قال وزير الدفاع الإسرائيلي، أيهود باراك، إن الغارات التي نفذتها الطائرات الإسرائيلية دمرت البينة التحتية لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” في غزة، مشدداً على أن الجيش كان – تحت إشرافه – يحضر للعملية منذ أشهر، بهدف توجيه ضربة قاصمة لحركة، كما أكد أن العملية “لن تكون قصيرة” وستتطور بحسب ما يتطلبه الأمر.
وأضاف باراك: “لقد هاجمت الطائرات والمروحيات مراكز لحركة حماس، لقد جاء الوقت للتصرف.. نحن لا نشعر بالسرور لفعل ذلك.. لكننا لا نقبل تعرّض جنودنا ومدنيينا للخطر.”
وتابع الوزير الإسرائيلي، في المؤتمر الصحفي القصير الذي عقده في القدس: “لقد وجهت حماس صورايخها نحونا، والآن وقت الحرب.”
وتابع بالقول: “الجيش كان يستعد منذ أشهر تحت قيادتي لهذه العملية التي تُنفّذ الآن، بهدف توجيه ضربه لحماس وتغيير الأوضاع، والعملية ستتواصل وتتزايد بقدر ما يتطلبه الأمر، ولا أريد خداع أحد، العملية لن تكون قصيرة.”
وختم قائلاً: “بعد الغارات، قامت حماس بقصف البلدات في الجنوب، ونتوقع أن يستمر ذلك، وقد أعلنا حال الطوارئ في الجنوب وسنؤمن للمدنيين الموارد اللازمة.. نحن شعب نرغب بالحياة وسنفعل ما يلزم بهدف تحقيق ذلك.”
وفي ردود الفعل العربية الدولية تجاه ما يحدث في غزة، أدان البيت الأبيض قيام حركة “باستخدام الصواريخ لقصف أهداف إسرائيلية، ودعا بالمقابل الجانب الإسرائيلي إلى تجنّب إلحاق خسائر مدنية في غزة.
وقال غوردون غوندرو، الناطق باسم البيت الأبيض: “يجب أن تتوقف حماس عن إطلاق الصواريخ على إسرائيل كي يتوقف العنف.. يجب على الحركة أن تضع حداً لنشاطاتها الإرهابية إذا رغبت بلعب دور في مستقبل الشعب الفلسطيني.”
من جهتها، أدانت الجامعة العربية بشدة ما وصفته بـ”العدوان الإسرائيلي الغاشم” على غزة، وأعلنت عن اجتماع طارئ سيعقد الأحد في القاهرة لمناقشة الوضع.
وفي بيروت، أعلن “حزب الله” أن ما يجري في قطاع غزة هو “جريمة حرب إسرائيلية وعملية إبادة جماعية ترتكبها حكومة العد، وهي تستدعي تحركا عاجلا من قبل المجتمع الدولي ومؤسساته وعلى رأسها الأمم المتحدة ومجلس الأمن تحديدا، لان سكوتهما المريب هو تواطؤ مكشوف مع هذا العدوان.”
وأضاف البيان:”كما أن لغة الإدانة من قبل الدول العربية وجامعتها لم تعد قادرة على تغطية موقفها السياسي المخزي لان السماح بحصار الشعب الفلسطيني هو شراكة في الحصار بدل أن تقف هذه الدول داعمة لهذا الشعب في جميع الميادين المدنية والعسكرية بما يجعله قادرا على صد العدوان.”
كتائب القسام تتوعد إسرائيل
بموازاة ذلك، أعلنت كتائب “عزالدين القسام” الجناح المسلّح لحركة “حماس” أن إسرائيل ألقت بنفسها “في النار” جراء ما ارتكبته في غزة.
