* نبراس حسون
مجنونتي….
تدّعي أنها شمس هائمة
وأنها سماءٌ مهما كانت غائمة
بها ابتدأت سلالة الآلهة
وأديان الأرض عليها قائمة
مجنونتي….
أهدتني قلبها بكراً
صحراءً وأرضاً خاوية
أرضاً للحرية بألف طريق
والخيار لي أنا حبيبها
أيها أختار ؟!
وكلها للهاوية
مجنونتي …
وعدتني بالأمن والأمان
وبثورة ليس مثلها ولا كان
وهي جديدة كحذاء
غريبة ككلمة حق بلهاء
أخبرتني ….؟
: القديس – بوش – غيفارا
كلهم يا عزيزي سواسية
فلا يخدعك السلوك والسيرة
ولا تغرّنّك النية عكرة أم صافية
وغداً سأقلبها عليهم الطاولة
سأنقذ البشرية
أنا ….
: من ستعيد نظم الرّاوية
أنا … ألفُ النضال
وأنا باقي الأبجدية
أنت أكبر رموز النظام
أنت أولى عثرات التغيير
الصخرة الأولى ..
للبرجوازية ..
للإمبريالية ..
لللا ديموقراطية
كنت إلهيَّ البريء
خمرُ الآدمية
أعجبني اندفاعها
أخذني فيها الذهول
وصعقني تشتتها
سقط أمامها …
أهديتها القلعة..
غضبها يميزها عن باقي النساء
تغضب كطفلة حمقاء
تجحد حبَّ الأهل
وتظهر البؤس والشقاء
لحرمانها سهرة بُعيد المساء
ثارت عليَّ بكل أحشائها
بكل أحقادها
اتهمتني بأني لأعدائها
الطاولة
وبأني إطار يحد اتساعها
وقبل أن تقتلني باسم السلطة الجديدة
بثتني سرها المكنون ؟…
: أنت حياتي – كل مافيها
كل ما يلمع ولا يدوم
وأنا … لم أعد إلهة
فلا تعبد حبنا بعد اليوم
أعفيك من هذه التبعية
سأرثيك كما لم تفعل النساء
ولولا هذا الفحم
وهذا الطين الجميل
لبللت ثيابك .. حتى آخرها
بالبكاء
وزفرات الحنين والحنيّة
هي الغبية وغدرها
وأنا الغبيُّ وحبها
قصّة شهوة مكبوتة
عيناها المتسلطتان
هي دعوة صريحة للجسد
وأنا موثق في مكاني
تجتاحني حمّى …كما المرض
نفحات برد وغصات اشتهاء
وكلي يتوق لكلّها
جسد يصرخ بروحه ” الرغبه “
ولد يصرخ بأمه النجدة
ولكن …هو جسدي
مفتاح جهنّم وضع بيدي
صحراء سأشبعها بسواقيها
لأرمي كأسها فارغة
بعد أن أرشفها لآخر قطره
شهقة تحييها وأخرى تفنيها
الى أن ينقطع نفسها
أو يزول البقاء…..
وليكن ذلك انتقام
ألذّ انتقام
منها ومن موازين السماء
أصنع بجسدي فتحة للهواء
أدخل منها جهنم
أطفئ فيها النار
أشعلها بالعتمة
ابني قصري في رحم الظلام
أقلب الأرض وأضرب الوتد
أنقش الاسم والسبب
أحرر روحي من قلبها
أترّخ لحظة انتهاء الكلام
نهاية جميلة لهذي المعضلة