((مابين السطور)) بقلم///// سعيد موسى لم تفاجئنا تصريحات الدكتور سعدي ابن المعاناة والمخيمات الصامدة, وكل إناء ينضح بمافيه, فمع اقتراب ساعات الصفر للعدوان, وقي زمن الجنون والاحتقان, يسود الصمت وربما يصفق البعض لاقتراب النيل من خصمه, لكن الشرفاء هكذا عادتهم أن يصرخوا رافضين العدوان الصهيوني على أهلهم وان كان يعظهم خصما لدودا, لان العدو واحد والوطن واحد والدم واحد وان حاد البعض عن هذا المسار الوطني القويم, هكذا هي شيم القادة مسئولية وحكمة وتناسي للخلافات الداخلية في زمن العدوان, الذي سيطال الخصم وخصمه وان كانوا إخوانا, أن تسجل الرجال مواقفها بالرفض للعدوان القادم والذي لن يسلم منه إلا من رحم ربي, سلمت يا ابن المخيم على هذا الصوت والخطاب المسئول, ودعوتك إلى رفض العدوان وان كان يستهدف الخصوم, وفي الحقيقة إن خصوم الصهاينة نحن جميعا, وأما خصومنا ومخاصمتنا هي كما تفضلت أخي الكريم مسالة داخلية, لانقبل حسمها بواسطة بني صهيون, وتتطلب من الجميع حسا وخطابا مسئولا وحكمة تخلصنا من شبح مستنقع الانهيار الوطني. أما التهدئة يااخي ماخلفت لنا إلا مزيدا من المعاناة, إن التهدئة والحصار هما لعنة أنجبتهما عملية الفتنة والانقسام اللعين, حصار فتهدئة أي لعنة فالعن, إعادتنا إلى عصور الجاهلية بل إلى العصر الطباشيري إن لم يكن للديناصوري, ومازلنا قابضين على جمر الحكمة وحالمين بفجر التعقل والوحدة, الحصار والتهدئة يا أخي خلفت لنا آلاف الأنفاق والتي انفلت لجامها, بدلا أن تكون معينا لمليون ونصف مرابط محاصر, فقد أصبحت أسعار المواد المهربة سيف مسلط على رقاب العباد”والحقيقة أن العملية تفتقر لمفهوم التهريب المطلق,لأنها تقع تحت سمع ونظر الأمن المصري وان أعلنوا عن رفضها,إلا أنها تتم برضاهم مؤكدا”, أسعار غير ملتزمة لا بأخلاق وطنية كريمة ولا بمعايير إسلامية”30%” رحيمة, فقد انفلتت الأسعار كجنون البقر إلى عشرات إن لم يكن مئات أضعاف مصادرها, ونتمنى مزيدا من الضبط والرقابة للجم غول الأسعار المدمر,في حين يفترض أن تكون تلك الأنفاق مخلصا للجماهير من حصار بني صهيون, وتتلقى الأسعار لكمة في المقتل كي تساعدنا على الصبر والصمود في وجه الحصار الظالم الجائر, لقد خلفت لنا يا أخي التهدئة مزيدا من الحصار الخانق ومزيد من الشهداء واغلبهم من المدنيين العزل الآمنين الأبرياء, خلفت لنا مزيدا من المعاناة ولم يلتزم الأعداء منذ لحظاتها الأولى بأي اتفاق, فقد ولدت تلك التهدئة ميتة واستمر الموت على مدار ستة أشهر , وكان أمر الله غالب. ولا يسعنا إلا أن نشد على أيديكم برفض الخطاب المتطرف والإعلان صراحة عن الرفض بقوة الصمت أو تأييد إسقاط الخصم السياسي بواسطة الأدوات النازية بوركتم وبوركت القيادة الفلسطينية الأصيلة, نعم وكما دعوتم نعلي صوت الدعوة إلى الحوار كمنقذ للجميع من الغرق على ظهر سفينة واحدة, لان المصير واحد وان اعتبره البعض غير ذلك, العدو واحد وان اعتبره البعض غير ذلك,الدين واحد وان اعتبره البعض غير ذلك, وفي المحصلة جميع ألوان الطيف السياسي والعسكري الفلسطيني على خارطة الأيدلوجية الصهيونية هدف واحد, وان شكك البعض واعتبره غير ذلك, فان هذا لايغير من الأمر شيئا, إلا مزيدا من التعقيد والانقسام والاحتراب الإعلامي البغيض, فلو ساد خطاب الحكمة وانفجرت صحوة الوحدة فسيفكر العدو مائة مرة قبل أن يعتقد بان الفرصة مواتية له للتفرد بضفتنا أو التفرد بغزتنا, فلن نكل معكم ومع كل الشرفاء نداءات صادقة من الأعماق, إن صمام الأمان الحوار فالوحدة, الحوار فالوحدة, الحوار فالوحدة, والتخلي عن وهم الشرعيات, فلا شرعية لأحد مع الإصرار على الانقسام, وضرب نداءات الوحدة بعرض الحائط, فأهلنا عن بكرة أبيهم سئموا هذا الانقسام القاتل. لذا فان دعوة الأخ/ د.