انتقد وزير العمل السعودي غازي القصيبي بشدة مواطنيه الذين يسيئون معاملة الاجانب، معتبرا انهم “مغرورون” و”عنصريون” ويتصورون انهم افضل ممن اتوا للمشاركة في تنمية البلاد. وقال القصيبي في كلمة خلال لقاء مع مدراء مكاتب العمل في الرياض نشرتها الصحف المحلية الاثنين “كنا عندما يأتي الينا الاجنبي ننظر اليه نظرة تكاد تقترب من التبجيل. فهو اما طبيب نطلب منه العلاج او استاذ نطلب منه المعرفة او محاسب نطلب منه ان ينظم اعمالنا”.
واضاف “اما الآن فانقلبت هذه الصورة واصبحنا ننظر اليهم وكانهم اتوا كي ينهبونا او يفسدوا مجتمعنا او ينشروا فيه الجريمة، ونحن الذين أتينا بهم”.
وتابع “للاسف الشديد استبد بنا شيء من الغرور بل ومن العنصرية وبدأنا نتصور اننا افضل من اولئك الذين اتونا كي يشاركونا عبء التنمية”.
وذكر القصيبي بان “الله سبحانه وتعالى سخر الناس بعضهم لبعض، قد يسخر الآن افرادا من امة تخدم افراد امة اخرى وربما تنقلب الآية في المستقبل”.
ودعا الى “حسن معاملة العمال الاجانب في المملكة خصوصا العمالة المنزلية”، قائلا “لا يجب ان نشعر بالبطر او الكبرياء او العنصرية من أولئك الذين اتوا لكي يخدمونا في بيوتنا بعد ان كنا نخدم أنفسنا وبعد ان كان بعضنا يعمل بأكل بطنه كما كنا نقول في السابق”.
وكانت حملة سعودية نفذت الاسبوع الماضي ضد انتهاكات حقوق العمالة المنزلية اثارت جدلا في السعودية. وقال منتقدو الحملة ان الاعلانات التي تروجها الحملة تسيء للمجتمع السعودي.
ويعمل في السعودية نحو مليون ونصف اجنبي في المنازل، يشتكي كثيرون منهم من تعرضهم للانتهاكات.
وكانت منظمة “هيومن رايتس ووتش” قالت في تقرير قبل اشهر ان العمالة المنزلية في السعودية تتعرض لانتهاكات تصل حد الاستعباد في بعض الاحيان.
واوضحت ان الخادمات يتعرضن للجلد كعقاب على اتهامات بالسرقة والشعوذة.
وتم بث اعلانات على القنوات الفضائية السعودية في اطار هذه الحملة وكذلك على صفحات الجرائد.
وصور احد الاعلانات التلفزيونية رجلا سعوديا يصيح غاضبا في وجه خادمة اجنبية لفشلها في كي ملابسه بشكل جيد. واظهر اعلان آخر الرجل يصرخ بعبارات عنصرية ضد رجل اسيوي.
وتنتهي سلسلة الاعلانات بتصوير الرجل يصلي ويطلب الرحمة من الخالق، بينما يظهر اسفل الاعلان عبارة تقول “من لا يرحم لا يرحم”.
وقد اذيع شعار الحملة “الرحمة” في عدة محطات فضائية مملوكة لسعوديين مثل “ام بي سي” و”روتانا” وبعض الصحف.
وصور الاعلان المطبوع الذي نشرته صحيفة الحياة الصادرة من لندن، خادمة تأكل من صحن مخصص للكلاب.
الا ان معظم الصحف السعودية رفضت نشر الاعلان لاعتباره قاسيا، على ما يبدو.
ودعا بعض الصحافيين والكتاب الى وضع حد للحملة لانها تظهر السعوديين قساة وبلا قلب.
وكان تقرير “هيومن رايتس ووتش” حض قبل اشهر الحكومة السعودية على اجراء اصلاحات في قوانين العمل والهجرة والقوانين الجنائية من أجل حماية العمال.