اخترق فيلم “مريمي” البحريني بجرأة محسوبة إحدى المحرمات التي ترفضها السينما الخليجية، عبر تناول حياة بحرينية تحولت إلى الرقص بعد وفاة زوجها الذي كان يعمل كمؤذن المسجد. وأثار قصة الفيلم ضجة بين النقاد والصحفيين أثناء عرضه هذا الأسبوع ، خاصة حول الدور الذي تؤديه بطلة الفيلم فاطمة عبد الرحيم رغم تأكيد البطلة أنها رقصت بدون تعري.
وتدور أحداث العمل في ستينيات القرن الماضي، حول امرأة لم تجد أمامها سوى الرقص بعد وفاة زوجها مؤذن المسجد، مما جلب لها نقمة أهل حيها، وكذلك حبًّا عميقا من صياد فقير لعب دوره في الفيلم الفنان جمعان الرويعي.
وتتعرض “مريمي” إلى ضغوط من أهل الحي وحبيبها الصياد الفقير عثمان الذي يطلب منها التوقف عن الرقص في بيوت الأثرياء.
ويمزج الفيلم رغبة مريمي (التصغير الخليجي لاسم مريم) في التحرر من وطأة الحاجة التي تدفعها للرقص بزواجها من الحبيب، لكن ثمن الحرية يبدو باهظا عندما تتعرض للاعتداء والتشويه من قبل الثري مرزوق الذي اعتادت الرقص في منزله.
ويترك الفيلم النهاية معلقة في اللحظة التي يسعى فيها عثمان للانتقام لحبيبته عندما يلبس عباءتها، ويخرج في الشارع المظلم.
ولا تتضمن نسخة الفيلم التي عرضت على النقاد والصحافيين أي مشاهد رقص، سوى رقص تعبيري في مقدمة الفيلم أضفى عليه المونتاج قيمة جمالية.
من جانبه، قال كاتب السيناريو الإماراتي محمد حسن لوكالة فرانس برس إن الفيلم محاولة للاقتراب من المرأة الخليجية من خلال مريم.
وتابع حسن “نحن في الخليج نخاف أن نرى الصورة.. السينما جديدة في الخليج؛ لأن الكثير من القصص يمكن تنشر في روايات أو مسلسلات لكن تحويلها إلى سينما يحتاج إلى صدق”.
أما بطلة الفيلم الفنانة البحرينية فاطمة عبد الرحيم فقالت “شدني السيناريو منذ قرأته للمرة الأولى.. الجرأة فيه جميلة.. والفيلم عموما مغاير للمألوف في التجارب السينمائية الخليجية”.
كانت فاطمة -التي شاركت مؤخرا في بطولة مسلسل “ظل الياسمين” الذي عرضته قناة mbc– قد أكدت أن دورها لن يتضمن ملابس فاضحة أو عريا أو تمايلا بجسدها.
وقالت “إن مشاركتها في الفيلم مغامرة جريئة نظرا لطبيعة الدور الذي ستقدمه على الشاشة الفضية، مشيرة إلى أنها تشعر بالرعب لحساسية الدور في المجتمع الخليجي، خاصة أنها المرة الأولى التي تلعب فيه ممثلة خليجية هذه الشخصية “راقصة” في السينما”.
وحول تفاصيل دور الراقصة، قالت فاطمة “إن هذه الشخصية لن تظهر بالصورة التي ظهرت فيها في الأفلام العربية أو الأجنبية؛ حيث الملابس الفاضحة أو الاستعراضات الماجنة، إنما سيعطي الفيلم صورة أخرى عن الراقصة وذلك خضوعا للحقبة الزمنية التي تدور خلالها الأحداث، وهي حقبة الخمسينيات التي ينتفي فيها ظهور الملابس الفاضحة”.
ويعد هذا هو الفيلم السينمائي السادس لفاطمة عبد الرحيم التي مثلت في العديد من الأفلام القصيرة، إضافة إلى فيلمين طويلين هما “زائر”، و”حكاية بحرينية” للمخرج بسام الذوادي.
أما مخرج الفيلم علي العلي فاعتبر أن الملاحظات التي طرحت حول الفيلم هي رأي الجمهور، مشيرا إلى أن هناك ملاحظات على كل عمل.
وقال العلي تعليقا على الحوار المقتضب في الفيلم “إن السينما صورة بالدرجة الأولى والمشاهد قصيرة؛ لأن السينما تقطيع والفيلم قصير ولا داع للمط”.
وأضاف “أن هذا الفيلم صنعناه من أجل المشاركة في المهرجانات وليس من أجل الجمهور ويعتمد على التركيز والرمزية.. لا نفكر حتى الآن في طرحه للجمهور”.
وهذا هو الفيلم السادس للمخرج علي العلي الذي أنجز أفلامًا قصيرة شاركت في مسابقات في البحرين والخليج، وقال العلي إنه ينوي المشاركة بالفيلم في مهرجان سينما الخليج في دبي في 2009.