سعدي الكرنز أمين عام مجلس الوزراء الفلسطيني للاحتجاج على أي عدوان مرتقب, هي دعوة تجسد الأمل في تدارك الضياع والانقسام في مواجهة العدوان, فمزيد من إعلاء صوت القيادة الفلسطينية بالاحتجاج بقوة صادقة ضد الكارثة التي ستحل بغزة وأهلها, فتلك الدعوات والتحركات التي يقوم بها السيد الرئيس/ أبو مازن بهذا الاتجاه, إنما تزيدنا ثقة بحكمة القيادة ورفض العنف لفض الخلافات الداخلية, ورفض الإجرام الصهيوني فبوركتم وبوركت دعواتكم, والتي تجعلنا لانفقد الأمل وسط عاصفة الإحباط, من إعادة بلسمه الجرح الفلسطيني بحكمة وتروي وصبر ومثابرة, بل واستجابة لكل دعوات الحوار, واحتجاجا صاخبا على كل تهديدات الاحتلال ضد أي من أبناء شعبنا, وعدم انتهاج خطاب الصغار بالتصفيق لعدوان قادم سيأكل الأخضر واليابس, بوركتم وبوركت أصوات الحكمة من قيادتنا الفلسطينية القابضة على جمر الوحدة ورفض استمرار الانقسام, كما هو رفض اندلاع العدوان. كان لابد لنا أن نرد للأوفياء وفاء ليس شكرا لان الإنسان لايشكر على واجب إنساني أو وطني, بل فخرا بصوت الحكمة وخطاب وطني أصيل وكل إناء ينضح بما فيه, فان أساء بعضنا إلى بعض فهذا هين أمام تكريس الانقسام أو تمني العدوان, بوركت كل الأصوات الوطنية الأصيلة الداعية إلى الحوار وإنهاء الانقسام والرفض بقوة للإجرام والعدوان. غزة تغرق في ظلام دامس, وهذا الظلام هين إذا ما تجاوز ظلام القلوب, غزة تغرق في مواجهة شبح غلاء الأسعار, وهذا الغلاء هين في مواجهة استرخاص حياة الإنسان, وبصدق كل ما نتمناه بالفعل لا بالقول, أن يصحو الجميع من غفلته ومن وهم قشور السلطة وزخم المناكفات, لنصطف في كل شبر من فلسطين, وفي كل الخناد
ق والمعتركات السياسية والعسكرية, على قلب رجل واحد لنقول للعدو بصوت الحكمة والخطاب الوطني المسئول, ها نحن ذا كجسد واحد إن اشتكى منه عضو تداعت له باقي الأعضاء بالحمى والسهر, فأين نحن من هذا الشرف الوطني الذي سيحظى بتأييد 90% من أبناء شعبنا والعشرة هم الأشرار المتمصلحين الأشقياء في كل الاتجاهات. أخي دكتور سعدي , تقول أن خيار المواجهة يتطلب إلى إمكانات لا نملكها, ولعلي أذكرك وقد عشت وسط التجربة, في انتفاضة ال87 المباركة وبعدما تفنن الصهاينة بارتكاب أبشع المجازر فينا كمواطنين عزل, لكن الكف ناطح المخرز وجعل الأعداء يدركون بما لايدع مجالا للشك أن القضاء على هذه الانتفاضة المباركة لن يكون بالأدوات العسكرية, ولهثوا يمينا ويسارا في أرجاء العالم للبحث عن جراحة سياسية بعد فشل الغطرسة والجراحة العسكرية, فالإمكانات إن قصدت بها وحدة الصف ووحدة المعترك السياسي والعسكري فأقول لك صدقت, لأنه من العبث أن نترك للأعداء إظهارنا للعالم كند عسكري يملك جيشا جرارا وإمكانات عسكرية ضخمة ليبرر المجزرة والعدوان,ولعلي صاحب قولة شهيرة أرجو أن يصلك مفهومها الثابت” سياسة دون مقاومة صفر, ومقاومة دون سياسة صفر وأدنى” وما يؤلمني كمواطن فلسطيني بسيط, وكمثقف ليتني لم أوفق في قراءتي خلال مئات المقالات, بأنني وكل الحريصين صرخنا في صحراء العدم قبل وقوع الحدث, وما كنت ضاربا في الرمل ولا موشوش للودع, بل بكل صدق وشفافية ووضوح اقرأ بتجرد مابين السطور, مالا يريد قراءته السطحيين, وارى بتجرد وطني وتنظيمي مالا يتمناه ولا يريد رؤيته المتمصلحين المتنفذين, فحلت علينا الكوارث واحدة تلو أخرى حتى وصلنا كتحصيل حاصل, إلى وضعنا هذا المزري المهين. فاهم إمكانياتنا للرد يا أخي في المواجهة الشاملة مع عدونا, هي صمام أماننا الوحدة, وتوظيف المقاومة مع الخط السياسي في تكتيك وإستراتيجية توزيع الأدوار وتبادل المهام, رحم الله المعلم والقائد والأب شمس الشهداء الرمز الخالد/ ياسر عرفات. فمزيد من الحرص الوطني الذي لامسناه في دعوتكم الكريمة الأصيلة بالغضب ورفض العدوان, حتى لو كان المستهدف الخصم السياسي, لان الجريمة تكون ليس في وقوع العدوان الواقع بل الصمت أو تأييد ذلك العدوان, الذي استهدف نهج تحريري سابق ونهج لاحق كذلك, فجميعنا على سفينة واحدة, وان اعتقد بعضنا انه يملك قوارب النجاة فانه واهم, بوركت كل دعوات الوطنيين الشرفاء. والله من وراء القصد [email protected]