اعتبرت صحيفة فرنسية أن احتمال دخول “حزب الله” وفلسطينيي الضفة الغربية في المواجهة الجارية بين حماس وإسرائيل يمثل “السيناريو الكارثة بالنسبة للأخيرة” والذي من شأنه أن يقلب الموازين كلية في المنطقة ويعيد توزيع الحسابات من جديد بالنسبة لإسرائيل. وقالت جريدة “ليبراسيون” اليسارية الفرنسية اليوم الإثنين: إن دخول حزب الله الذي يمتلك 40 ألف صاروخ بعيد المدى، والذي يمكن أن تصل إلى كافة مدن شمال إسرائيل يمثل “سيناريو كارثة” بالنسبة لإسرائيل.
وأضافت الصحيفة أن “إسرائيل لن تقوى على فتح جبهتين بشكل متوازٍ مع تنظيمين على شاكلة حماس في الجنوب وحزب الله في الشمال”.
وكان زعيم حزب الله اللبناني الشيخ حسن نصر الله قد دعا في كلمة له أمام أنصاره أمس الأحد إلى وضع مقاتليه في حالة تأهب قصوى في الجنوب اللبناني توقعا لأي هجوم إسرائيلي.
كما لفتت ليبراسيون إلى احتمال “اندلاع انتفاضة في الضفة الغربية مع فتح الجبهة الشمالية والجنوبية بالنسبة لإسرائيل يشكل أكثر الاحتمالات الكارثية والتي قد تؤدي إلى قلب موازين المعادلة في المنطقة”.
لكن الصحيفة الفرنسية أشارت إلى أنه لا شيء يدل حتى الآن على أن حزب الله سيقوم بفتح جبهة من هذا القبيل، وأضافت أن حزب الله يتكتم على كل خطواته المستقبلية، في حين ركز نصر الله في كلمته أمام أنصاره أمس على الدور المصري داعيا المصريين إلى الخروج إلى الشوارع من أجل إجبار حكومتهم على فتح معبر رفح أمام المساعدات إلى الفلسطينيين.
وكانت قد ظهرت في الضفة الغربية -المحكومة من جانب حركة فتح- معالم مقاومة أخرى مؤازرة لمقاومة غزة، ولكنها أكثر عفوية، وصفها المراقبون بأنها مؤشر على أن (الضفة) ستكون على أبواب انتفاضة ثالثة إذا استمر التصعيد الإسرائيلي.
وصدرت تصريحات من قيادات سياسية بحماس أكدت أن الحركة ستواصل المقاومة ضد الاحتلال، وأن الحملة التي تستهدف الحركة لن تحقق أهدافها، ولا تزال صواريخ المقاومة تنطلق من قطاع غزة تجاه المستوطنات الإسرائيلية منذ بدء العدوان، وكان آخرها اليوم؛ حيث سقط نحو 40 صاروخا على بلدات بجنوب إسرائيل أسفرت عن مقتل إسرائيلي وإصابة آخرين.
تغطية “منحازة”
وتميزت التغطية الإعلامية الفرنسية حتى الآن بـ”الانحياز” لوجهة النظر الإسرائيلية؛ حيث عملت الصحف الفرنسية طوال اليومين الماضيين إلى تجاهل الإشارة إلى عدد الشهداء الفلسطينيين في عناوين الأخبار والذي تجاوز الـ300 والإشارة إلى ذلك في تفاصيل الخبر.
وتحت عنوان “الحرب في غزة” اكتفت جريدة ليبراسيون بافتتاحية “أدانت فيها مقتل الأبرياء” زاعمة أن غالبية القتلى هم من مسلحي حماس.
وقال لوران جوفران مدير التحرير في افتتاحيته: “لا يمكن لأي دولة أن تقبل سقوط الصواريخ على مواطنيها – في إشارة إلى إسرائيل– وهو ما اعتبره الكاتب تبرير للعملية العسكرية التي تقوم بها إسرائيل في الوقت الحالي على غزة”.
وتحت عنوان “الهجوم الإسرائيلي من أجل التخلص على حماس”، عنونت صحيفة “لوفيجارو” اليمينية القريبة من الحزب الحاكم (الاتحاد من الحركة الشعبية) صفحتها الرئيسية.
وفي موقف ضمني مساند لإسرائيل في حربها نشرت الصحيفة مقال مطول للكاتب اليهودي الفرنسي “مارك التر” تحت عنوان “ما تريد حماس أخذه من إسرائيل بالقوة”.
بينما نشرت الصحيفة مقال آخر لأحد مديري تحريرها وهو “بير راسلوين” بعنوان “حماس تقع في الفخ الذي نصبته”، قائلا: “بأن حماس التي بدأت باستفزاز إسرائيل لم تتوقع حجم قوة ردة الفعل الإسرائيلية”.
وفي موقف صريح مساند للعملية العسكرية الإسرائيلية طرحت صحيفة لوفيجارو استفتاء على قرائها على الإنترنت طارح
ة سؤال “هل تتفهمون العملية العسكرية الإسرائيلية؟”.
ة سؤال “هل تتفهمون العملية العسكرية الإسرائيلية؟”.
وكانت الإجابات حتى الآن حسب الصحيفة هو أن 57% يتفهمون هذا العملية في حين قال 42% إنهم لا يتفهمونها!.