علقت صحيفة “زود دويتشه” الألمانية على الأحداث الدامية فى غزة وموقف الرؤساء العرب منها. وقال معلق الصحيفة توماس أفيناريوس فى العدد الالكترونى لها الاثنين إن الرؤساء والملوك العرب “قد حكم عليهم بالتفرج على القصف الإسرائيلى لقطاع غزة وعلى تزايد عدد المصابين والقتلى فى مراكز الطوارئ وثلاجات الموتى فى المستشفيات”.
واستدل معلق الصحيفة على عجز الرؤساء العرب عن مواجهة الكارثة التى حلت بـ “إخوانهم” فى غزة بتأجيل جامعة الدول العربية اجتماعها الطارئ لمناقشة الغارات على غزة قائلا:”لا يمكن الكشف عن الضعف العربى بشكل أوضح من ذلك”.
وفى الوقت نفسه أشار الكاتب الألمانى إلى استمرار المظاهرات فى الشارع العربى مطالبة بـ”الانتقام من المعتدى الإسرائيلي” واستطرد قائلا: “فى الوقت الذى يقف فيه رؤساء الحكومات العربية مكتوفى الأيدى على المستوى الخارجى فإن شعوبهم جاثمة على صدورهم على المستوى الداخلى مما يهدد بانتقال الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين فى أى وقت إلى دول مجاورة مثل لبنان، على سبيل المثال، مما يمكن حرب غزة من إبراز أزمة الشرق الأوسط برمتها”.
ورأى معلق الصحيفة أنه من الأنسب إطلاق اسم “الدم المسال بلا جدوى” على العملية العسكرية الإسرائيلية فى غزة والتى أطلقت عليها “الرصاص المتدفق” وقال إن الرؤساء العرب أصبحوا يدركون وبعد ثلاثة أيام من الغارات الإسرائيلية المكثفة وبعد أكثر من 300 قتيل فى غزة أن مشكلة حماس “حركة المقاومة الإسلامية” لا يمكن أن تحل بهذا الشكل وأن القنابل والصواريخ لن تخلق هوة بين حماس وسكان قطاع غزة.
كما رأى الكاتب أن من يعتقد أن إلحاق المزيد من المعاناة بالفلسطينيين سيؤدى إلى المزيد من الأمن لإسرائيل ليس محقا “ليس لأن الناس تحب حماس فلم يعد الناس يحبونها منذ وقت طويل ولكن من يفقد أخا أو أختا أو ابنا فى وابل القنابل فإنه لن يعطى صوته لسياسى صديق لإسرائيل”.
وفى سياق متصل بألعدوان الإسرائيلى على غزة حذرت صحيفة “زالتسبورجر ناخريشتن” النمساوية من ان تسود الفوضى قطاع غزة فى حال قيام إسرائيل بتدمير حركة المقاومة الاسلامية “حماس” بالكامل.
وكتبت الصحيفة فى عددها الصادر الثلاثاء: “ربما يكره الإسلاميون “حماس” إسرائيل ، إلا أنهم يسيطرون على المنطقة ويعتبرون شريك اتصال، فإذا تم إسقاطهم فستغرق غزة فى الفوضى”.
وأشارت الصحيفة إلى أنه فى حال سقوط حركة حماس فإن إسرائيل لن تتعامل فى تلك الحالة مع عدو واحد بل مع “العديد من التنظيمات غير المنسقة التى لا يمكن السيطرة عليها إلا من خلال احتلال غزة”.
كما حذرت الصحيفة من “احتلال قطاع غزة التى يعيش فيها 1.4 مليون فلسطينى مجددا سرعان ما سيتحول إلى كابوس لإسرائيل”.
وفى المقابل أكدت الصحيفة النمساوية على ضرورة عدم إخفاق إسرائيل فى هجومها على غزة و إلا فإن حماس ستحظى “بهالة من الحصانة” وستخرج من النزاع بقوة أكبر من ذى قبل، مشيرة فى الوقت نفسه إلى ضرورة عدم تدمير حماس بالكامل حتى لا تهدد الفوضى أمن الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء.