عبد العزيز ياسين
كتب شخص يدعى حسن عصفور وهو من زبانية محمود عباس المنتهية ولايته بعد أيام قليلة في الموقع الذي يديره من (القاهرة؟؟؟؟؟؟) مقالاً هو أبعد ما يكون عن الموضوعية وأبعد ما يكون عن متابع ومراقب للحدث الفلسطيني، وأقرب ما يكون إلى الجهل والتبعية في الدفاع عن جهات يعيشُ الكاتب على فتاتها، كان مقالاً ينم عن شخصية جوفاء تكتب (للترزق) كمن يصنع أي شيء كما يقال في المثل الشعبي (من قفى اليد) ليأخذ أجرته من مكتبٍ ما من مكاتب التشغيل الخاصة أو من سفارة أبو مازن في القاهرة.
كان المقال بعنوان (مخيم اليرموك وخالد مشعل) والذي وظفه كاتبنا الضعيف لكيل اتهامات وأكاذيب وأراجيف لا تمت للحقيقة بصلة، واصفاً أن أعمال حركة حماس وحليفتها دمشق يأتي في سياق خدمة مبرمجة للاحتلال، وهذه تهمة لن أرد عليها لأنها أسخف من أن يصدقها جاهل فضلاً عن عالم، فخدمة الاحتلال كانت واضحة وبرامجها مرت عبر تحالفات إقليمية مرت بالقاهرة ومقاطعة رام الله عبر سفارات وتنسيقات أمنية ونزع لسلاح المقاومة في الضفة ومعانقات حميمية مع قادة الاحتلال، وربما نسي كاتبنا الوثائق التي ظهرت أمام ملايين البشر من أوكار الذل ومواخير الخيانة في أجهزة الوقائي في غزة، وربما نسي أن تمويل جدار الاحتلال العنصري كانت عبر مصنع يتبع لرئيس الوفد المفاوض الذي أترفع عن ذكر اسمه، ونسي أن قضية ارتباط عضو لجنة مركزية لحركة فتح (عبد الله الإفرنجي) مع الموساد قد نوقشت عبر محافل رسمية… يا سيد عصفور (وربما تبدو أصغر من ذلك) الشمس لا يغطيها غربالك، ولو أني أردت سرد المزيد لاحتجت لوقت طويل لا أرغب في تضييعه معك ومع أمثالك.
ثم يتهم العصفور سوريا بأنها تعد أو قاربت الانتهاء من صفقة سياسية مع الاحتلال، ونسي صفقات السياسة بين أسياده وبين الاحتلال، نسي وثيقة أبو مازن بيلين، ووثيقة سري نسيبة وأيالون، ووثيقة جنيف عبد ربه، ووثيقة إكس، فضلاً عن صفقات أنابوليس وغيره من مؤتمرات التآمر على القضية الفلسطينية، ونسي ربما صفقات اقتصادية حملها (رجال) سياسيون من ولاة نعمته، قضية الطحين الفاسد لأبو علي شاهين وصفقة اسمنت الجدار العازل آنفة الذكر، ونسي شبكة الخليوي الصهيونية التي رست بعد الوساطات على ابن محمود عباس.. وغيرها الكثير الكثير..
ثم اتهم مسبقاً وبشكل افتراضي بعيداً عن أدنى مستوى لمفاهيم الكتابة السياسية والموضوعية أن سوريا سترفع العلم الإسرائيلي في سماء دمشق، ونسي أن طارق محمود عباس هو الفائز في مناقصة ترويج المبادرة العربية التي تحمل العلم الإسرائيلي في الصحف بمبلغ قدره 4 ملايين شيكل، ونسي أن العلم الإسرائيلي كان موجوداً في أكثر صور زعيمه عباس التذكارية مع قتلة شعبنا الفلسطيني..
ثم تكلم العصفور عن تشجيع سوريا لحماس على بعض الأفعال التي تمس المشروع الوطني حسب زعمه، وهنا لا أدري عن أي مشروع وطني يتكلم، هل هو عن مشروع حذف أكثر من 90% من ميثاقه وسط تسفيق حاد أمام رئيس الولايات المتحدة ومنهم من رفع كلتا يديه عند التصويت، أم عن مشروع وطني يروج له عبر مبادرة أول ما ترى فيها العلم الإسرائيلي في الصحف، أم عن مشروع وطني أذلوه ومسحوا به الأرض من خلال عشرات الوثائق السرية والعلنية التي وقعت مع الاحتلال وقد ذكرت بعضها، فعلى كاتبنا أن يعرفنا بماهية المشروع الوطني قبل أن يتهم أحداً بالاعتداء عليه..
وقد ذكر الكاتب أن الهدف من التظاهرات أمام السفارة المصرية حرف النظر عن مسؤولية الاحتلال، وإلصاقها في مصر، وكأن السيد الفاضل حريص على تجريم الاحتلال الذي برأه وزير إعلامه رياض المالكي من محرقة غزة قبل أشهر، وبرأه سيده عباس بمسؤوليته عن الحصار وغيره من الجرائم من خلال تصريحات أعجز عن ذكرها لأنها أكثر من أن أوردها في مقال كهذا، وأقتبس منها وصفه لعمليات المقاومة بالحقيرة هي ومن يقوم يها، ولسفن كسر الحصار بأنها سخيفة….، ولكني أود أن أوضح حقيقة ما وهو أن عباس مسؤول أكثر من غيره عن الحصار وهذا ما أكده الدبلوماسي المصري الكبير عبد الله الأشعل على قناة القدس الفضائية في برنامج البوصلة تاريخ 21 / 12 / 2008 حيث أكد أن عباس طالب مصر بعدم فتح معبر رفح، فهو شريك لمصر في الجريمة وكلاهما يعملان بأوامر تل أبيب، ومحاولة صرف النظر عن هكذا حقيقة محاولة يائسة جداً جداً جداً في الشارع العربي الذي يعلم صغيره وجاهله قبل غيره ماذا تمثل مصر وماذا يمثل عباس وفريقه في معادلة التحالف الإقليمي فيما يسمى اعتدال عربي وهو في حقيقته (تعديل بالعصا) للخانعين والأتباع..
ولا أريد أن أطيل في هذه النقاط لأن ما يكتبه العصفور أقل بكثير من أن يؤثر في الصقور، وأخيراُ في قضية مهرجان حماس في دمشق، وأنا لست من حماس لكني فلسطيني متابع وأستطيع أن أدافع عن حركة شريفة وقادة شرفاء، لا من قبيل العاطفة، بل من قبيل المتابعة وإدراكي للحقائق الجلية الواضحة كعين الشمس، فمهرجان حماس للسنة الماضية حصل بتاريخ 4/1/2008، وقبل الماضي كان في 28/12/2007 ولم يكن للتأجيل أية علاقة في أية قضايا سياسية، لكن من شدة غيظ الكاتب عندما رأى طوفان غزة البشري في انطلاقة حماس لهذا العام فقد صوابه، و
من هنا أستطيع تعليل عدم إدراكه للحقائق بعد ذلك التاريخ، ثم أن مكان مهرجان الانطلاقة الماضي والذي حدث في دمشق كان خارج مخيم اليرموك بخلاف سابقيه لأن ساحات المخيمات ضاقت بمحبي حماس وجمهورها، فلا أعتقد أن ساحة مهما كبرت في مخيم اليرموك تستطيع ان تستوعب عشرات الآلاف ممن يرغبون بحضور المهرجان، وأريد أن أقول للكاتب أن خالد مشعل ربما لم يدع مسجداً لم يصلي فيه في مخيم اليرموك وكثيرون هم الذين يستطيعون إخبارك بمشاركته بجنازات لعموم الناس وليس للقادة في هذا المخيم، ولكن هل لك أن تجيبني عن بعض الأسئلة؟
من هنا أستطيع تعليل عدم إدراكه للحقائق بعد ذلك التاريخ، ثم أن مكان مهرجان الانطلاقة الماضي والذي حدث في دمشق كان خارج مخيم اليرموك بخلاف سابقيه لأن ساحات المخيمات ضاقت بمحبي حماس وجمهورها، فلا أعتقد أن ساحة مهما كبرت في مخيم اليرموك تستطيع ان تستوعب عشرات الآلاف ممن يرغبون بحضور المهرجان، وأريد أن أقول للكاتب أن خالد مشعل ربما لم يدع مسجداً لم يصلي فيه في مخيم اليرموك وكثيرون هم الذين يستطيعون إخبارك بمشاركته بجنازات لعموم الناس وليس للقادة في هذا المخيم، ولكن هل لك أن تجيبني عن بعض الأسئلة؟
لقد زار محمود عباس سوريا بحدود 3 مرات في غضون سنة ونصف، هل تكلف سيدك بالنزول إلى مخيم اليرموك أو غيره؟
هل زار سيدك قبر (رفيق دربه) أبو جهاد الوزير وقبور مئات من شهداء فتح في مقبرة اليرموك؟
هل كلف نفسه وسأل مجرد سؤال عن مئات الفلسطينيين القابعين على الحدود والقادمين من العراق قهراً؟
هل ألقى سيدك محاضرةً او عقد لقاءً شعبياً في أيٍ من الأماكن في سوريا داخل أو خارج المخيمات؟
هل التقى محمود عباس مع أي مجموعة شعبية؟
مم يخاف؟
لو قبل محمود عباس بلقاء شعبي سنعقده له في المساجد إن أراد، إذا كان يخشى مما حدث لرفيقه بوش.
أتمنى على كل العصافير أن تنتبه لرزقها من مكان أطهر من هذا.