بقلم نقولا ناصر*
تثبت نتيجة التجربة التاريخية المرة للفشل حتى الان في التوصل الى حل سلمي عادل للصراع العربي الاسرائيلي ان مثل هذا الحل ما زال مستحيلا لانه يكمن اولا واخيرا في الفصل بين الاستراتيجيتين الاميركية والاسرائيلية من جهة وفي الفصل بين هذا الصراع وبين الاستراتيجية الاميركية الاقليمية في الشرق الاوسط من جهة ثانية ، وبما انه لا توجد اية بوادر في المدى المنظور الى ان واشنطن يمكنها ان تبادر الى أي فصل كهذا فان البديل يكمن اما في انتزاع مفتاح الحل من واشنطن او في تضامن عربي يفرض على الولايات المتحدة انهاء احتكارها لعملية صنع السلام في الشرق الاوسط ، او بشكل ادق ينهي تعطيلها لاي عملية كهذه نتيجة لاصرارها على عدم اعتماد الشرعية الدولية مرجعية اساسية للحل ، وبما ان كلا هذين البديلين مستبعد في الوقت الراهن فان الحل الاميركي بل أي حل آخر يظل مستحيلا .
وهناك شبه اجماع دولي على ان مفتاح “الفصل” المنشود موجود في واشنطن بانتظار قائد اميركي تاريخي يجرؤ على استخدامه ، وقد تسرع الكثيرون في التفاؤل بان الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما ربما يكون مؤهلا لدخول التاريخ باحداث مثل هذا “التغيير” في الاستراتيجية الاميركية في الشرق الاوسط ، لكن العناوين الرئيسية المعلنة لسياسته الخارجية في المنطقة وكذلك الفريق الذي اختاره لادارة هذه السياسة قد بدات فعلا تصيب المتفائلين باحباط مبكر يؤكد مرة اخرى بان احداث أي تغيير كهذا في واشنطن لا يمكن ان يحدث فعلا الا اذا ادرك العرب ان مفتاح الحل موجود بايديهم وانهم يمتلكون حقا القدرة على فرضه في العاصمة الاميركية لكنهم يفتقدون الارادة السياسية لتوحيد صفوفهم من اجل ذلك .
واذا كان وصول اوباما الى البيت الابيض يمثل حدثا بارزا في تاريخ التمييز العنصري داخل الولايات المتحدة يحقق الحلم الذي دفع مارتن لوثر كينغ حياته ثمنا له فان كل الدلائل حتى الان لا تشير الى اي “تغيير” تاريخي في المستوى نفسه في السياسة الخارجية الاميركية في الشرق الاوسط بل تشير الى ان هذه السياسة ستبقى اسيرة الاجندة الاستراتيجية الاسرائيلية وان حل الصراع العربي الاسرائيلي سيظل مرتهنا للاجندة الاستراتيجية الاميركية الاقليمية في المنطقة ، “لذا يجب الا يكون لدى البعض اوهام بان مجيء شخص سيغير كثيرا في الوضع .. لان السياسات باقية” كما قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس مؤخرا للشرق الاوسط اللندنية عشية ادائه فريضة الحج .
وفي سابقة لم يحدث ان لجا اليها الرؤساء الاميركيون المنتخبون اعلن باراك اوباما اسماء المرشحين لشغل المناصب الرئيسية في فريق ادارته قبل ان يتسلم رسميا مهام منصبه في شهر كانون الثاني / يناير المقبل ، وقد وصفتهم وسائل الاعلام الاميركية الرئيسية ب”الوسط” بين المحافظين الجدد وبين الليبراليين لكن الوول ستريت جورنال وصفتهم ب”حكومة الحرب” ، وهذه الحرب دائرة فعلا على الارض في الشرق الاوسط واساسا في الساحتين الفلسطينية والعراقية من الوطن العربي وفي جوارهما المباشر ، خصوصا السوري واللبناني ، حيث تعتبر واشنطن الحروب العدوانية التوسعية الاسرائيلية المتتالية حروبا وقائية للدفاع عن النفس وتستخدم المكاسب الاقليمية الاسرائيلية الناجمة عنها اوراقا تفاوضية تساوم العرب عليها ، وتعتبر غزو العراق واحتلاله “فتحا ديموقراطيا” يواصل نشر رسالة الرجل الابيض التي حملها الاستعمار الاوروبي قبل ان يرثها الاميركيون ، وتعتبر الدول الاقليمية المعارضة لذلك محاور للشر والحركات الوطنية المقاومة للاحتلالين ارهابا وترتهن حل الصراع العربي الاسرائيلي لما بعد القضاء على هذه المعارضة وهذا الارهاب .
