في ذكرى انطلاقتها … “حركة فتح تأكل نفسها….”
بعد أن أكلت أبنائها وكوادرها هاهي حركة فتح أوسلو تأكل بعضها ويدب النار في احشائها والكل يتهم الكل واذا اختلف المتآمرين على مصير هذه الحركة لن يصبح هناك سرا ً ، حملات التشويه التي كانت لعبتهم في الماضي ضد الكوادر الشريفة في الحركة ، هاهم يمارسونها الآن ضد بعضهم البعض واصبح التدحرج في الاتهامات ووسائلها تقتضي إلى وقفة من الشعب الفلسطيني أمام هذه المسخرة وأمام بعض الحقائق التي تفرزها لعبة المحرقة مع بعضهم البعض .
اسلوب خياني تعودت عليه اللبنات الأولى من تيار الفساد في داخل أوساط حركة فتح مارسته من اجل عملية الاقصاء أو التذويب أو الترهيب لكثير من الكوادر في معركة غير شريفة مع أدبيات ومنطلقات حركة فتح ولعل هذا الاسلوب الذي استخدم كان ناجعاً من تخليص حركة فتح والحركة الوطنية الفلسطينية من شرفائها وأصبح المجال واسعاً للبؤرة التفاوضية الاولى التي أنتجت أوسلو أن تتوسع لتغزو كافة الأطر والمؤسسات الفلسطينية ، وعندما فرغوا من ذلك وبعد ان حققوا مراكز قوى مختلفة الألوان والأصناف وبعد أن تحولوا من أبوات إلى أطفال في اللعبة الاقليمية الدولية ، هاهم يصفون حساباتهم مع بعضهم البعض ،فمنهم من يتهم الآخر بالتعامل مع مخابرات ألمانية وأمريكية ومنهم من يتهم الأخر بالولاء لدايتون وبرنامج دايتون ومنهم الصغار الذين تتعلق مصالحهم مع بعض الأجهزة الاقليمية ومنهم من ترأس أجهزة أمنية وبدأ يختال في شوارع رام الله وجنين ونابلس والخليل مباهاة بأنه رئيس جهاز أمني أو بؤرة أمنية تضع كل ما لديها كل 24 ساعة لمنسق الشؤون الأمنية الأمريكي في القدس غير التسريبات الثنائية بينهم وبين ضباط الاحتلال ، هذا ملخص بسيط لواقع حركة فتح في الضفة الغربية بعد أن تعاونت كل الطاقات والجهود لأطقم أوسلو في اخماد جذوة البندقية الفلسطينية واستمراريتها في مواجهة الاحتلال ، اما في الخارج فليس هناك منظمة تحرير ولا ما يحزنون وعندما أذكر منظمة التحرير أقصد هيمنة تيار أوسلو عليها من خلال سفراء أجهظوا أي عمل وكانوا الاداة التنفيذية لقتل تنظيم حركة فتح في الخارج بتوجهات مركزية أيضا ً ومن خلال استغلال المال السياسي الذي استخدم في خدمة بؤر أمنية أوسلوية وليس غريبا ً ما تحدث عنه قريع في الآونة الأخيرة بأن حركة فتح في الضفة الغربية تتعرض لاختطاف من المال السياسي المدعوم من الرباعية وهنا أتعارض مع السيد قريع الذي اصبح بين ليلة وضحاها يتباكى على حركة فتح المقتولة منذ زمن والذي هو أحد أدوات القتل منذ الفكرة الأولى للاجتماعات الثنائية بين الخلية الأولى لأوسلو أبو علاء قريع وأبو مازن وعصفور وياسر عبد ربه .
بعد أن نحت قيادة حركة فتح أوسلو فكرة الكفاح المسلح وفرغت حركة فتح من جوهرها ومسببات انطلاقتها يدب الصراع بين أركانها وأعمدتها المدعومة من صلاحيات الاحتلال ففتح في ذكرى انطلاقتها 44 علها ترفع الرايات السوداء حداد على ما حل بها وما حل بكوادرها وبشهدائها وبقبور شاهدة على التضحية الفداء من أجل فلسطين في ذكرى الانطلاقة 44 واقع مهتك وواقع مشبوه لقيادة انحرفت 180 درجة في الاتجاه المعاكس نحو تل أبيب ونحو واشنطن والغريب أن تلك القيادة مازالت تركب على جدار المجد الذي حققه الشهداء وعلى جدار التاريخ في حين أنها ترتكب جريمة وطنية وبكل أبعادها وغزة على أبواب اجتياح صهيوني تهدد به لفني ويهدد به باراك واشكنازي رئيس الاركان الصهيوني ، جريمة وبشكل مباشر تمارسها أجهزة سلطة رام الله وأعمدتها قيادة فتح أوسلو في قتل الطاقات المقاومة في الضفة والتي تصب بشكل مباشر في استفراد آلة الحرب الصهيونية بقطاع غزة ، في حين أن الأمور أصبحت على تحتمل من حصار لجزء من الشعب الفلسطيني متمسك بالحقوق ومتمسك بالمقاومة ، ربما ينتظر هؤلاء أن يعودوا إلى غزة على بحر من الدماء ترتكبها عصابات الغزو الصهيوني في غزة ليقيموا مؤسساتهم من جديد ومراكز قواهم واطلاق مستزلميهم في الشوارع وربما تتفق قيادة أوسلو من خلال الحركة المكوكية التي يقوم بها رأس حركة فتح أوسلو وسلطتها في بعض العواصم العربية المؤثرة فالاحساسات تقول أن هناك مؤامرة كبيرة على غزة ومؤامرة كبيرة على البندقية وعلى المقاومة تشترك فيها بعض القوى الفلسطينية مع قوى اقليمية في محاولة لانهاء سلطة حماس على حسب تعبيرهم وفي الحقيقة أنهم أجبن من أن يتحدثوا بالحقيقة وبالواقع ولأن ذلك يعني تعريتهم وخلع ورقة التوت المتبقية من أكاذيب وأحاديث عن الوحدة الوطنية وعن وحدة البرنامج السياسي ،أتذكر حديث للرئيس الفلسطيني منذ شهور عندما قال غزة ستعود اليهم في نهاية هذا العام وهناك ربط بين هذا التصريح وما تبعه من تصريحات اليوم لكل من لفني التي تحدثت عن انهاء حكم حماس في غزة ووجود واقع جديد فيها وما تحدث عنه “نتن” ياهو وباراك ،بلا شك أن هناك مخطط كبير ستواجهه غزة وتواجهه حركة المقاومة الفلسطينية بشكل عام .
ولكن أمام هذه المخططات كيف ستواجه غزة العدوان وكيف ستحسن وترفع مطالبها السياسية ،إن المقاومة الفلسطينية أكبر من أي قوى تحلم في قتلها فليس احتلال غزة هو النهاية وليس احتلال غزة و النصر لتيار أوسلو وسلطات الاحتلال ولو كانت غزة تقبل رايات الذل والاستسلام لما انسحب منها شارو
ن وحلم اسحاق رابين بأن يأكلها البحر ولو كانت غزة ليست حصنا منيعاً لتمكنت عصابات الفلتان الأمني التي تقودها اجهزة فتح أوسلو من البقاء فيها ولكن غزة سداً منيعاً أمام كل الانهيارات التي تقودها قيادات الانهيار الوطني في فتح أوسلو .
إن اسرائيل وسلطة رام الله يحاولان فرض وقائع جديدة على الارض في البعد الأمني والعسكري قبل تسلم الادارة الأمريكية الجديدة قيادة الدفة للبيت الأبيض الأمريكي ومن حق المقاومة أن تفرض وقائع جديدة أيضا ً وخاصة في أزمة المعابر وأزمة الحصار وأزمة الاستيطان مع عدم التنازل عن الخطوط الرئيسية من الثوابت الفلسطينية وعلى رأسها حق العودة وانهاء كافة الاستيطان في القدس والضفة الغربية ورفض تبادلية الارض.
لن يجد باراك سنتمتر من الزهور تستقبله في غزة بل ستبقى أشلاء جنوده في أزقة غزة وشوارعها يتقاذف جماجمها اطفال الحجارة وستكون غزة هي الرمح الثاقب لجدار الامن وستكون غزة هي بداية الانهيار للدولة العبرية على ارض فلسطين .
فتح في ذكرى انطلاقتها الــ44 لم تعد هي حركة فتح المقاتلة صاحبة البرنامج الكفاحي المقاوم بل أصبحت حركة فتح بمكوناتها القيادية هي حركة مرتدة عن الخط الوطني وسيسجل التاريخ بكل العار لتلك القيادة التي ضربت البنية التحتية للمقاومة الفلسطينية في الضفة ولتجعل غزة تواجه العدوان وعمليات القتل والتدمير التي تقوم بها قوات الغزو والتي يمكن أن تقوم بها في الايام القادمة ودعوة أخيرة لما تبقى من ضمير ، ان تبقى ، أي يحلوا أجهزتهم في الضفة وأن يهجروا مواقعهم وأن يخرجوا من قيود بطاقة الفي أي بي ولديهم من الاموال ما تستقبلهم به فنادق عواصم مختلفة في الدول العربية والأوروبية وليتركوا الضفة لمقاوميها لتلتحم البندقية المقاومة في جنين ونابلس والخليل وطولكرم وكل المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية مع اخوانهم المرابطين على ارض غزة هاشم وستنتصر البندقية وستنتصر الارادة الفلسطينية وستنتصر غزة وسيذهب باراك ولفني كما ذهب من قبلهم من بن غوريون وجولدا مائير وشارون واسحاق رابين وستبقى البندقية المعبرة والممثلة الحقيقية لارادة الشعب الفلسطيني وتطلعاته .
بقلم / سميح خلف