صرح جلال الطالبانى “رئيس الجمهورية” فى العراق بأن الولايات المتحدة جاءت إلى العراق من أجل النفط وإسرائيل، وأشار إلى أن واشنطن بعد أن تمكنت من القضاء على “الرئيس الراحل” صدام أنجزت عملاً مهماً بالنسبة لمصالحها فى المنطقة.
ولم يأت الطالبانى فى تصريحاته التى أدلى بها لصحيفة “الخليج” الإماراتية بجديد، غير أنها تعتبر “مفاجأة” منه إلى حد ما، باعتباره أحد الوجوه التى اعتمدت عليها إدارة جورج بوش فى احتلال العراق.
وخلال الأيام الأخيرة بدأت جمعيات حقوقية دولية فى خوض دعوة للمطالبة بمحاكمة الرئيس الأمريكى جورج بوش وأعوان إدارته وحلفائه فى العراق والعالم، فى ضوء جرائم الحرب الخطرة التى انجرت عن غزو العراق وما تسميه واشنطن “الحرب على الإرهاب”.
ودافع الطالبانى عن الوجود الأمريكى بطريقته، وقال إن الأمريكان على حق عندما يطالبون بمزايا اقتصادية نفطية فى العراق، مشيرا إلى أن توقيع “شل” وشركات أخرى على اتفاقيات مهمة مع حكومة نورى المالكى دليل واضح على ذلك.
كما اعتبر الزعيم الكردي، الذى أوصله الغزو الأمريكى لاعتلاء “رئاسة الجمهورية” أعلى منصب فى العراق، أن من أهم نتائج التدخل فى العراق بالنسبة إلى الأمريكيين هو خلق حلفاء عراقيين مهمين جداً بالنسبة لمخططاتهم فى المنطقة.
وحول “الاتفاقية الأمنية” التى وقعها المالكى وبوش مؤخرا، وطغت عليها حادثة حذاء الصحفى منتظر الزيدي، قال الطالباني: “إن الاتفاقية تُلَبّى أكثرية طموحات ومطالب الشعب العراقى بصورة عامة مع أن هنالك بعض النقاط غير الواضحة”، على حد تعبيره.
وتتزامن تصريحات طالبانى المدافعة عن الغزو الأمريكي، مع تصاعد دعوات لتقديم الرئيس الأمريكى جورج بوش وقيادات إدارته وبعض حلفائه، كمجرمى حرب خطيرين، بتهم الإبادة الجماعية والتعذيب.
وقال مثقفون عراقيون وعرب من محامين ورجال أعمال وإعلام إنهم يعتزمون التوجه إلى المحاكم الدولية لرفع قضايا بجرائم الحرب على بوش.
وأكد الأمين العام لجماعة علماء ومثقفى العراق الدكتور عبد اللطيف الهميم أن العمل جار على إعداد ملفات كاملة بهدف تحويل كبار المسؤولين الأمريكيين من مدنيين وعسكريين إلى محكمة الجنايات الدولية وفى مقدمتهم الرئيس بوش، مؤكدا ان الفرصة متاحة أكبر فى العام المقبل بعد مغادرة بوش سدة البيت الأبيض.
وتجد هذه الدعوة مساندة قوية من عديد الأصوات فى الغرب، ونشرت صحيفة “الجارديان” أمس مقالا للكاتب الشهير جوناثان فريدلاند، دعا فيه إلى محاكمة الإدارة الأمريكية المنصرفة محاكمة سياسية حول الحرب على “الإرهاب” وغزو العراق.
وقال فريدلاند إن هذه الدعو تنبع من ثوابت الالتزام بالمبادئ والمثل التى تقوم عليها الولايات المتحدة، وحتى لا يفلت “مجرمو الحرب” بما اقترفت أيديهم، وبما يحمى الإدارة الأمريكية المقبلة من الأخطاء التى ارتكبتها إدارة بوش.
وفى هذا السياق أشار الدكتور ناجى صبرى الحديثى آخر وزير خارجية عراقى قبل الاحتلال إلى أن السعى المحموم لإدارة بوش لفرض الاتفاقية الأمنية يهدف إلى تكبيل الرئيس المنتخب باراك أوباما، كما أنها نوع من التحايل لتأخير محاكمة الرئيس بوش وزمرته.