كشفت مصادر حكومية إسرائيلية الثلاثاء، أن القصف الجوي المتواصل منذ أربعة أيام على غزة، ليس سوى مرحلة أولى من عملية عسكرية واسعة النطاق أجازتها الحكومة، ضد حركة المقاومة الإسلامية “حماس.” وأوضحت تلك المصادر أن رئيس الوزراء، إيهود أولمرت، أوجز الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيريز، صباح الثلاثاء حول مسار العمليات قائلاً “نحن الآن في المرحلة الأولى من العملية.”
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، قد صرح أمام الكنيست الاثنين، أن الحملة العسكرية، التي استهلت السبت، ما هي إلا حرب شاملة ضد حركة المقاومة الإسلامية “حماس”.
وأضاف قائلاً: “مددنا يد السلام إلى الفلسطينيين مرات عديدة.. لا نكن العداء لسكان غزة.. إلا أن هذه حرباً شاملة ضد حماس وفصائلها.. ضبط النفس الذي أبديناه من قبل هو مصدر قوتنا حين تدق ساعة القتال.”
ولليوم الرابع على التوالي، واصلت المقاتلات الإسرائيلية ضرب أهداف لحماس، وأدى القصف الجوي فجر الثلاثاء إلى تسوية مبنى حكومة من ثلاثة طوابق، بالأرض،وفق ما نقل شهود عيان ومصادر أمنية من الحركة لـCNN.
وقال صحفي، رفض كشف هويته لدواع أمنية، للشبكة إنه سمع دوي 18 انفجاراً في المنطقة واندلاع حرائق في المجمع الحكومي، فجر الثلاثاء، فيما تواصل انهمار القنابل على غزة في رابع يوم على التوالي للعمليات العسكرية الجوية الإسرائيلية ضد القطاع.
هذا وقد صرح ناطق باسم الجيش الإسرائيلي لـCNN أن إسرائيل ستواصل استهداف قيادات “حماس” والفصائل الفلسطينية المسؤولة عن إطلاق الصواريخ على جنوبي الدولة العبرية.
وأشار إلى مصرع جندي إسرائيلي وإصابة أربعة آخرين بجراح طفيفة بإطلاق قذائف مورتر على الحدود مع غزة في وقت متأخر الاثنين.
وبدورها، تعهدت “حماس” بمواجهة “العدوان الإسرائيلي” المتواصل على غزة، وأعلنت الفصائل الفلسطينية إطلاق أكثر من 40 صاروخاً وقذيفة مورتر على جنوبي إسرائيل الاثنين، نجم عنها مقتل إسرائيليين اثنين، وإصابة ثالث.
ومن جانبها، اعتبرت الإدارة الأمريكية أن نهاية العمليات العسكرية الإسرائيلية في يد قادة حركة المقاومة الإسلامية “حماس.”
وقال الناطق باسم البيت الأبيض، غوردون جوندرو الاثنين، في تصريحات للصحفيين بمزرعة الرئيس الأمريكي جورج بوش في “كراوفورد” بولاية تكساس، إن الحركة الفلسطينية عليها أن تتوقف عن إطلاق الصواريخ باتجاه المناطق الإسرائيلية، حتى يمكن استعادة الهدوء في قطاع غزة. (المزيد)
هذا وقد فاقت حصيلة القتلى الفلسطينيين في العمليات العسكرية الإسرائيلية، أكثر من 375 قتيلاً، معظمهم من المليشيات المسلحة، وسقط ستة قتلى بين الجانب الإسرائيلي، خمسة منهم من المدنيين.
ووضع مسؤولون في الأمم المتحدة عدد القتلى المدنيين الفلسطينيين عند 60 قتيلاً، على الأقل.
إسرائيل تنفي اقتحام سفينة المساعدات
وإلى ذلك، اقتحم زورق أمني إسرائيلي سفينة إغاثة تقل طاقماً طبياً ومساعدات إنسانية إلى غزة صباح الثلاثاء، وفق مسؤولين إسرائيليين وشهود عيان، إلا أن الحكومة الإسرائيلية سارعت بنفي تعمد القطعة البحرية الاصطدام بالسفينة ووصفت المزاعم بأنها “سخيفة.”
وقال مراسل CNN، كارل بينهول، من على متن السفينة “ديغنيتي”، مسجلة في “جبل طارق”، إن الزورق الإسرائيلي راقب السفينة لنصف ساعة قبيل اقتحامها.
وذكر بينهول أن الزورق الإسرائيلي اقتحم بقوة شديدة للغاية السفينة – “ديغنيتي” وتقل على متنها 16 متطوعاً بجانب الطاقم أثناء محاولتها اختراق الحصار الإسرائيلي على غزة.
وتنقل السفينة على متنها ما بين ثلاثة إلى أربعة أطنان من المساعدات الطبية العاجلة.
واتهم طاقم “ديغنيتي” الزورق الأمني الإسرائيلي بتعمد الاصطدام بالسفينة.
إلا أن يغال بالمور، أحد الناطقين باسم الخارجية الإسرائيلية، نفى تلك المزاعم ووصفها بـ”السخيفة”، مشيراً إلى أن سفينة المتطوعين كانت تحاول مناورة القطع الحربية، عند وقوع الحادث.
وأردف قائلاً: “لذلك وقع الحادث.. لم تكن لدى البحرية الإسرائيلية أي نية لاقتحام أي كان.”
ووقع الحادث في المياه الدولية، قرابة 140 كيلومتراً من سواحل غزة، حيث أمرت البحرية الإسرائيلية “ديغنيتي” بالعودة أدراجها. وتوجهت السفينة إلى لبنان، عقب التصادم.
وكانت القطع البحرية الإسرائيلية قد طالبت، في رسالة عبر الراديو، “ديغنيتي” بالعودة أدراجها إلى قبرص متهمة إياها بالتورط في أنشطة إرهابية، وفق قبطان السفينة التي تقل فريقاً من المتطوعين العرب والغربيين.
وأشار ناطق باسم الجيش الإسرائيلي إلى إجراء الزورق الإسرائيلي “نوع من الاتصال” بالسفينة أثناء اعتراضها، إلا أن يوسي ليفي، ناطق آخر باسم الخارجية الإسرائيلية قال إن التصادم وقع إبان محاولة القارب الأمني العودة بعد مطالبة “ديغينتي” المغادرة.