نقلت قيادات فلسطينية رفيعة المستوى لـصحيفة ‘القدس العربي’ الثلاثاء، التقت اللواء عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية مؤخراً، أنّ سليمان رفض التدخل لدى حركة حماس وإقناعها بتجديد التهدئة، بناء على طلب إسرائيلي، قدّمه عاموس جلعاد خلال لقائهما الذي جرى في القاهرة قبيل انتهاء موعد التهدئة.
وقالت القيادات: إنّ سليمان كان في غاية الغضب والانفعال من مقاطعة حماس للحوار الفلسطيني، الذي كانت مصر تعتزم عقده في القاهرة في العاشر من تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، معبّراً عن شعوره بالإهانة لمصر ودورها نتيجة هذا الموقف، الذي حمّل مسؤوليته إلى خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس و’عصابته’، على حد وصف سليمان، مشيراً في حديثه إلى اثنين من رموز هذه ‘العصابة’، وهما عضوا المكتب السياسي محمد نزال ومحمد نصر، حيث أشار اللواء سليمان إلى دورهما السلبي في التحريض على مقاطعة الحوار، وخصوصاً محمد نصر الذي كان واضحاً موقفه السلبي خلال وجوده ضمن وفد حركة حماس الذي التقى سليمان يوم الثلاثاء 4 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.
واضاف أنه فوجئ بموقف حماس بمقاطعة الحوار، لأن الوفد الذي التقى سليمان أبدى موافقته على المشاركة في الحوار، وأنّ هذا الوفد ضمّ قيادات مؤثّرة في حركة حماس، حيث كان يتكوّن من د. موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي، ود. محمود الزهار ود. خليل الحية (وهما من قيادة حماس في قطاع غزة).
وقال اللواء عمر سليمان للقيادات المذكورة: إنّ مشعل دعا إلى لقاء جماعي، في مساء اليوم الذي عاد فيه وفد حماس من القاهرة، عقد في مكتبه وحضرته قيادات: الجهاد الإسلامي، والقيادة العامة، والصاعقة، وأنّه قام بتحريض هذه الفصائل على اتخاذ قرار بعدم المشاركة في حوار القاهرة إلا بعد تنفيذ مصر لأربعة شروط تم وضعها، وأنّ مشعل التقى بعدها بيومين مع نائب رئيس الجمهورية السورية فاروق الشرع، ووزير الخارجية وليد المعلّم، ونسّق معهما الموقف بشكل نهائي، على حد قول المصادر.
وحول الجهة المسؤولة عن اتخاذ القرار في حركة حماس، قال سليمان، وفق المصادر عينها: هناك تحالف بين مشعل وهنية في هذه المرحلة، وهما ينسّقان مواقفهما، وهناك اتصالات مكثّفة ومطوّلة بينهما، وأنّ مشعل استغل حالة الغضب التي تسود قيادات حماس في الضفة لإثارة جو عام في أوساط حماس القيادية، خصوصاً في القطاع لانتزاع قرار عدم الذهاب إلى حوار القاهرة.
وحول الأسباب التي تقف وراء موقف مشعل السلبي، أشار سليمان، كما أكدت المصادر ذاتها لـ’القدس العربي’ إلى أنه خليط من العوامل المتعددة، منها ما هو سياسي يتعلّق بارتهان حماس للتوجهات والحسابات الإقليمية (الإيرانية – السورية)، التي تفضّل التريّث وعدم الاندفاع في الوصول إلى اتفاق فلسطيني- فلسطيني قبل اتضاح التوجهات السياسية المستقبلية في ضوء نتائج الانتخابات الإسرائيلية المقبلة، وتسلّم الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما وفريقه المهام في الإدارة الأمريكية، ونتائج الانتخابات اللبنانية المقبلة.
ونقلت المصادر نفسها عن سليمان أنه قال لهم بأنّ مشعل وعصابته سيدفعون ثمن هذا الموقف، وأنه قال لعاموس جلعاد: إنّ قيادة حماس أصابها الغرور، وهي تتعامل مع مصر بفوقية واشتراطات، وأنه لا بدّ من تأديب هذه القيادات، حتى تستفيق من أحلامها على حد وصفه، وأنه يعتقد أنّّ تأديب قيادات حماس لا ينبغي أن يقتصر على قطاع غزة فحسب، بل لا بدّ أن تشعر قيادات حماس في دمشق بأنها ليست بمنأى عن الخطر كذلك، وهو ما أبلغه صراحة إلى غلعاد، كما أنّ سليمان لم يبد ممانعة في اجتياح إسرائيلي محسوب لقطاع غزة، يؤدي إلى إسقاط حكومة حماس، وعودة الشرعية إليها، حتى تنتهي معاناة قطاع غزة على حد قوله.
الى ذلك تتوجه وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني الخميس للقاهرة للقاء الرئيس المصري حسني مبارك لبحث الجهود المصرية لتجديد التهدئة ما بين اسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية بقطاع غزة، وذلك بناءً على دعوة من الجانب المصري، وفق ما اكدته المصادر الاسرائيلية.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي اعلن إن ليفني ستلتقي خلال الزيارة أيضاً نظيرها المصري أحمد أبو الغيط ، موضحاً أن الزيارة ستتطرق إلى كافة الملفات ولن تقتصر على موضوع بعينه لافتا إلى أن ليفني هي التي طلبت لقاء مبارك الذي وافق بدوره على اللقاء.
وتعهدت ليفني قبل توجهها لمصر بمنع ‘ إقامة دولة حماستان في قطاع غزة’، مضيفة ‘ويجب إعداد وسائل كثيرة لهذا الغرض’.