إن القلب يـتقطع ألما، والأجسام ترتجف حسرة والعيون تمتلئ دمعا ،وما يحصل لإخواننا في غزة طيلة خمسة أيام من ليلة 25/12/2008م،مستمر أشلاء متناثرة، وجثة ممزقة ومتفحمة، أطفال يبكون ونساء يتأوهن، شيوخ أنهكهم التعب ورجال يخوضون معركة في حرب ضروس غير متكافئة القوى المتضادة.
ليفني تقود حرب الإبادة ،وفي تصريحات استفزازية، تدعو المجتمع الدولي والعرب على الخصوص لدعمها في مجزرة غزة،حتى تنظف المدينة من “حماس” !!. عملاؤها في البيت الأبيض يقولون: نهاية العملية الإسرائيلية على غزة في يد قادة حركة المقاومة الإسلامية “حماس” !! .
كل ذلك يجري أمام مرأى عصابة الأمم المتخذة وهو ما يدعو إلى العجب من عدم زوالها بعد نتونتها وتحلل خلاياها،وفي المقابل نجد ما يدعو إلى التعجب والاستفهام والقلق معا،ذلكم هو استهتار الحكام العرب واستخفافهم بالإنسان العربي،ومن ذلك رد وزير الخارجية المصري أبو الغيط على تصريحات نصر الله، معتبرا أنه لا يعي من أمره، وربما أزعجته كلمة الإمام القرضاوي أيضا، وسيقول فيها ما يقول،رغم أنه أعترف في ذات الوقت أن هناك حربا معلنة. !!؟؟ .
الغريب أن ليفني صرحت في المؤتمر الصحف المشترك مع سيادته إن “الوضع في قطاع غزة أصبح عائقا أمام إقامة الدولة الفلسطينية وحماس يجب إن تعرف ان تطلعنا للسلام لا يعني إن إسرائيل ستقبل بعد الان هذا الوضع (…) ،كفى، يعني كفى والوضع سيتغير”
فيحين أن اعتبر الغربيون أن احتمال دخول ” حزب الله وفلسطينيي الضفة الغربية في المواجهة الجارية بين حماس وإسرائيل،سيسبب كارثة بالنسبة لإسرائيل ومن شأنه أن يقلب الموازين كلية في المنطقة ويعيد توزيع الحسابات من جديد بالنسبة لإسرائيل. تقول صحيفة ،ليبراسيون، الفرنسية ،وهو ما يعني أن لإسرائيل مناصريها ولحماس معيقيها و… !! ، فأبو الغيط إن مثل شيئا فإنما يمثل الخيانة العربية بصيغة الزعامة السياسية وهو نموذجا لمجموعة من العملاء الأتباع للسياسة الأمريكية في المنطقة العربية، والذين لا يقبلون بأي نقد يوجه إليهم، حتى صار ذلك نمطا من العبودية والعودة إلى الجاهلية الأولى والتصنيم السياسي،الذي ينتج أنظمة ديكتاتورية طاغية فاسدة. و الحق عند حسب قاعدة “الممنوع هنا عند مسموح هناك”، فمن حق
إسرائيل قتل المئات من الأبرياء في الثانية ولا يحق للمسلمين اسر “جلط شاليط” ومن حق إسرائيل امتلاك أسلحة الدمار الشامل، وصناعة النووي ،لكن يمنع على أي عربي أو مسلم امتلاك صاروخ عادي.
إن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بدأ بعد ساعات من زيارة تسيبي ليفني إلى القاهرة و تهديداتها ضد حماس من مصر, أليس هذا تواطؤا من ما يسمى دول الاعتدال العربي مع إسرائيل ضد غزة ؟؟؟. ألم تأتي لحشد الدعم من هذه الدول؟ صحيح ليست هي في حاجة الى الضوء الأخضر لبدء عملية العدوان من هؤلاء لأنهم في الأساس شركاء في مهمة عزل الشعب الفلسطيني في غزة لكن كان عليهم ـن يعلموا إخوانهم على الأقل.
إنها مأساة،غزة بين جرائم الصهاينة ونار التخاذل العربي- هذه حقائق تجعلنا نعيد ما قاله الأستاذ “عبد الحميد مهري” أثناء مقاربته بين الوضع الفلسطيني الراهن المشبع بالآباد والدمار مع مسار الثورة التحريرية في الجزائر:هاكم الثورة الجزائرية خذوا منها ما ينفعكم .ومن أراد الدعم فليدخل المعركة.
محمد بوكحيل