لقد عبرت وزيرة الخارجية للدولة العبرية لفني ما قبل العدوان وأثناء العدوان عما يجول في نفوس كثير من المنبطحين الذين يحلمون أن تقدم حماس والمقاومة الاسلامية والوطنية صك الطاعة والاصغاء لأحلامهم التي لا تخرج عن كونها احلام العميل عندما يتخليل نفسه صادقاً فيضحك على نفسه ولا يستطيع أن يضحك على الآخرين ، قالت لفني والادارة الأمريكية أيضاً أن حماس تعرف ماذا نريد منها ؟؟؟!!وبالتأكيد هو المطلب لكل المنبطحين في الساحة العربية ونسيَ هؤلاء أن الحقوق لا تباع ولا تشترى ولا تملك لأي كائن من كان فحماس وفصائل المقاومة الاسلامية والوطنية هم من قلب الكينونة الفلسطينية وليسوا غازين المجتمع الفلسطيني والارض الفلسطينية هم أبناء الأرض وأبناء الشعب والشعب الفلسطيني بكامله هو الأب الشرعي لهذه الفصائل التي تعبر أن مواقفه وارادته وتطلعاته ولذلك هؤلاء يحلمون أن يفصلوا بين فصائل المقاومة والشعب الفلسطيني وكما تحدث رئيس الوزراء المستقيل للدولة العبرية أولمرت ،نغمة جديدة تحاول أن تسوقها الآلة العسكرية الصهيونية لتضرب التفاف الشعب الفلسطيني حول المقاومة والمقاومين وأن تزرع الشقاق وعدم الثقة مع قيادات المقاومة ، أسلوب مكشوف ولأن العدو دائما ً لايفهم طبيعة الشعب الفلسطيني التي جعلته ذات شخصية محددة لا تقبل المونتاج والدبلجة .
منذ شهرين تقريباً وفي حديث لعباس قال لكوادر أوسلو سترجع غزة لما يسمى الشرعية في نهاية هذا العام وقامت أجهزة أوسلو بالاتصال مع كل المتعاونين معها في قطاع غزة بانتظار اليوم الحاسم ليتم القضاء فيه على المقاومة وعلى حركة حماس وعلى الفصائل الوطنية في القطاع وكانت هناك احاديث جانبية بين قيادات أوسلو في المقاطعة وغير المقاطعة لا تخلو من الغمز واللمز بأنهم سيعودوا لقطاع غزة وينصبوا قصورهم ومملكاتهم على ما دمرته آلة الحرب العبرية في قطاع غزة ولتصبح غزة مقاطعة مملوكة للأبوات ،أما المخيمات الفلسطينية التي ينظرون لها خارج المطلب الوطني ينظرون لها بكم من المكرمات والمساعدات ولتبقى مملكة الأبوات وبطولاتهم المزيفة في منشيتات عربية في الدوانين وفي لقاءات مع المستزلمين .
الهجوم الشرس التي تقوده آلة الحرب الصهيونية لم يكن وليد أيام أو أسابيع أو شهور بل برنامج متدرج ومتدحرج أخذ أوجه متعددة وخطوات متدرجة نحو محاولة انهاء المقاومة وعندما فشلت كل المحاولات من التحريض على الاضرابات أو بعمليات تخريبية أو استخدام الراتب كأداة رعب لا تخلوا عن ادارة الرعب التي تستخدمها أجهزة الأمن لدى عملائها لكي يشكلوا حالة من عدم الاستقرار في غزة ، على على صعيد الانشطة الميدانية والمؤسساتية ، أما على الصعيد الاعلامي والنفسي والسيكولوجي ،فلقد كانت حملة عنيفة من هؤلاء تصدت لها الاقلام الواعية في الشعب الفلسطيني والعربي ، كانت محاور هذه الهجمة التشكيك في دور المقاومة بعقلية انهزامية محظة ، التبخيس في ابتكارات وانجازات المقاومة ، التشكيك في المصداقية ،محاولة ربط المقاومة بحركات وتنظيمات وحكومات لها من التناقض مع بعضها ما يكشف أكاذيبهم ليس إلا عملية تشويه كانت تصب مع الحصار في خانة اضعاف المقاومة واجنحتها السياسية والعسكرية ، وعندما هزمت تلك القوى وانكشف كل ما هو مستور في عوراتهم وبتوقيت له أكثر من هدف توقيت كان يمكن أن يحدث متغيرات جادة على الساحة الفلسطينية فيما يسمى السلطة واستحقاقات الرئاسة وانتهاء ولاية محمود عباس كرئيس لتلك السلطة في 9 يناير 2008 ، عملية تخبط ومأزق لسلطة أوسلو ومأزق لدول اقليمية والتي تسمى دول الاعتدال العربي وفي الحقيقة هي دول الحلف الأمريكي في المنطقة التي لا يخلوا للدولة العبرية مقعداص معها ولقد شكلت حادثة نهاية فترة عباس مأزق دستوريا ً يمكن أن يحدث في برنامج أوسلو ولم يقل أهمية عن صواريخ القسام وتهديدها لعسقلان وسديروت ولذلك كان الهدف مزدوج من الحملة العسكرية الواسعة لآلة الحرب العبرية التي استهدفت قطاع غزة بما حدث من مباغتة تذكرني بالمباغتة التي حدثت للجيش المصري في 5 يونيو عام 1965 عندما أبلغت السفارة السوفييتية عبد الناصر بأن إسرائيل لن تبدء في الهجوم على مصر هذا ما حدث من دولة اقليمية عندما أرسلت التطمينات لقوى المقاومة بأن إسرائيل لا تفكر بالهجوم على قطاع غزة وبعد ساعات قلائل كان الهجوم الجوي الواسع على مؤسسات ومراكز الأمن في غزة وكانت الخسائر الكبيرة في صفوف الأفراد ولكن أيضا ً الضربة الأولى التي حدثت لا تعفي من انتقاد موضوعي يضع علامات استفهام على المنهجية العلمية والعسكرية في أمن الأفراد في ظل سيطرة جوية مطلقة للعدو الصهيوني فالمقاومة قد اتخذت قرار انهاء التهدئة عن وعي وثقة بقدراتها وقدرات الشعب الفلسطيني وبأن الحال لن يستمرالحال كما هو عليه من اغلاقات للمعابر في ظل تهدئة يستفيد منها العدو الصهيوني سياسياً وأمنياً وبالطبع سلطة رام الله وبرنامجها ،ولذلك كان من المفروض ان تتوقع المقاومة ومن خلال التحركات للعدو الصهيوني والتصريحات من المفروض أن تتوقع ضربة في أي وقت ولأن المقاومة تعي دور الدول الاقليمية في حفظ أمن إسرائيل وأمن سلطة أوسلو.