وقال أبو عبيدة الناطق باسم كتائب “عز الدين القسام” في بيان نقله موقع “القسام” الإلكتروني عقب القصف الإسرائيلي لغزة،: “نعاهد أبناء الشعب الفلسطيني بأن نرد على هذه الجرائم بكل قوة بإذن الله تعالى، وسيعلم الاحتلال أنه عندما اتخذ هذا القرار فإنه ألقى بنفسه في النار.”
وبعد ذلك، ذكر الجيش الإسرائيلي أن صاروخاً انطلق من غزة سقط على منزل في مستوطنة “نيتيفوت” الواقعة على بعد عشرة كيلومترات شرقي القطاع، ما أدى إلى مقتل إسرائيلي واحد.
وأضاف ناطق أمني إسرائيلي أن الصاروخ تسبب أيضاً بجرح شخصين، حالتهما “متوسطة إلى خطرة،” مضيفاً أن المستوطنات الإسرائيلية شهدت منذ فترة قبل الظهر سقوط 15 صاروخاً.
وطلب الاردن رسميا عقد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية،
على مستوى وزراء الخارجية، لبحث هذه “التطورات المؤلمة ووضع خطة لتحرك عربي فوري لوقف العدوان،” وفقاً لوكالة الأنباء الأردنية.
على مستوى وزراء الخارجية، لبحث هذه “التطورات المؤلمة ووضع خطة لتحرك عربي فوري لوقف العدوان،” وفقاً لوكالة الأنباء الأردنية.
وكان الطيران الإسرائيلي قد شن غارات مكثفة على قطاع غزة، السبت، مستهدفاً مقار الحكومة الفلسطينية المقالة التي تقودها حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، ما تسبب في وقوع العديد من القتلى والجرحى.
وقالت مصادر طبية فلسطينية في قطاع غزة إن جثامين أكثر من أربعين قتيلاً وصلت إلى مستشفيات القطاع، جراء القصف بالإضافة إلى مئات الجرحى، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا.”
وأوضحت أن الحصيلة الأولية للقصف مرشحة للارتفاع، خاصة وأن القصف الجوي جاء في ساعة الذروة وخروج الطلاب من المدارس.
القصف الإسرائيلي يأتي بعد يومين على التهديد الذي أطلقته وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني في أعقاب لقائها الرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة الخميس.
وقالت ليفني إن الحكومة الإسرائيلية لن تسمح بعد الآن باستمرار سيطرة حركة حماس على غزة، وأكدت أن إسرائيل ستعمل على “تغيير الوضع” في القطاع، الذي يتعرض للحصار منذ أكثر من عامين.
وخلال تصريحاتها بالقاهرة بدت ليفني أكثر إصراراً على استخدام القوة العسكرية ضد حركة حماس، بقولها إن “الوضع في قطاع غزة أصبح عائقاً أمام إقامة الدولة الفلسطينية، ويجب أن تدرك حماس أن سعي إسرائيل نحو السلام لا يعني أنها ستقبل بعد الآن هذا الوضع، كفى يعني كفى، والوضع سيتغير.”
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي المستقيل إيهود أولمرت قد توعد الفصائل الفلسطينية المسلحة بالرد على تصاعد العنف.
وفي مقابلة الخميس مع قناة “العربية” التي تتخذ من إمارة دبي في دولة الإمارات مقراً لها، حذّر أولمرت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، ملمحاً بأن الوقت قد بدأ بالنفاد.
وقال أولمرت “لا نريد قتال الشعب الفلسطيني إلا أننا لن نسمح لحماس بقصف أطفالنا” مضيفاً “لم آت لأعلن الحرب..لكن يجب إيقاف حماس وهذا ما سيحدث..”
وهدد رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه لن يتوان عن استخدام جبروت إسرائيل لضرب حماس وحركة الجهاد الإسلامي، دون أن يعطي تفصيلاً حول كيفية القيام بذلك.
عباس يدين القصف الإسرائيلي لغزة
في الغضون أدان رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس القصف الإسرائيلي، وفق ما نقله نبيل أبو ردينة الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية.