محمد الوليدي
كنت غاضبا حين علمت أن مصير أحد أبطال فلسطين وهو خالد أبو أصبع ؛ كان قد أنتهى به المطاف بائعا متجولا للمثلجات ومن ثم سائق سيارة أجرة ، حسب ما أورده أمجد المالكي معد ومخرج فيلم “جمهورية دلال” الذي أنتجته محطة الجزيرة وعرضته مؤخرا.
كنت أود أن ألعن وجه الثورة الجديد المفصّل في أوسلو ، والذي لم يعد يحتاج أبطالا بل يكفيه حفنة عملاء ومخبرين وخونه ويديره أحد الساقطين أو المسقَطين أو المسقِِطين أو كلاهما ، لم أكن أدري أن هذا البطل أختار أن يظل بطلا على أن يكون حشاشا في قلاع القوم.
كنت أود أن ألعن كما أفعل دوما وهم يبيعون الوطن ومن عليه بالجملة والمفرق.. حتى جاء محمد نزال بقاصمة الظهر وبالزلزال الذي لا تنفع فيه كل اللعنات ، لا ألوم نزال ، وأعلم أنها غضبة الحليم ، بل أن التستر على هكذا كارثة ؛ جريمة لن يغفرها التاريخ .
كنت أتوقع كل شيء في ظل ما يجري ، لكني لم أتخيل أن “الحشاشين” سيعودون من جديد ، وسيخرجون من بين أظهرنا ، وأن قلاعهم ستبنى من جديد في رام الله وغزة.
وإن كانت قلاع حشاشي ذاك الزمان لم تتعدى أطراف بلاد فارس وتركيا وسوريا وطرق الحملات الصليبية ، فأن حشاشينا بلغت محطاتهم أبعد من ذلك بكثير حتى تكاد تبلغ كل بقاع الأرض.
وكل هذا ليس لله عز وجل ولا لفلسطين ، فقد كان ” الحشاشون ” يستميتون في الدفاع عن قلاعهم ، لكن سلطة الحشاشين الفلسطينية تدافع عن كل من يدفع إلا فلسطين.. ما أصغر الثورة.
أين محمود عباس وبأي وجه سيخرج ؟ أين محمد دحلان وفي أي عاصمة ألقى ترحاله ، أعجب ما في حشاشينا أنهم يدعون لأئمة مفضوحين في حين كان حشاشوا ذاك الزمان يدعون لأئمة مستورين ،أئمة حشاشينا ظاهرين للعين وخناجرهم المسمومة على جنوبهم ، وتنقل بياناتهم كل وكالات الأنباء ، وتستقبلهم كل العواصم إستقبال الملوك ، ولم يتهم مضيفهم بأنه كان مخصيا.
الآن يقوم الصهاينة ؛ كلاب الحملات الصليبية ، بحرق غزة ، وما يجري ذلك الا بعد أن وضعت أيدي حشاشينا بأيديهم.
كلمة أخيرة لشرفاء مصر : من منكم يقرأ البيان الأول من جديد.