فعلى سبيل المثال اكد اوباما في السابع من كانون الاول / ديسمبر الجاري انه ملتزم بمواصلة استراتيجية سلفه دون أي تغيير عندما كرر في برنامج “واجه الصحافة” على شبكة ان بي سي ما كان يردده جورج بوش الابن من ان مواصلة ايران لبرنامجها النووي ومواصلتها “تمويل منظمات ارهابية مثل حماس وحزب الله” هما امران “غير مقبولين” .
لقد تحطمت كل الجهود الدولية منذ ستين عاما ونيف لحل الصراع العربي الاسرائيلي على صخرة استراتيجية اميركية ملتزمة بتبني الاجندة الاقليمية لدولة الاحتلال الاسرائيلي حد التطابق بين الاستراتيجيتين ، مما حول كل قرارات الامم المتحدة — التي يحلو للدبلوماسية العربية وصفها ب”الشرعية الدولية” — الى ركام من الورق ياكله العث في ادراج الهيئة الاممية وصادر أي دور للمجتمع الدولي وجمد تطبيق القانون الدولي وافشل كل “عمليات السلام” لحلها حتى تلك التي تبناها التحالف ال
استراتيجي الاميركي الاسرائيلي .
استراتيجي الاميركي الاسرائيلي .
فالسياسة الخارجية الاميركية منذ عقدين تقريبا ربطت تحقيق “رؤية” حل الدولتين لاقامة دولة فلسطينية الى جانب دولة الاحتلال الاسرائيلي بتلبية ثلاثة مطالب للاستراتيجية الاميركية – الاسرائيلية المتطابقة في الشرق الاوسط تتلخص بمبادلة الاستجابة للمطالبة العربية باقامة هذه الدولة اولا بمنح شرعية عربية لمشروع الاحتلال الاميركي للعراق وثانيا باقامة جبهة عربية – اسرائيلية ضد ايران وثالثا باقامة جبهة عربية اسرائيلية ضد “الارهاب” ، أي ضد أي مقاومة للاحتلالين الحليفين .
واحتلال العراق واحتواء ايران والحرب على “الارهاب” ثلاث اولويات في الاجندة الاسرائيلية الاستراتيجية الاقليمية تحول التبني الاميركي لها الى مرجعية لتصنيف الدول الاقليمية ما بين “معتدلة” مؤيدة لها في “محور الخير” و”متطرفة” تعارضها في “محور الشر” ولتصنيف القوى السياسية في المنطقة ما بين “ديموقراطية” تؤيدها و”ارهابية” او داعمة للارهاب او متطرفة تقاومها .
ولمن ما زالت الثارات الحربية او الشخصية او الطائفية تشوش رؤيتهم حول العلاقة بين الاحتلال الاميركي للعراق وبين الاجندة الاسرائيلية ربما يجدر اقتباس ما قاله رئيس وزراء دولة الاحتلال الاسرائيلي ايهود اولمرت لبوش عندما اجتمع شمل الرجلين في لقاء وداعي بواشنطن في الرابع والعشرين من شهر تشرين الثاني / نوفمبر الماضي عندما قال الزائر لمضيفه: “سوف لن انسى ابدا انك ازلت واحدا من اكثر المخاطر الاستراتيجية تهديدا لاسرائيل من الشرق ، في العراق ، فهذا انجاز عظيم” .
والقاسم المشترك بين هذه الركائز الثلاث للاستراتيجية الاميركية – الاسرائيلية هو تامين امن دولة الاحتلال الاسرائيلي باعتبارها “القوة الاكبر التي تملكها اميركا في الشرق الاوسط” كما قال جو بايدن النائب المنتخب لاوباما معبرا عن ثابت في السياسة الخارجية الاميركية لا آتيا بجدبد ، وبالتالي اصبح امن اسرائيل هو الفيصل بين الخير وبين الشر ، وبين الديموقراطية وبين الارهاب ، وبين السلام وبين الحرب ، وبين الاعتدال وبين التطرف ، واصبح امن اسرائيل هو مفتاح السلم والاستقرار الاقليمي وليس انهاء الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين والاميركي للعراق وافغانستان ، وهكذا خلط تعسفي لاوراق الصراع الاقليمي كفيل باستمرار “الفوضى غير الخلاقة” التي تواصل تفتيت المنطقة الى مزق سياسية وطائفية وعرقية وتواصل تاجيل أي حل ممكن للصراع العربي الاسرائيلي في أي مدى قريب طالما يتم التعامل مع حركات المقاومة الوطنية للاحتلال الاجنبي باعتبارها حركات ارهابية وامتدادا ل”محور الشر” .
ومثلما ربط الحليفان حل الصراع العربي الاسرائيلي بالحرب الباردة بين الاتحاد السوفياتي السابق وبين الولايات المتحدة منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية فانهما الان يربطان الحل بالحرب الاميركية العالمية على “الارهاب” وببرنامج ايران النووي ، وعلى سبيل المثال مثلما كانا يصنفان منظمة التحرير الفلسطينية كمنظمة ارهابية مدعومة من “امبراطورية الشر” الشيوعية فانهما الان يصنفان حركة المقاومة الاسلامية “حماس” ومثلها حزب الله اللبناني كمنظمتين ارهابيتين مدعومتين من “محور الشر” الايراني السوري ، فهل ينتظر حل هذا الصراع “انهيار” ايران وسوريا حتى تنهار حماس فترضخ لشروطهما لحل الصراع مثلما رضخت منظمة التحرير لهذه الشروط بعد الانهيار السوفياتي ام على الحل ان ينتظر احتلال البلدين لكي يطرح الحليفان “رؤية” للحل مثلما طرحا “خريطة طريق” لتطبيق “رؤية حل الدولتين” بعد احتلال العراق ؟ ام هل ينتظرا حسم حربهما على “الارهاب” مثلما حسما حربهما الباردة والساخنة مع “امبراطورية الشر” السوفياتية قبل ان يتفرغا لحل الصراع العربي الاسرائيلي ، دون ان يكون هناك أي ضمان طبعا لكي لا يختلق الحليفان “محور شر” اخر يرتهنان الحل لحسمه اولا !
ويكاد يكون مؤكدا ان حركات التحرر الوطني العربية سواء كانت مقاومة في فلسطين او لبنان او العراق او الصومال هي حركات اصيلة يرتبط استمرارها باستمرار الاحتلال الاجنبي ويرتبط مصيرها بمصير هذا الاحتلال بغض النظر عن الظهير الدولي او الاقليمي لها سواء كان سوفياتيا او ايرانيا او سوريا ، واذا كان “اللون” السياسي لهذا الظهير قد يؤثر في المظهر العلماني او الديني ، او اليساري او اليميني ، لهذه الحركات فان من المؤكد انه مثلما لم يقد انهيار الاتحاد السوفياتي الى انهيار منظمة التحرير الفلسطينية فان أي انهيار ايراني او سوري لن يقود الى انهيار الحركات الوطنية المقاومة خصوصا في فلسطين ولبنان والعراق وان كان من الممكن ان يغير في عناوينها العلمانية او الاسلامية او القومية او في اسماء التنظيمات السياسية التي تقودها .
