صرح أعضاء الحكومة الصهيونية، أنهم اليوم في حالة دفاع عن النفس، وأن هجومهم على غزة مبرر، فلا يعقل أن يُعتدى على دولة فترد على الاعتداء بالأيدي المكتوفة أو عبارات الشجب. وقد صدق أعضاء الحكومة الصهيونية على كذبهم في الفكرة الأخيرة من تصريحاتهم. فلا يعقل أن يقبل شعب أو دولة مهما بلغت من الذلة والمهانة والضعف وضيق ذات اليد، السكوت على الضيم أو الاعتداء. ولو اقترب أحد من بيتك وأراد أن يستولي عليه، فإنك، لا شك، تموت دون ذلك، ولا تفرّ من مواجهته مهما كانت عدته وعدده ضخماً أو رهيباً.
إنه درس مجاني تقدمه الحكومة الصهيونية لزعمائنا العرب، الذين ارتضوا أن يركب الناس كلهم على ظهورهم، ويعتدوا على أرضهم ويغتصبوا نسائهم ويشردوا أهلهم فلا يردون. إذا كان الكيان الصهيوني المجرم الغاصب يصرخ فينا نحن العرب لندافع عن أنفسنا فلا نستجيب، فهل بقي منا ومن زعمائنا أحد حيّ. اللهم إلا إذا كان هؤلاء العرب يظنون أن الاعتداء على غزة وتدميرها لا يعنيهم في شيء وأن غزة ليست أرض عربية.
وبكل حال فهذا متوقع، وليس ببعيد عن حراس الصهاينة في عالمنا العربي. فقد اتضح للناس كلهم تآمر دول عربية على غزة، وتسهيل الاعتداء عليها وتدميرها، حتى ذهب محمود عباس إلى تحميل حماس مسؤولية الجريمة وليس الصهاينة، بل وذهب أبعد من ذلك حيث واجه المتظاهرين سلمياً مع إخوانهم في غزة بالرصاص والضرب العنيف. فهو لا يريد حتى للناس أن يتظاهروا تضامناً مع الشهداء والجرحى في غزة. وقد ذهبت الحكومة المصرية أبعد من ذلك فأبعد، فقد استمرت في حصارها لغزة فوق كل القصف والتدمير الذي تتعرض له، بل ومنعت طائرة قطرية محملة بالمساعدات من الوصول إلى غزة إمعاناً منها في الرغبة في تدمير غزة اليوم قبل غداً. بينما وقفت دول عربية على الحياد تتفرج وتستمتع بصور الدمار والأشلاء والجثث في غزة.
أي أمة نحن، بل أي رجال نحن، وأي حكام حكامنا هؤلاء. لقد دفعت الدول العربية مليارات الدولارات الأمريكية لتشتري سلاحاً، فماذا فعلت بذلك السلاح غير توجيهه إلى معارضي الأنظمة في الداخل، ولم نفهم بعد لماذا دفعت دول عربية ميزانياتها كاملة للحصول على الطائرات والصواريخ، فإلى متى تضعها في المستودعات، وهي، أي الأسلحة، تنادي الرجال اليوم لاستعمالها فهذا وقتها.
كل عربي يشعر اليوم بالخجل من عروبته، فالمصري يخجل من مصريته والسعودي كذلك، بل والصومالي والموريتاني. إذ لا أحد منّا يفهم ماذا يفعل حكامنا إلى الآن، حيث لم تأخذ النخوة واحداًَ منهم فيرمي صواريخه على تل أبيب.
أ معقول أنه لم يبق زعيم عربي واحد يحب الموت، أ معقول أنهم يريدون الحياة ولا يريدون الموت الذي فيه الحياة، لم يسمع أحدهم قول القائل إن في موتي حياتي وحياتي في مماتي. أم أنهم بالفعل يعملون حراساً للصهيونية وعبيداً لديها.
