أثار الفيلم المغربي “حجاب الحب” الذي شارك مؤخرا في المسابقة الرسمية للأفلام بمهرجان طنجة السينمائي، المقرر عرضه في دور السينما نهاية شهر يناير/كانون الثاني المقبل- جدلا واسعا في المغرب ليس فقط لكونه أول فيلم مغربي يتناول قضية الحجاب، ولكن أيضا لتناوله إقامة البطلة المحجبة علاقة جنسية انتهت بحملها خارج إطار الزواج.
فيلم “حجاب الحب” للمخرج المغربي عزيز السالمي يتناول موضوع “الحجاب”، ويربطه بعلاقة المرأة بالرجل، فبطلة فيلمه “حياة بلحلوفي” الجزائرية-الفرنسية، التي بالكاد تنطق الحروف العربية، طبيبة أطفال شابة وجميلة نشأت في وسط برجوازي محافظ، لا يسمح بتاتا بأن تعاشر المرأة الرجل قبل الزواج
ينحصر محيط البطلة الاجتماعي ما بين المستشفى، وصديقاتها الأربع، اللاتي يجتمعن باستمرار، خارج البيت في العلب الليلية، إلى ساعة متأخرة، أو في بيت إحداهن للثرثرة، أو في محل للحلاقة والتجميل، حيث لا حديث سوى عن الجنس والرجال.
وفي إحدى هذه الخرجات ستلتقي البطلة “البتول” برجل اسمه حمزة يمثل دوره الممثل يونس مكري، فيتبادلان الإعجاب، بالرغم من أنهما مختلفان كليا على مستوى السلوك والتفكير، فالبتول فتاة محافظة وملتزمة دينيا، وتفكر في ارتداء الحجاب، إلا أن لقاءها بحمزة ثم وقوعها في غرامه، يدفعانها، دون أدنى تردد إلى مرافقته إلى البيت، وإقامة علاقة جنسية معه، ثم تتكرر هذه العلاقات طوال مدة الفيلم لتصبح السبب الوحيد الذي يجمعهما.
بعد نقاش سطحي بين الصديقات لا يفرضه أي سياق درامي، تعبر كل واحدة منهن عن موقفها من الحجاب، حيث تقرر إحدى صديقاتها وهي طبيبة تعمل بنفس المستشفى، ارتداء الحجاب من أجل الحصول على
زوج، بينما الأخريات يرفضن الفكرة، كل واحدة بحسب حجتها، أما البتول فتقتنع هي الأخرى بارتدائه، تكفيرا عن الأخطاء التي ترتكبها في حق الله، كما جاء على لسانها.
وفي البيت تظهر البتول، وهي ترتدي الحجاب، وتصلي، وتقرأ القرآن، لكن بمجرد لقائها بحمزة الذي يفاجأ بالحجاب الذي تضعه فوق رأسها، معبرا عن امتعاضه وسخريته، لا تتورع في الارتماء بين أحضانه، في أي مكان، دون أي شعور بتأنيب الضمير، مادام ما تقوم به تعبيرا عن الحب، وليس “حراما”، كما يأتي على لسانها في حوار مع صديقتها.
تحمل البتول، وهنا يصبح الجنين الذي في بطنها حراما، فتذهب لحمزة، لإقناعه بالزواج منها، بالرغم من أنه يرفض الزواج من الأصل، بسبب تجربة فاشلة مع زوجته الأولى التي سافرت، وتركته يربي ابنتهما الوحيدة، معتبرا حدث الحمل “مساومة” من طرفها للإيقاع به في شرك الزواج.
وتكتشف البتول بعد مدة قصيرة أن حمزة كان يتلاعب بمشاعرها، وأنه يرتبط بعلاقة جديدة مع إحدى صديقاتها، بعد أن فشل في إقناعها بخلع الحجاب، واستمرار علاقتهما دون زواج.. عندها تقرر تركه بدورها، وتؤكد أنها ستربي طفلها المقبل بمفردها دون أب، بعد أن رفضت فكرة الإجهاض.