سألت صحيفة الأوبزرفر البريطانية في تقرير كتبه (جاسون بروك) قائلة: ((أين ستضرب القاعدة في المرة المقبلة؟)). وقال (بروك) وهو مراسل الصحيفة في الشرق الأوسط، ومؤلف كتاب (القاعدة: ظلال على الإرهاب): طبقاً لمصادر أمنية تتكون من 20 إلى 30 شخصية بارزة، فإن قيادة القاعدة تواجه ظروفاً صعبة في المدة الأخيرة. وثمة تركيز على مراقبة الهجمات المحتملة من خلال “المفترس” الطائرات الأميركية من دون طيار للمناطق العشائرية الغربية في الباكستان.
وأوضح المحلل السياسي مراسل الأوبزرفر قوله: إن هذه المناطق تعني أنّ مجرّد البقاء، بات أولوية كبيرة من أجل أن تجد القاعدة “أرضاً غير مهددة” تستطيع أن تمارس فيها تدريب ميليشياتها على تنفيذ هجمات عبر العالم “ذات وقع كبير، كضربة 11 أيلول ضد برجي نيويورك”، تهدف الى تعبئة شعوب العالم الإسلامي و”تجذيرها” أي تحويلها الى قوى راديكالية متطرفة، طبقاً للمعنى الذي تذهب إليه الصحيفة البريطانية. وتركز ضربات القاعدة على “عدد الخسائر في الأرواح”. وأكد (بروك) أنّ القاعدة شرعت في عدد من التحقيقات الداخلية التي تهدف الى إيجاد “ممرات استخبارية” الى الأميركيين!.
وبين المحلل السياسي البريطاني أنّ (أسامة بن لادن) هو الآن تحت مطرقة الهجوم المضاد في إطار المواجهة الأميركية لكامل “الحركة الجهادية”. وهناك أعداد متزايدة من الفدائيين الإسلاميين الكبار الذين هم أقل قناعة بقائدهم السعودي المولد (بن لادن) على الرغم من خضوعهم لسبب انتمائهم وللإطار العام للقاعدة. ويفسر (بروك) ذلك بقوله: من دون هجمة كبيرة وذات طبيعة درامية مثيرة بشكل جوهري، فإن ثقة أتباع (بن لادن) الأكثر ولاءً قد تؤشر شيئاً!. والكثيرون من هؤلاء يرون الآن أن هجمات 11 أيلول في الولايات المتحدة، قد جاءت بنتائج عكسية مؤثرة.
إن الهدف الأحسن والمفضل بالنسبة للقاعدة –كما يعتقد بروك- هو أن يكون داخل الولايات المتحدة. لكنّ مجموعة من الجهود الأمنية الضخمة، و”الافتقار” الى مسلمين يستجيبون لنداء “السلاح” يجعل نيل ذلك الهدف صعباً!. أما الهجمات في الشرق الأوسط، وآسيا، وأفريقيا، فهو أسهل تنظيماً، تماماً كما هي عملية تنفيذ الضربات في الباكستان وأفغانستان. لكنّ ضربات من هذا النوع لها “رنين” أقل من تلك التي تحدثها الضربات في الغرب. والاستثناء الآسيوي، يشير الى الهند، إذ أن ضربة كبيرة جديدة يمكن أن تشعل حرباً بينها وبين الباكستان!.
ولكنّ الاحتمال أيضا يؤشر الى أوروبا، فقد كسبت القاعدة الكثيرين من المجنّدين والأتباع فيها. وحالياً، ثمة هارب مطلوب “حياً أو ميّتاً” من قبل ألمانيا، عمره 21 سنة وهو متزلج سابق، تحوّل الى الإسلام حديثاً، موجود في مكان ما من أفغانستان أو الباكستان. ويعني هذا برأي المحلل السياسي البريطاني أنّ ألمانيا تدخل في قائمة الدول المحتمل مهاجمتها!.
ويضيف قوله: ولا شك أن المجموعات الإرهابية الجزائرية تهدد فرنسا بشكل متزايد. وبالنسبة لبريطانيا –التي يعد الوصول إليها أسهل من الولايات المتحدة- لها روابط حميمة عبر الأطلسي، ولها أيضا جالية كبيرة لها روابطها، ويمكن بها أن تصل الى أي مكان تريده في الباكستان، أو غيرها من خطوط إطلاق النار!.
ومن المفيد التذكير –كما يقول جاسون بروك- أن (بن لادن) كان قبل 7 سنوات، في المكان نفسه، برفقة 20-30 من أتباعه، وهناك “علامات استفهام” على “قيادته”. ولم يشأ الخبير السياسي البريطاني تفسير ذلك، أو الإشارة الى قصده من إبقاء المجال مفتوحاً لتفسير مثل هذا الرأي الغامض!.