى المنطقة مبكرا. ومن المتوقع أن يعقد الكونجرس جلسة للموافقة على تعيينها في المنصب بمنتصف يناير كانون الثاني ويمكن أن تتولى مهام منصبها على الفور بعد تولي أوباما مهام منصبه في 20 يناير.
وقال ووكر “ما تحتاجه الادارة هو أن تقول أننا نمنح السلام الاسرائيلي الفلسطيني أولوية ولكن لا يمكننا أن نرغم الطرفين على اتفاق الا اذا كانا مستعدين لاتفاق.”
ومنحت وزيرة الخارجية الامريكية المنتهية ولايتها كوندوليزا
رايس -التي تحدثت مع كلينتون منذ أحدث اندلاع لاعمال العنف- السلام الاسرائيلي الفلسطيني أولوية خلال العامين المنصرمين.
رايس -التي تحدثت مع كلينتون منذ أحدث اندلاع لاعمال العنف- السلام الاسرائيلي الفلسطيني أولوية خلال العامين المنصرمين.
وكانت تقول ان الجانبين أقرب من أي وقت مضى من التوصل لاتفاق الا أن حماس استبعدت دائما من المفاوضات. وتعتبر واشنطن الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يدير الضفة الغربية الممثل الفلسطيني الشرعي الوحيد.
ويقول خبراء ان من غير المرجح أن يكون هناك تحول كبير في السياسة الامريكية تجاه حماس التي فرضت عليها واشنطن وحلفاؤها عقوبات.