إذا ً الضربة وما ينتظر القطاع من ضربات تأتي على قاعدة تعبيرات لفني بأن على حماس أن توقف اطلاق الصواريخ وكذلك قوى المقاومة وان تكون هناك هدنة دائمة وهنا تأ
تي الخطورة أي يعني ذلك انقاذ سياسي وأمني لمنظومة عباس ومنظومة أوسلو وجعلها تتبؤ ساحة العمل السياسي والامني القائم على انهاء المقاومة والدخول في مفاوضات سقفها 18% من اراضي فلسطين التاريخية واطلاق يد الاحتلال لمزيد من التوسع وبناء المغتصبات في الضفة الغربية وانهاء القضية الفلسطينية ببعدها الثقافي والوطني والاسلامي هذا معنى أن تكون هدنة دائمة والتي تطالب بها أمريكا واسرائيل وتطالب بها سلطة أوسلو .
ومن المنتظر أمام صمود المقاومة وعدم المقدرة على ثني ارادتها أم تستمر الحملة العدوانية في التوسع في ظل اعطاء مسافات زمنية للعدو الصهيوني لكي يستفيد من نتائج الضربة العسكرية وهذا يتمثل بالمراوغة للنظام الرسمي العربي في عقد اي اجتماعات رسمية أو اتخاذ أي قرارات سياسية لدعم المقاومة والشعب الفلسطيني في غزة ، فمن المهزلة أن يتلكئ وزراء الخارجية العرب في عقد اجتماع لهم ومن المهزلة أيضا ً أن يكون هناك فيتو من بعض الانظمة العربية التي يمكن أن تصدر بيانا ً أو استنكاراًَ ليس إلا ّ .
العقال العربي إلى أين يذهب والسيف العربي الذي حمله بوش هل يمكن أن يقوم هذا العقال بتجريده منه ثانية أو هزات وسط الجسد وتلويحات السواعد استقبالا ً للقاتل بوش هل يمكن أن تنتهي وأن تتغنى تلك الأعقلة بالمقاومة وترفع سيوفها نصرة للمقاومة ؟؟؟ أشك في ذلك فالمنهجية القائمة علتها تقع في البرنامج العربي ونظرته للصراع ولذلك حتميا ً أن يكون هناك تناقضاً بين برنامج المقاومة وبرنامج العقال العربي الذي يحاول أن يلطف ويجمل نفسه بأطنان من الحليب والدواء لغزة في حين أن غزة تحتاج إلى واقع أخر هو واقع المشاركة وليس الواقع الانساني .
إذا ً الهجمة العسكرية يمكن أن تتسع ويقع مزيد من الشهداء ولكن الشعب الفلسطيني في غزة لن يركع ولن يبيع الحقوق الفلسطينية فهناك أجيال وأجيال لها الحق في التقييم والتساؤل عمن ساوم وفرط ،أما سلطة عباس التي تنتظر أن يأتي ممثليها إلى غزة على بركة دماء من الاستشهاديين وضحايا العدوان الغاشم لن ينالوا ذلك فكل طفل وامرأة وشيخ له الحق أن يحاسب تلك القيادات والمستزلمين عن تاريخهم المسيئ في حق الشعب الفلسطيني ، ولن تكون غزة مرة أخرى هي تحت امرة تجار الدولار وتجار الاسمنت والرمل وكل ما قاموا به من عمليات امتصاص للطاقات لكي يذهبوا ليتحدثوا عن مشروعية تمثيلهم للشعب الفلسطيني لن يكون هذا …لن يكون هذا فالتاريخ لا يمكن أن يرجع للوراء عليهم أن يرحلوا أو سيلاقوا نفس المصير التي يمكن أن تلاقيه الدبابات الصهيونية إذا فكرت في اجتياح غزة .
بقلم/ سميح خلف
sameehkhalaf***********