قال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الاحد انه طلب من مقاتليه في جنوب لبنان ان يكونوا متأهبين لاحتمال وقوع هجوم اسرائيلي على لبنان، إلا انه تبرأ من مسؤولية العثور على 8 صواريخ كانت موجهة الى إسرائيل في إشارة الى انه لا يزمع ان يتضامن غزة باطلاق الصواريخ على إسرائيل.
وقال نصر الله لاجتماع ديني في الضاحية الجنوبية لبيروت في اول تعليق له على الحملة العسكرية الاسرائيلية على قطاع غزة “انا طلبت من الاخوة في المقاومة في الجنوب بالتحديد ان يكونوا متواجدين وان يكونوا محتاطين وان يكونوا حذرين لاننا امام عدو مجرم وغدار ونحن لا نعرف حجم المؤامرات والمخططات”.
ولكنه اكد في الوقت نفسه ان لا علاقة لحزب الله بالصواريخ الثمانية التي عثر عليها الخميس في جنوب لبنان موجهة نحو اسرائيل ومعدة للاطلاق.
وقال نصرالله الذي كان يتحدث عبر شاشة نصبت في مجمع الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت حيث احتشد الالاف من انصاره، عن الصواريخ الثمانية، “نحن في حزب الله نملك شجاعة ان نتحمل مسؤولية اي عمل نقوم به ولا نختبىء وراء اصبعنا ولسنا في موضع التهمة لندفع عن انفسنا تهمة”.
وتساءل “من الذي وضع هذه الصواريخ قبل بدء الحرب” على قطاع غزة، مضيفا ان “ما جرى مشبوه”.
واضاف “الا تستطيع اسرائيل ان تتسلل الى جنوب لبنان وتضع صواريخ من هذا النوع؟ الا يستطيع عملاء اسرائيل ان يقدموا على عمل من هذا النوع لتقديم التبرير لاسرائيل لتشن عدوانا على لبنان؟”.
وكان الجيش اللبناني اعلن الخميس العثور على ثمانية صواريخ “من مختلف الاحجام والعيارات” مؤكدا انها “كانت مجهزة للاطلاق وموجهة” نحو اسرائيل، ومشيرا الى انه بدأ تحقيقا في الامر.
وقال نصر الله ان الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة نسخة طبق الاصل عن الهجمات على لبنان خلال الحرب مع حزب الله التي استمرت 34 يوما في العام 2006 وأدت الى مقتل 1200 شخص في لبنان و158 شخصا في اسرائيل.
وقال نصر الله الذي كان يتحدث عبر شاشة عملاقة لاعتبارات امنية ان القوات الاسرائيلية عززت وجودها على طول الحدود مع لبنان منذ يوم السبت عندما بدأت هجومها على غزة.
واضاف “نحن لا يرعبنا ولا يخيفنا لا ما جرى في تموز في 2006 ولا ما جرى وما يجري اليوم في غزة. نحن على ايمان بخيارنا وعلى استعداد لمواجهة اي عدوان على ارضنا او بلدنا او كرامتنا”.
وبعد مرور دقائق على نهاية خطابه حلق الطيران الحربي الاسرائيلي على علو منخفض فوق سماء جنوب لبنان. ودعا نصر الله الى اعتبار الاثنين يوم حداد رسمي والى تجمع حاشد للمناسبة في الضاحية الجنوبية لبيروت تضامنا مع غزة.
وادان السيد نصر الله مصر لما وصفه بدورها في حصار غزة وحذر حكومتها من مواجهة غضب الشعب المصري في حال استمرار اغلاق معبر رفح الحدودي.
وقال “اليوم الموقف المصري هو حجر الزاوية لما يجري في غزة ولا احد يطلب من مصر لا ان تفتح جبهة ولا ان تذهب الى القتال فقط ان تفتح المعبر ليصل الدواء والماء والغذاء وحتى السلاح لاهلنا في غزة وفي غزة شعب ومقاومون ورجال ونساء جديرون بالمقاومة والصمود وصنع الانتصار”.
