طلبت الحكومة الإسرائيلية الأحد، استدعاء جنود الاحتياط لتعزيز العملية العسكرية في قطاع غزة، فيما قامت طائراتها الحربية بقصف المناطق الحدودية بين مصر وقطاع غزة، رغم دعوة مجلس الأمن الدولي لوقف فوري لكافة أشكال العنف. وذكرت مصادر إعلامية وأمنية فلسطينية أن الطائرات الإسرائيلية أسقطت عدداً من القنابل على الجانب الفلسطيني من مدينة رفح الحدودية مع مصر، بجنوب قطاع غزة، في إطار العملية الإسرائيلية المتواصلة منذ السبت، وخلفت حتى الآن 275 قتيلاً على الأقل وأكثر من 600 جريح.
الموقف الإسرائيلي التصعيدي يأتي بعد ساعات على بيان صادر عن مجلس الأمن الدولي يدعو إلى “وقف فوري لكافة أشكال العنف” رداً على العنف المتفجر منذ أيام في قطاع غزة وجنوب إسرائيل.
في الغضون، واصل الطيران الإسرائيلي قصفه لغزة الأحد، مستهدفاً المقر الرئيسي للشرطة الفلسطينية ومقار أخرى للحكومة الفلسطينية المقالة التي تقودها حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، ومن بين هذه المراكز السجن الرئيسي ومبنى السرايا، إضافة إلى أحد المساجد في وسط القطاع.
وأكد الجيش الإسرائيلي مواصلة غاراته على قطاع غزة، ليرفع عدد المقار المستهدفة للحركة المتشددة إلى 210 منذ السبت، فيما نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية أنباء حشد الجيش الإسرائيلي لقواته البرية ودباباته بالقرب من الحدود مع القطاع.
ومنذ صباح السبت أطلقت “حماس” أكثر من 110 من صواريخ القسام باتجاه إسرائيل، وفق ما قاله المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الذي لفت إلى أن إسرائيلية قُتلت بعد سقوط أحد صواريخ القسام على منزلها.
وشهدت مراسلة CNN الموجودة على الجزء الحدودي لإسرائيل مع غزة، دوي ثلاث انفجارات صباح الأحد، تبعها دخان كثيف فوق سماء القطاع، دون أن يعرف طبيعة الهدف الذي فجرته ثلاثة صواريخ أطلقتها المروحيات الإسرائيلية.
مجلس الأمن يدعو لوقف فوري لإطلاق النار
إلى ذلك، أعرب أعضاء مجلس الأمن الدولي “عن قلقهم العميق” إزاء التصعيد الإسرائيلي في غزة، داعين إلى “وقف فوري لكافة أشكال العنف”، رداً على العنف المتفجر منذ أيام في قطاع غزة وجنوب إسرائيل.
البيان الذي قرأه مندوب كرواتيا، رئيس الدورة الحالية لمجلس الأمن، جاء أقل من توقعات الطرف الفلسطيني، الذي طالب بإصدار قرار يدين عملية “الرصاص المصبوب”، التي يشنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السبت.
الجدير بالذكر أن بيان مجلس الأمن الدولي لم يذكر بالاسم إسرائيل أو حركة حماس، حيث جاء فيه: “الأعضاء يدعون الأطراف إلى وقف فوري لكافة العمليات العسكرية.”
كما دعا أعضاء مجلس الأمن كافة الأطراف إلى مواجهة الأزمة الإنسانية الخطيرة وحاجات القطاع الاقتصادية واتخاذ كافة الإجراءات بما فيها فتح المعابر لضمان وصول الإمدادات الإنسانية والطبية والمواد الحيوية مثل الوقود والغذاء.
وإثر البيان، قال المندوب الفلسطيني لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، إنه في حال لم توقف إسرائيل غاراتها خلال 48 ساعة، فإن الدول العربية ستعود “لطرق أبواب” مجلس الأمن الدولي من أجل اتخاذ إجراء إضافي لردع إسرائيل.
