سيد يوسف
لم يعد يجدى الكلام اللهم إلا لتبيان بعض النقاط فوق الحروف فالمذبحة التى حدثت بالأمس 27/12/2008 والتى راح ضحيتها ما يقرب من 300 شهيدا و أكثر من 900 جريحا والتى وصفها أحد قادة الجهاد بأنها دير ياسين جديدة وإن كنت أراها بتعبير الصهاينة هولوكوست صهيونى غادر نقول هذه المجزرة أكبر من العواطف… والتآمر واضح للعيان، وليس الخارج فقط من يدين نظام مبارك بل الداخل المصرى أيضا يدينه ومن يدورون معه فى نفس الفلك، لقد كان حريا بمبارك ومن معه أن يثأروا لكرامتهم حين نومتهم وزيرة خارجية الكيان الصهيونى ومن ثم حاولوا استنامة حماس ألا نية لدى الصهاينة للغزو رغم إعلانها نية الغزو من قلب مصر بعد لقاء ليس له تفسير سوى التواطؤ…المجزرة أكبر من أن تحتويها الحروف، لا أمل فى الحكام…فلتوجع الشعوب الكيان الصهيونى بضرب أمريكا فيما يوجعها بالمقاطعة والتنديد، ولتوجع الشعوب حكامها بمساندة المقاومة وفضح الذين يتخندقون مع الكيان الصهيونى…لا تحسبوا الأمر شرا لكم ففى ظل هذه الأزمة قد تتوحد الشعوب أكثر لا سيما الداخل الفلسطينى وهو سلاح موجع للصهاينة أيما وجع رغم تقدير سوء النية لدى سلطة رام الله. ودور الشعوب ما يزال يذكرنا به كثير من الفاقهين ولا مانع من تبيان هذا الدور للذكرى كمل سيأتى لاحقا.
تأملات من المشهد
1/ لماذا اختفى معسكر الاعتدال (مصر- الأردن- السعودية) من المشهد؟ ومذ متى يتوارى القح من الخجل؟
2/ مبارك فتح معبر رفح للجرحى …يقتلون القتيل ويداوون جرحى ذويهم…يا للعار!!
3/ما تزال شعوبنا فى حاجة ماسة لتبيان أن حكامنا لا يمثلوننا وأنهم لا يمثلون سوى أنفسهم ومن ثم وجب علي الشعوب التحرك للخلاص ممن لا يمثلون سوى أنفسهم والغرب.
4/ فى الأزمة يتصدر المشهد بعض الحمقى، وقد رأينا سلطة رام الله يدينون الغارات الصهيونية رغم أنهم هم الذين وصفوا العمليات الاستشهادية بأنها عمليات حقيرة، وبأن صواريخ المقاومة عبثية وهو نفس لفظ الصهاينة.
5/ شعوبنا حية يذلها القهر لكنها تأبى الموت…تعيش مع الجهاد والمقاومة بأرواحها مهما زيف الإعلام وهتيفته الأنظمة الحاكمة غير ذلك.
6/يأبى أغبياء النظام الحاكم فى مصر إلا أن يفضحوا أنفسهم كالذى قال: لقد حذرنا ومن لم يسمع لتحذيراتنا فلا يلومن إلا نفسه!
7/فى توقيت تلك المذبحة ما يبعث برسالة غربية(صهيوصليبية) للأمة الإسلامية حيث عيدها الهجرى بعد يومين وهذا دأب الغرب معنا( نستشهد بمؤتمر مدريد وقد عقد فى تمام 500 عام على طرد المسلمين من الأندلس/ وضرب العراق فى رمضان/ وذبح صدام فى عيد الأضحى…)
8/ كم كنت أتمنى لو اجتمعت حشود التظاهرات التى عمت أرجاء أمتنا لتسقط حكامها المتواطئين مع الصهاينة، وكم كنت أتمنى لو اجتمعن حشود الفلسطينيين لتنفجر غضبا وانتفاضة ثالثة فى وجه الكيان الصهيونى بيد أن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه.
لا تحسبوه شرا لكم
المشهد يبعث على القهر… ويفضح عمالة بعض الحكام العرب…ويدعم خيار الجهاد والمقاومة…ويوحد الأمة حول قضاياها الرئيسة…ويمهد لانتفاضة فلسطينية ثالثة…ويخلق فرصا لتلاقى الداخل الفلسطينى…ويهيئ مناخا للبذل الإسلامي…وعسى الله أن يتقبل قتلانا فى الشهداء وأن يجعل هذه الدماء الطاهرة لعنة على الحكام المتواطئين وهتيفتهم المنافقين.
بقى أن نشير إيجازا لدور الشعوب فى نصرة أهلنا فى فلسطين: متابعة القضية الفلسطينية لا سيما القدس كل حين وجعلها حاضرة فى الأذهان وفى منتديات حديثنا. وتوضيح أن صراعنا مع الصهاينة أنما هو صراع بين الحق والباطل وتبيان أن من الغباء أن يحاربنا اليهود وأنفاسهم حارة بالتوراة ونحاربهم نحن وأنفاسنا باردة بالقرآن . وعدم اختزال فلسطين فى القدس والأقصى فالأمر أوسع من ذلك بكثير… ففلسطين كاملة لنا مذ احتلالها عام 1948 ومن الخطأ الانسياق وراء العودة إلى حدود 1967 ففى هذا تخاذل وجهل بطبيعة الصراع. وعدم الانشغال بمن تقاعس أو تخاذل أو خان ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ” المائدة105 ، وتوريث القضية ومظالم الصهاينة ومن يعاونها من كل درب لاغتصابها : توريث ذلك لأبنائنا وطلابنا كل حين…وذلك عبر دراسة تاريخ الصراع مع الصهاينة وتبيان مفردات النصر ومقوماته لأجيالنا الناشئة مع دراسة سيرة المجاهد صلاح الدين الأيوبي ففيها ما يحبب طلابنا وأبناءنا فى الجهاد، والجهاد بالمال ولا نقول التصدق والتبرع بل حث الناس كل الناس على هذا النوع من الجهاد فجهاد المال ههنا واجب وفى إخراج الزكاة ههنا مندوحة وسلوا عنها الفقهاء والتخاذل عن ذلك معصية تستوجب الاستغفار وطوبى لمن جهز غازيا أو أخلفه فى أهله ودرب أبناءك على التصدق لفلسطين ومصارف ذلك يعرفها الثقات من الناس .و تقديم النصح لله ثم لهذه المقاومة ولعله جهد العاجز عسى الله أن يتقبله.ومقاطعة المنتجات الصهيونية ومن يدعمهم من الأمريكان وغيرهم . والدعاء كل يوم – كل يوم- لهؤلاء المستضعفين الذين يرميهم الجميع عن قوس واحدة وفى الدعاء نصر عظيم ولو أن قليلا من الناس من يعلمون…ونذكر الداعى بأن يكون مطعمه من حلال…وما أجمل دعاء الصائمين والقائمين! وتجميع الصفوف وعدم تفريقها دور الدعاة والعلماء. وعدم الانهزام النفسى دور الجميع كل فى مكانه. وإحياء فكرة الخلافة الإسلامية لصد خطر اليهود دور الفاقهين. ونشر قضيتهم كل حين دور الصحافة الجادة. والشعور بعزة المقاومة ونشر نجاحاتها بين صفوف الأمة دور الجميع. والاستعداد للجهاد بالنفس ومن قبل ذلك بالمال إذا أتيح كما يعلم المخلصون . وتوريث الأمل فى نفوس أمتنا.
سيد يوسف