وهناك حقيقة تاريخية واضحة تماما ، فمنظمة التحرير الفلسطينية قد ولدت من رحم الاحتلال الاسرائيلي ولم تولد في موسكو او بكين ، ومثلها حركة المقاومة الاسلامية “حماس” وحزب الله اللبناني اذ ولدا في رحم الاحتلال نفسه لا في طهران او دمشق ، وبالتالي مهما يحدث في هذه العواصم فان هذه الحركات الوطنية باقية طالما بقي الاحتلال ، وان هي خسرت جولات في مقاومته فان استمرار الاحتلال كفيل بخلق حركات بديلة ترث حمل الرسالة الوطنية نفسها في مقاومته حتى يرحل ، ويكاد يكون مؤكدا ايضا انه مثلما استمرت منظمة التحرير بعد الانهيار السوفياتي بالرغم من البروباغندا الاميركية التي كانت تروج بانها لم تكن تزيد على كونها اداة للشيوعية الدولية في المنطقة فان حماس وحزب الله سوف يستمران بعد أي انهيار يخطط الحليفان الاميركي والاسرائيلي له في ايران وسوريا بالرغم من البروباغندا الاميركية الاسرائيلية التي تروج بانهما مجرد مخلبين ايرانيين وسوريين .
والحقيقة التاريخية الثانية التي لا تقل وضوحا عن سابقتها هي ان منظمة التحرير وحماس وحزب الله قد اثبتت جميعها عندما اتيحت لها فرصة المنافسة الحرة في انتخابات ديموقراطية نزيهة انها جزء لا يتجزا من نسيج شعبها لا بل اثبتت انها قيادات ممثلة لشعبها احبطت كل محاولات المحتلين لاصطناع قيادات بديلة لها .
ومثل هذه الحقائق قد بدا يعترف بها مخططون استراتيجيون اميركيون في الولايات المتحدة نفسها من داخل المؤسسة الحاكمة التي تتداول السلطة في واشنطن ، فعلى سبيل المثال نشر السفير الاميركي الاسبق لدى دولة الاحتلال الاسرائيلي مارتن اينديك مع ريتشارد هاس بحثا مشتركا في عدد يناير / فبراير 2009 من مجلة “فورين افيرز” اوصيا فيه ادارة اوباما ب”الحاجة الى اعادة صياغة الاطار الاستراتيجي في الشرق الاوسط” وبانه “لم تعد توجد حاجة” لان تكون “مكافحة الارهاب … هي المحرك لتلك السياسة” وان كان ينبغي ان تظل جزءا لا يتجزا من الاستراتيجية الاميركية في الشرق الاوسط ، وبانه “ينبغي عدم الاصرار على الربط” بين التفاوض مع ايران حول العلاقات الثنائية او حول برنامجها النووي او حول دورها في العراق او حول معارضتها لعملية السلام العربية الاسرائيلية وبين التفاوض معها حول “رعايتها” لحماس وحزب الله ، وقد لفت الباحثان النظر الى اتهام ادارة بوش بازدواجية المعايير عندما دعت الى الانتخابات في الاراضي الفلسطينية المحتلة ثم قاطعت حماس بعد فوزها في انتخابات نزيهة وحرة ليخلصا الى الاستنتاج بانه “نظرا لسيطرة حماس على غزة والتاييد لها بين ما لا يقل عن ثلث الفلسطينيين فان أي عملية سلام تستثنيها يمكن ان تفشل تماما” ، لا بل انهما حثا ادارة اوباما على “ضرورة التعامل مع قيادة فلسطينية مشتركة وعلى اجازة اجراء اتصالات منخفضة المستوى بين مسؤولين اميركيين وبين حماس في غزة” .