وكان منصور قد صرح أمام الصحفيين قبل بدء انعقاد جلسة مجلس الأمن، بقوله: “نأمل ألا نفشل في الحصول على موقف من مجلس الأمن.”
من جهتها ردت مندوبة إسرائيل لدى الأمم المتحدة، غابرييللا شاليف، بأن بلادها تمارس ما أسمته “حق الدفاع عن النفس”، رداً على مئات الصواريخ التي تطلقها حركة “حماس” باتجاه جنوب إسرائيل.
وقالت شاليف “الأيام الأخيرة كانت سيئة جداً ما دفعنا للقول كفى يعني كفى”، كما شددت على أن الطرف الملام الوحيد هو “حماس.”
بدوره دعم مندوب واشنطن لدى مجلس الأمن، زلماي خليل زاد، موقف إسرائيل قائلاً إن وقف العنف منوط بحماس ووقف إطلاق صواريخها باتجاه إسرائيل.
وزراء الخارجية العرب يجتمعون الأربعاء المقبل
بموازاة ذلك، أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، أن وزراء الخارجية العرب سيجتمعون الأربعاء المقبل، بالعاصمة المصرية القاهرة، للتحضير لقمة عربية طارئة.
وذكرت تقارير “غير مؤكدة” أن القمة الطارئة ستُعقد على الأرجح الجمعة المقبل، في العاصمة القطرية الدوحة لمناقشة الأزمة.
وأعرب موسى في حديث مع شبكة CNN عن أمله بأن يصدر مجلس الأمن الدولي قراراً يدعو كافة الأطراف المعنية إلى وقفٍ فوري لإطلاق النار وفتح حوار.
مشعل يدعو الفلسطينيين إلى انتفاضة ثالثة
ومن العاصمة السورية دمشق، دعا خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” الشعب الفلسطيني إلى انتفاضة ثالثة ضد إسرائيل.
ونقلت وكالة الأنباء السورية “سانا” عن مشعل دعوته في حديث لقناة “الجزيرة” السبت الفصائل الفلسطينية إلى توحيد الصف والموقف الفلسطيني في “هذه اللحظة التاريخية، والتكاتف دعماً للمقاومة الفلسطينية في الأراضي الفلسطينية المحتلة كلها، ليكون الشعب الفلسطيني بأكمله جبهة واحدة في وجه العدو الإسرائيلي.”
كما دعا مشعل إلى حوار وطني فلسطيني حقيقي لإنجاز مشروع وحدة الصف بشأن كل الملفات والقضايا الجوهرية، اعتماداً على وثيقة الوفاق الوطني الموقعة في العام 2006 لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية.
وطالب مشعل بإيقاف المفاوضات الفلسطينية العبثية مع إسرائيل، التي ما زالت تراوح في مكانها، وتهدف لإضاعة الوقت وتحسين صورة إسرائيل دولياً، وإلى دعم الاستيطان، وإقامة جدار الفصل، ومصادرة الأراضي، وفق كلامه.
إسرائيل تسمح لـ16 حافلة مساعدات بدخول غزة
من جانب آخر، قالت إسرائيل الأحد إنها سمحت بعبور 16 حافلة محمّلة بالغذاء والوقود والمواد الطبية إلى غزة من معبر “كرم شالوم” صباح الأحد.
الحافلات التابعة لبرنامج الغذاء العالمي والمنظمة الدولية للصليب الأحمر، والتي تحمل مواد مثل الأرز والقمح والمواد الطبية، هي أولى قوافل المساعدات التي سمحت لها إسرائيل بدخول القطاع منذ مرور 80 حافلة مماثلة الجمعة الماضي، عندما فتحت إسرائيل ثلاثة معابر حدودية مع غزة.
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي رفيع إن شحنات المساعدات الإنسانية تصل إلى 160 طناً، وأضاف “هدفنا الإرهابيون.. لا نريد أن يعاني الشعب الفلسطيني أكثر مما هو مطلوب..”