لن ترهبنا المجازر الإسرائيلية
بقلم : زياد ابو شاويش
بعد أيام قليلة على انتهاء التهدئة في قطاع غزة تقوم إسرائيل بعدوان واسع النطاق على مقرات الشرطة وقواعد المنظمات الفلسطينية ومواقع مدنية مختلفة في توقيت خروج الطلاب من مدارسهم فتوقع مئات الشهداء وتصيب أكثر في مشهد لم يتكرر في أي مكان منذ الحرب العالمية الثانية ، وتضيف مجزرة جديدة لسجل مجازرها المستمرة ضد شعبنا الفلسطيني منذ بداية النكبة.
لقد أعلنت اسرائيل عبر تصريحات العديد من قادتها العنصريين عن نيتها في ارتكاب هذه الجريمة الهمجية تحت ذريعة الرد على إطلاق الصواريخ على مستوطناتها، وجاء بعض هذه الاعلانات والتهديدات من عواصم عربية ووسائل إعلام عربية وكأن هناك تواطىء من بعض العرب مع هذا العدوان. إن جثامين الشهداء التي شاهدناها محترقة على أرض الرباط والكرامة في قطاع غزة من أقصاه إلى أقصاه تؤكد الطبيعة العنصرية والوحشية لهذا الكيان وتقدم لكل من سعى للتطبيع مع هذا العدو الحقيقة مجردة من كل تمويه أو تلفيق حول ما تريده اسرائيل لكل مواطن عربي يسعى لحقه في الحياة وللحفاظ على كرامة أمته وشعبه. لقد أرادت اسرائيل أن تبعث برسائلها الدموية لكل من يفكر في مقاومة مشروعها العنصري في أرضنا فقامت باستخدام طائراتها القاذفة المقاتلة ضد شعبنا شبه الأعزل في غزة فقتلت من قتلت وجرحت المئات في مشهد يتفوق في بشاعته على كل المجازر السابقة ولتقديم نموذج تعتقد أنه سيفت في عضد الشعب الفلسطيني والعربي ليتوقف عن المقاومة ومجابهة الاحتلال، تماماً كما قعلت في لبنان صيف عام 2006 . وكما هزمت هناك وخسرت معركتها ضد حزب الله والمقاومة اللبنانية سوف تخسر أيضاً في غزة ولن تفلح في وقف المقاومة أو وقف الصواريخ مهما كانت نتائج العدوان الحالي الذي نعلم أنه سيكون كبيراً وواسعاً وهمجياً.
لن تنجح القوة والقتل المدعوم أمريكياً ومن بعض العرب التابعين في فرض أي نتائج سياسية على الشعب الفلسطيني، كما لن تتمكن اسرائيل من تمرير أجندتها فوق أرضنا وفي المنطقة العربية مهما فعلت ودمرت وقتلت.
سيبقى منظر الشهداء ودماءهم الزكية تنزف أمام العالم الصامت عن هذه الجريمة نبراساً لشعبنا الفلسطيني والعربي لإضاءة ليلنا الذي طال ولوقف التمدد الصهيوني عسكرياً و سياسياً واقتصادياً في وطننا العربي ولن ترهبنا مجازرهم الحالية كما لم ترهبنا مجازرهم السابقة.. المجد للشهداء والنصر للثورة.
زياد ابوشاويش