وربما تعزز نتائج استطلاع حديث للراي اجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والبحثية ، بادارة الدكتور خليل الشقاقي في رام الله ، في الفترة بين الثالث والخامس من الشهر الجاري ، بدعم من مؤسسة كونراد اديناور ستيفنونغ الالمانية ، الصفة التمثيلية لحماس التي اشار اليها اينديك وهاس ، اذ اظهر الاستطلاع ارتفاعا في شعبية حماس بالرغم من مقاطعتها للحوار الوطني الذي كان مقررا بالقاهرة في العاشر من الشهر الماضي كما اظهر ان الفجوة بين شعبية الرئيس عباس وبين شعبية رئيس وزراء الحكومة المقالة في غزة اسماعيل هنية تضيق وان ثلثي المستطلعة اراؤهم يتفقون مع حماس في ان ولاية الرئيس عباس تنتهي في التاسع من الشهر المقبل .
ومثل اينديك وهاس ، اوصى بالتواصل مع حماس والاعتراف بها مجلس العلاقات الخارجية (سي اف آر) ومعهد بروكينغز الاميركييان في بحث معمق اصدراه في الثاني من شهر كانون الاول / ديسمبر في شكل كتاب بعنوان “استرداد التوازن – استراتيجية شرق اوسطية للرئيس المقبل” ، وان اقترح البحث “مجابهة حماس وحزب الله بالعمل مع الحلفاء الاقليميين لتقوية مؤسساتهم ذات الصلة بالامن بدل التصدي مباشرة لهاتين الحركتين اللتين لهما جذور عميقة” ، وفي حالة حماس يرى ان التواصل معها يمهد الطريق للوحدة الوطنية الفلسطينية وهذه بدورها شرط مسبق لا غنى عنه لصنع السلام .
ومعهد بروكينغز بخاصة كان طوال نصف القرن الماضي من الزمان الاكثر نفوذا في التاثير في الادارات الديموقراطية في مجال السياسة الخارجية وقد اوصى مع المجلس في الكتاب الجديد بان عملية صنع السلام العربي الاسرائيلي يجب ان يحتل “اولوية” لدى الرئيس اوباما عندما يتسلم مهام منصبه رسميا لكن الرئيس المنتخب اعلن مؤخرا ان هذه العملية “اولوية رئيسية” له لكنها ليست اولوية “اولى” ، وقد اكد شمعون بيريس رئيس دولة الاحتلال الاسرائيلي ذلك ايضا ، لان الوضع الاقتصادي الداخلي ثم العراق وافغانستان وا
يران تحظى بالاولوية لديه ولانه ، كما تشير كل الدلائل ، يريد ان يسير على نهج اسلافه من الديموقراطيين والجمهوريين على حد سواء باستمرار اسر أي حل للصراع العربي الاسرائيلي لاستحقاقات الحرب على الارهاب واحتواء ايران والاجندة الاسرائيلية واعتبار امن دولة الاحتلال ، لا انهاء الاحتلال ، اساسا له ، وهذه بايجاز وصفة لستين عاما اخرى من الحروب والصراع وعدم الاستقرار الاقليمي ، ليظل الحل ضائعا بين “امبراطورية الشر” و “محور الشر” وغيرهما مما يستجد من صيغ الشرور المفتعلة التي تختلقها الادارات الاميركية المتعاقبة لتسويغ هيمنتها العالمية والاقليمية في الشرق الاوسط وفي القلب منه الوطن العربي .
يران تحظى بالاولوية لديه ولانه ، كما تشير كل الدلائل ، يريد ان يسير على نهج اسلافه من الديموقراطيين والجمهوريين على حد سواء باستمرار اسر أي حل للصراع العربي الاسرائيلي لاستحقاقات الحرب على الارهاب واحتواء ايران والاجندة الاسرائيلية واعتبار امن دولة الاحتلال ، لا انهاء الاحتلال ، اساسا له ، وهذه بايجاز وصفة لستين عاما اخرى من الحروب والصراع وعدم الاستقرار الاقليمي ، ليظل الحل ضائعا بين “امبراطورية الشر” و “محور الشر” وغيرهما مما يستجد من صيغ الشرور المفتعلة التي تختلقها الادارات الاميركية المتعاقبة لتسويغ هيمنتها العالمية والاقليمية في الشرق الاوسط وفي القلب منه الوطن العربي .
*كاتب عربي من فلسطين