إننا لا نعرف الآن أي قيمة لعقد اجتماع وزاري عربي، أو اجتماع للقادة العرب، الذين سيجتمعون بعد انتهاء العمليات الإجرامية في فلسطين، ثم يصدرون بياناً شاجباً كالذي قاله عمرو موسى حيث شجب الاعتداءات، وغمز من طرف حماس، بدل أن ينادي بحرب فورية، ولكن هل تعرف الجامعة المغدورة معنى الحرب، أم أنها رأتها فقط عندما تقمع الأنظمة معارضيها.
إذا كان لا بد من اجتماع، فيجب أن يكون لوزراء الدفاع العرب، وحتى هذا لا نريده، ولا يغني أهل غزة من جوع. إننا نريد أن تقوم الحكومات العربية بإعلان الحرب الفورية على الصهاينة، ولا بأس أن يكون ذلك من قلب المسجد الحرام في مكة المكرمة. نريد أيها القادة، صواريخ تقطر دماً تتجه إلى تل أبيب. نريد فكر الجهاد اليوم قبل غداً، قبل أن يستفحل اللواطيون بينكم وشذوذ التعري والرقص ومسابقات التيوس.
لو أن كل دولة عربية أهدت باراك اليوم صاروخاً واحداً فقط، لما ظهر على الشاشات بوجهه الإجرامي وهو يهدد بحرق غزة، ولما وقفت الإرهابية ليفني ومن القاهرة لتعلن تدمير غزة على ساكنيها. لو أن العرب ما أهدوا القادة الصهاينة عقود الماس وساعات الذهب، وأرسلوا بدلاً من ذلك، نسوراً وصقوراً ورجالاً يحبون الموت ويعشقونه، ما رأينا كياناً صهيونياً أصلاً.
أيها القادة والزعماء، إن مصداقية كل واحد منك
م اليوم على المحك، ولا أنكر أن مصداقية أكثركم قد ماتت ولا أحد يثق بكم، لكننا نظن في بعضكم خيراً، فأنت أيهذا البعض، مصداقيتك على المحك،و وأقسم أن قلوباً وعيوناً ترنو إليك وتتطلع إلى أن تفعلها اليوم قبل غداً، وأمس قبل اليوم. صواريخك صواريخك.
م اليوم على المحك، ولا أنكر أن مصداقية أكثركم قد ماتت ولا أحد يثق بكم، لكننا نظن في بعضكم خيراً، فأنت أيهذا البعض، مصداقيتك على المحك،و وأقسم أن قلوباً وعيوناً ترنو إليك وتتطلع إلى أن تفعلها اليوم قبل غداً، وأمس قبل اليوم. صواريخك صواريخك.
لا تجزعن أيها القائد العربي من الصهاينة، فهم والله لا يقاتلون إلا من وراء جدر أو في قرى محصنة، ويخافون خيالهم، ولكم في حرب تموز، مع حزب الله قليل العدد والعدة، عبرة لمن أراد أن يعتبر.
فلو سقط صاروخ واحد من دولة عربية على تل أبيب، لهرب نصف الناس فيها إلى أوروبا وأمريكا، وأنتم أيها القادة تعلمون أنكم أنتم من صنعتم الدولة الصهيونية لتبقوا في كراسيكم أبد الدهر.
صاروخ واحد، وتصبح أيها القائد العربي رمزاً ومحرراً لفلسطين، إنه فرصة كل قائد فذ أن يهاجم اليوم وينتقم لشرف الأمة. وكما أن مصداقية القادة العرب على المحك فإن مصداقية حزب الله أيضاً على المحك ذاته، فهو لا يتوقف عن الحديث عن المقاومة وتحرير فلسطين، فأين أنت اليوم يا حزب الله مما يحدث، وأين أنت يا إيران، التي لا تتوقفين عن التهديد والوعيد.
أيها الحكام ألا يكفيكم هذا الكره الذي تكنه الشعوب لكم، ألم يحن الوقت لتغسلوا تاريخكم وتتوبوا إلى الله، وتعلنوها حرباً حتى تحرير آخر شبر من الأرض العربية ” وإن كنت المقدام فلا تجزع في الحرب من الرهج”.
دكتوراه في الإعلام – فرنسا