في ضوء كشف مملكة البحرين في مؤتمر صحفي السبت، أن المجموعة التي كانت تخطط لشن هجمات بمناسبة العيد الوطني البحريني قد تدربت في سوريا، أعلنت الحكومة السورية أنها بصدد إرسال مبعوث للمنامة لبحث التعاون الأمني بين البلدين، للتصدي لأي عمل إرهابي محتمل.
وقال وزير الداخلية البحريني الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله ال خليفة أنه تلقى اتصالاً هاتفياً السبت من نظيره السوري اللواء بسام عبد المجيد، حيث أكد الأخير تضامن دمشق وتعاونها للقضاء على هذه الأعمال الإرهابية.
وأشاد عبد المجيد بوعي أجهزة الأمن في المملكة في إلقاء القبض على هذه الخلية، وفق ما نقلته وكالة أنباء البحرين.
الجدير بالذكر أن وزير الداخلية البحريني كان قد كشف في مؤتمره الصحفي السبت أنه سبق وأن تم إبلاغ الجهات المعنية في دمشق عن معلومات تتعلق بالمخطط المزعوم خلال الزيارة التي قام بها إلى سوريا في التاسع من سبتمبر/ أيلول الماضي.
وأعلن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، إن المجموعة التي أوقفت مؤخراً على خلفية التحضير لهجمات تتزامن مع العيد الوطني كانت تخطط لضرب أهداف في شارع المعارض والمنطقة الدبلوماسية، كاشفاً أن أفرادها تدربوا في سوريا، وذلك بتحريض من بحرينيين متواجدين في بريطانيا.
وقال الوزير البحريني، في مؤتمر صحفي عقده السبت، إنه قد توفرت لدى الأجهزة الأمنية معلومات أكدتها التحريات عن قيام أحد عناصر مجموعة وصفها بأنها “إرهابية” بتجهيز عبوات ناسفة بقصد توزيعها على عدد من الأشخاص لاستخدامها في تنفيذ المخطط، وبعد الحصول على إذن من النيابة العامة قامت أجهزة الأمن بضبط عناصر من المجموعة.”
وأضاف أنه بتفتيش مساكنهم تم العثور على عبوات ناسفة محلية الصنع وأدوات التصنيع وقد أقروا بما هو منسوب إليهم وبأنهم كانوا يعتزمون تنفيذ المخطط الإرهابي في شارع المعارض والمنطقة الدبلوماسية والنادي البحري.
وأوضح الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة بأن المتهمين أفادوا بأن قيادتهم وتوجيههم يتم من قبل اثنين من البحرينيين الموجودين في بريطانيا، أحدهما مقيم والآخر حاصل على اللجوء، دون أن يكشف هويتهما.
غير أن الوزير البحريني كشف بأن المتهمين قد سافروا إلى سوريا مع إحدى الحملات التي تنظم في فترة الصيف، وكان ذلك خلال يوليو/ تموز وأغسطس/ آب الماضيين، تحت ستار زيارة الأماكن الدينية، لتوفير الغطاء للهدف الحقيقي من السفر، وفقاً لوكالة الأنباء البحرينية.
وتابع أنه لدى وصولهم قابلهم الشخص البحريني المقيم في لندن، ورتب ونفذ لهم برنامجا تدريبيا مكثفا على كيفية صنع العبوات الناسفة والمتفجرات وطرق استخدامها وتفخيخ السيارات، حيث تم التدريب في منطقة الحجيرة، وكان المتدربين يرتدون أقنعة أثناء التدريب، بينما كان المدربون بدون أقنعة.
ولفت إلى أن المتهمين أفادوا بأن القياديين البحرينيين الموجودين في بريطانيا كانا يخططان لإدخال كمية كبيرة من الأسلحة إلى البحرين “لاستخدامها في القيام بأعمال عنف وتخريب وإرهاب للإخلال بالأمن والنظام العام.”
وذكر وزير الداخلية البحريني على أن بلاده قامت على إثر ذلك بإبلاغ الأجهزة الأمنية السورية، والطلب منها إيفاد المختصين لتزويدهم بما توفر من معلومات ووقائع “للمساعدة في اتخاذ ما يلزم للحيلولة دون استغلال الأراضي السورية في التدريب على الأعمال الإرهابية، مجدداً تأكيده أنه سبق وأن تم إبلاغ دمشق عن معلومات مماثلة.
وأضاف أنه سوف يتم التنسيق مع السوريين بشأن الأمور التي تكفل “عدم استغلال السفر إلى سوريا للتحضير لأعمال غير مشروعة.”
وأشار الوزير البحريمي أيضاً إلى أن وزارته سبق أن نبهت السلطات البريطانية إلى خطورة “الممارسات والأنشطة التحريضية والإرهابية” التي يمارسها المشتبه بهما خلال تواجدهما على أراضيها، مض
يفاً أن بعض المتهمين في القضية هم من بين المشمولين بالعفو الملكي في مناسبات سابقة.
يفاً أن بعض المتهمين في القضية هم من بين المشمولين بالعفو الملكي في مناسبات سابقة.
وكانت السلطات البحرينية قد أعلنت في 17 ديسمبر/ كانون الأول الجاري عن إحباط “مخطط إرهابي” كان يستهدف “تعكير صفو احتفالات مملكة البحرين بعيد الجلوس والعيد الوطني” للمملكة، مشيرة إلى أنه تم اعتقال عدد من الأشخاص المشتبه بضلوعهم في هذا المخطط.
وأكد مصدر مسؤول بجهاز الأمن الوطني أنه تم إلقاء القبض على عدد من الأشخاص فجر الثلاثاء، “كانوا يخططون لتنفيذ عمل إرهابي، بهدف الإخلال بالأمن العام، وترويع الأبرياء الآمنين وتهديد حياتهم”، وفقاً لبيان رسمي صدر عن سلطات الأمن البحرينية.