ومضى يقول “مطلوب من النظام المصري ان يحسم هذه المسألة وايضا مطلوب منه سياسيا ان لا يستغل الحرب ليضغط على حماس وفصائل المقاومة في غزة للقبول بالشروط الاسرائيلية لوقف الحرب او للتهدئة كما فعل البعض معنا في الايام الاولى لعدوان يوليو/تموز 2006 بل يجب ان يساعدوا سياسيا اهل غزة ليقف العدوان بلا قيد وبلا شرط.
“حتى الان كنا نتكلم بلياقة ونتحدث عن مناشدة ولكن ب
عد الذي جرى بالامس نقول للنظام المصري ايها المسؤولون المصريون ان لم تفتحوا معبر رفح ان لم تنجدوا اخوانكم في غزة فانتم شركاء في الجريمة شركاء في القتل شركاء في الحصار شركاء صنع المأساة الفلسطينية”.
عد الذي جرى بالامس نقول للنظام المصري ايها المسؤولون المصريون ان لم تفتحوا معبر رفح ان لم تنجدوا اخوانكم في غزة فانتم شركاء في الجريمة شركاء في القتل شركاء في الحصار شركاء صنع المأساة الفلسطينية”.
ودعا نصر الله الشعب المصري الى النزول الى الشوارع لاجبار القاهرة على فتح الحدود مع غزة داعيا الشعوب العربية والاسلامية لتنظيم مظاهرات احتجاج ضخمة لدعم غزة والضغط على حكوماتها للعمل على وقف الهجوم الاسرائيلي.
واكد ان “هذا الخطاب يجب ان يسمعه المسؤولون المصريون من كل شعوب العالمين العربي والاسلامي… ويجب ان يعرفوا انهم موقع ادانة الامة والتاريخ والانبياء والشهداء ان لم يسارعوا من الان الى موقف انساني وتاريخي بهذا الحجم”.
وقال “فليخرج هذا الشعب المصري بالملايين الى الشارع… يجب ان تفتحوا هذا المعبر يا شعب مصر بصدوركم”.
وقال نصر الله ان ما يجري في غزة نتيجة مشروع أميركي –إسرائيلي في المنطقة يريد فرض تسوية ” مذلة بشروط إسرائيلية وأميركية ليفرض على بقية العرب بعد خروج مصر والأردن” بعقدهما معاهداتي سلام مع إسرائيل.
وأضاف انه يجري العمل على فرض الشروط الإسرائيلية الأميركية ” بالقوة من خلال الضغط والحصار”.
واتهم نصر الله بعض البلدان العربية بانها “شريكة في هذا المشروع .. هناك شراكة عربية حقيقية كاملة من بعض الأنظمة العربية في هذا المشروع وخصوصا الدول التي وقعت معاهدات سلام مع إسرائيل وهي تعمل امنيا وعسكريا على فرض شروط الاستسلام ..” على بقية العرب.
وقال “حتى الانقسام الداخلي الفلسطيني سببه الحقيقي بعض الأنظمة العربية”.
وانتقد نصر الله تصريح وزير الخارجية المصرية احمد أبو الغيط من دون ان يسميه ،والذي حمل كما أشار نصر الله الفلسطينيين مسؤولية ما يجري في غزة، بالإضافة الى تهديده سابقا بكسر أقدام من يدخل الى ارض مصر من معبر رفح .
وقال ” لا قيمة للحياة بوجود هكذا شخصيات تتآمر على الأمة .. ومحاولة تحميل المقاومة في غزة مسؤولية الحرب فهذا أمر معيب”.
وهاجم نصر الله اصحاب الرتب العسكرية وقال عار عليهم أن يكونوا حماة لاسرائيل وحدودها.. وتناسى نصر الله ان حزبه يقوم بالدور ذاته في جنوب لبنان حيث تمنع أي عمليات عسكرية ضد شمال اسرائيل.
ويلاحظ ان نصر الله يحاول، على غرار إيران، استخدام التصريحات النارية المناوئة للدول العربية لتغطية العجز عن تقديم تضامن عملي، او حتى مجرد تهديد بتضامن عملي.
ودأبت إيران خلال الأشهر الماضية على استعراض عضلاتها الصاروخية، ولكن بالدرجة الأولى لتهديد دول الجوار باغلاق مضيق هرمز.
ويقول مراقبون ان التنديد الايراني بعجز الحكومات العربية “كلمة حق، يراد بها باطل” وذلك للتغطية على اقتصار “التضامن” الايراني على الكلمات النارية.