محمد أبو علان
بالأمس استمعت ” لعبد الله كمال” رئيس التحرير في صحيفة “روز اليوسف” المصرية” تكلم بكلام يندى له الجبين، ولم يتوقع أحد أن ينحط جزء من الخطاب الإعلامي العربي لهذا المستوى، “مجرم” بهذه الكلمة وصف رئيس التحرير سماحة السيد “حسن نصر الله” الأمين العام لحزب الله، وقال “هذا الشخص مسئول عن مقتل (1500) مواطن لبناني وآلاف الجرحى وتدمير لبنان” مشيراً بذلك لنتائج عدوان تموز 2006 على لبنان، وهذا الكلام جاء طبعاً بعد سلسلة الاتهامات التي وجهها لحركة حماس على رفضها التهدئة، وهو نفس التوجه القائم ليس على تبرئة الاحتلال من جرائمه فقط لا بل مشاركته بهذه الجرائم عبر توفير الأجواء التحريضية ضد قطاع غزة وسكانه ومقاومته.
لهذا المستوى وصل الأمر في عالمنا العربي، بات بين ظهرانينا من يدافع عن الاحتلال وجرائمه ويجد لها المبرر، في الوقت الذي تطالب في المؤسسات الحقوقية في دول أوروبا الغربية وتعمل باتجاه تقديم محاكمة قادة دولة الاحتلال السياسيين منهم والعسكريين، والقادة العرب يستقبلونهم في قصورهم وعلى موائدهم مباركين جهودهم.
”حسن نصر الله” والمقاومة الوطنية اللبنانية هم قادوا نصراً على الاحتلال الإسرائيلي عبر تحرير الجنوب اللبناني في العام 2000 ، وعبر كسر هيبة جيش الاحتلال الإسرائيلي في عدوان تموز 2006، هذه الهيبة المكسورة التي يحاول جيش الاحتلال استردادها على أشلاء أطفال غزة.
وهذا الموقف لرئيس تحرير “روز اليوسف” ليس الوحيد بل سبقه العديد من رؤساء التحرير والذين يستحقون لقب رؤساء التحريض على الشعب الفلسطيني، حيث شن رؤساء التحرير في صحف الحكومة المصرية “الجمهورية” و “الأهرام” حملة تحريض ضد قطاع غزة تزامنت مع وجود “تسيبي ليفني” في القاهرة كمشاركة وجدانية ومباركة منهم لما كان يخطط له “أحمد أبو الغيط” مع ضيفته وزيرة خارجية الاحتلال.
والأغرب من مواقف جزء من الإعلام المصري هو بعض المواقف الفلسطينية الإعلامية، فهناك يستعرب ويستهجن قيام جهات فلسطينية بمهاجمة سياسية ومواقف النظام المصري ويعتبر ذلك “تربص بالأمة العربية لأهداف ومقاصد غير عربية”، رافضين أصحاب هذه المواقف الفصل بين الأمة العربية المُكبلة بأجهزة أمن أنظمة الحكم فيها وبين الأنظمة السياسية التي تشكل في معظمها جزء من منظومة العدوان على غزة بأيدي إسرائيلية، عدوان لم يبدأ مع ظهيرة يوم 27/11/2008 بل بدء منذ سنوات عبر الحصار السياسي والاقتصادي على الشعب الفلسطيني برمته ومن ثم اقتصر الحصار على أبناء شعبنا في غزة.
لا بل هناك من ذهب بسياسية التملق للنظام السياسي في مصر عبر الدعوة لتقديم الولاء والدعم لهذا النظام بزيارة السفارة المصرية في رام الله، ولكن على ماذا كل هذا التملق؟، وعلى ماذا نقدم الشكر والتأيد لنظام الحكم في مصر، على مشاركته في حصار غزة ومنعه الدواء والعلاج عن سكانها، أم على مباركته سواء المباشرة أو غير المباشرة للهجوم على قطاع غزة.
ولم تقف الأمور عند هذا الحد بل هناك من بات لا يروق له حتى سماع إدانة لهذا العدوان أو حتى رفض للموقف المصري، ونصبوا هؤلاء أنفسهم حراس للحقيقية والمبادئ وللقومية العربية، وكأن قطاع غزة بات يشكل خطر على كل هؤلاء .