وجد الزعماء الايرانيون في الهجمات الاسرائيلية على غزة فرصة ثمينة للتنديد بالحكومات العربية، واتهامها بالتخاذل والتواطؤ مع الاحتلال الاسرائيلي، وذلك في وجه آخر من وجوه “التقية” التي يمارسونها للتغطية على تواطؤهم مع جرائم الاحتلال ومليشياته في العراق. ويحاول المسؤولون الايرانيون، بعد الانتهاء من ترتيبات الصفقة الأمنية التي وقعها حلفاؤهم في حكومة بغداد مع الولايات المتحدة، ان يستخدموا القضية الفلسطينية للظهور بمظهر المناوئ القوي للاحتلال الاسرائيلي رغم انهم لم يقدموا من الناحية العملية أكثر من الدعم الكلامي.
وفي إطار هذا التصعيد، أعلن المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران علي خامنئي أن الاثنين سيكون يوم حداد عام على ضحايا قطاع غزة، مندّداً بصمت العرب والغرب تجاه ما يحصل في غزة.
وأصدر خامنئي بياناً الأحد جاء فيه “إن هذه الجريمة البربرية التي يرتكبها الكيان المحتل في قطاع غزة من قتل للمئات من النساء والأطفال والرجال المظلومين، كشفت مرة أخرى الوجه الإجرامي للكيان الصهيوني، وكشفت الوجه المزيف للعدو الإسرائيلي الذي خرج من خلف الكواليس، ونبّهت الغافلين والمتهاونين إلى خطر تواجد هذا الكافر الحربي في قلب البلاد الإسلامية”.
واستبعد مراقبون ان يقوم حزب الله في جنوب لبنان باي عمل من شأنه إظهار التضامن العملي مع غزة.
واعتبر خامنئي أن ما يحصل في قطاع غزة “يمثل فظاعة لا يتحمّلها أي إنسان يملك ضميراً حياً وشرفاً في هذا العالم”.
وانتقد “سكوت” بعض الدول العربية التي قال إنها “تدّعي الإسلام”، واعتبره سبباً في تمادي إسرائيل “في طغيانها”.
وأضاف أن “صمت بعض الحكومات العربية والإسلامية يحفز الاحتلال على جرائمه في غزة”.
وتساءل خامنئي ألم يحن الوقت للمسلمين “لاستشعار الخطر وقول كلمة حق عند سلطان جائر؟”.
وقال إنه ليس هناك مصيبة أعظم من “تخاذل الدول العربية في نصرة المظلومين في قطاع غزة”، معتبراً أن هذا الأمر “فسّرته إسرائيل على انه دعم من المسؤولين العرب للعدوان على غزة”.
وأشار المرشد الأعلى للثورة الإسلامية إلى “أن قلوب الشعوب في مصر والأردن وسائر البلدان الإسلامية تنزف دماً جرّاء هذا المجزرة والحصار المستمر من قطع الغذاء والدواء عن المحاصرين في قطاع غزة”.
كما وجّه سؤالا إلى علماء وشيوخ العالم العربي والأزهر في مصر قائلاً “ألم يحن الوقت لأن يشعر الإسلام والمسلمون بالخطر؟ ألم يحن الوقت لأن يتم العمل بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقول كلمة الحق عند سلطان جائر؟”.
وأضاف خامنئي “هل توجد ساحة أخرى أوضح مما يحدث في غزة وفلسطين كمثال على تواطؤ الكفار … مع منافقي الأمة لقمع المسلمين؟ حتى تشعروا بالتكليف الشرعي؟”.
وتمارس ايران بين العراق ولبنان سياسات متناقضة تسمح بالتعاون مع الاحتلال الاميركي لتوفير الحماية لحماية حكومة إئتلاف موالي لطهران من جهة، وتدعم حزب الله المناهض لاسرائيل من جهة اخرى.
وتشكل هذه السياسة جزءا مما يدعى في الفقه الشيعي بـ”التقيّة”، وهي ما يعني قول شيء وعمل آخر.