بقلم : منذر ارشيد
كما للفلسطينيين أسماء مثل أبو العبد وأبو علي وأبو احمد وأبو عبد الله وأبو محمد
وهي أسماء تعبر عن أصالة هذا الشعب العربي والمسلم طبعاً مع إحترامنا لبقية الأسماء” وهنا لا بد أن نؤكد أن ليس كل من حمل الأسم يترجم الوفاء والأصالة
ولكن أضعها هنا كنوع من الرمزية رغم أهميتها ”
وهناك أيضا ً أسماء كثيرة وقد إخترت إسماً ربما له مغزى ومعنى للموضوع الذي أنا بصدده
وأخترت اسم أبو سوسو لشخصية نقيدة للشخصية الوطنية العربية الأصيلة
شخصية العربي النذل والفلسطيني التافه ومااكثرهم في أيامنا هذه “فمنهم من باع دينه وضميره وكرامته لدنيا يحقها ناسيا ً الآخرة ” يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من اتى الله بقلب سليم “
أبو سوسو….. فلسطيني ولا ننكر ذلك ولكن ليس كل فلسطيني فلسطيني كما ليس كل عربي عربي
فالسيد أبو سوسو رجل مثقف تعلم في أرقى المدارس الخاصة ومن ثم ذهب إلى الغرب ونال أعلى الشهادات وعمل في بلاد العم سام وتطبع بعادات
وتقاليد العمة سامَة ” وأصبح مرموقا في المحافل الدولية
عاد الى الوطن وعمل في أكثر من مجال اقتصادي وسياسي وتنموي حتى ذاع صيته وفقع زيته “
هذا الهمام أبو السوس يحب الناس كل الناس ولا يفرق بين الأجناس ولا يعرف لفلسطين عدو إلا الفقر والجهل والعنف
فهو مسالم يعيش في سلام وإطمئنان وأهم شيء عنده هو المال ” يتناول فطوره في نابلس ويتغدى في رام الله ويتعشى في تل أبيب ويبات أحيانا في القدس
لأنه يحب أن يصلي الفجر في المسجد الأقصى (مؤمن )..!
أبو سوسو يحب الكل وما عنده فرق بين الناس كلهم عنده سواسية كأسنان الطشت
إبن نابلس مثل ابن جنين ورام الله والخليل وتل أبيب ….الكل عنده حبيب
يدعوا الناس إلى المحبة والتآلف ويكره العنف….. مثل ما قلنا “ ولهذا فهو يكره أن يرى أي أحد يعترض الاسرائيليين في حلهم وترحالهم في الضفة وخاصة الجيش المدجج بالسلاح ” وهو يكره أن يلقي عليهم أي شخص حتى ولو حجر
لأنه من المعيب هذا على العرب” لأن أصول الضيافة تقتضي أن نرمي الجنود اللطفاء الظرفاء القادمين إلى المدن والقرى وهم يطلقون نيران دباباتهم ورشاشاتهم على شبابنا المناضلين الأبطال “
سُؤِل َ أبو السوس عن هذا الأمر… وكيف يقبل هذا ..!
فقال : وكيف يحدث هذا..! والصهاينة ينقلوا أبنائنا إلى الجنة بلحظة ومن خلال طلقة ..! وهل من يقوم بهذا العمل وبهذا الكرم نقابله بعمل سيء..!!
طيب يا أبو السوس شو بتفضل يعمل شبابنا المناضلين ..!!
بعد أن تم تجريد المقاومين من السلاح وقد تم حظره نهائياً
أبو سوسو سعيد جدا بأن الهدوء والإستقرار ملاء البلاد والسعادة والسرور بدا واضحا ًُ على وجوه العباد
قبل أيام ذهب أبو السوس إلى قريته وزار الأقارب بمناسبة العيد وبات ليلته عند عمته الحجة وقد بلغت من العمر عتياً ولكنها حاجة واعية كل أحداث فلسطين
طبعاً احتفلت به وزغردت ووزعت الحلوى على الجيران إحتفاءً بابن اخيها الذي لا يزورها إلا قليلا وخاصة انه غاب عنها خمسة عشر عاما ً في بلاد الغرب
رحبت وهللت وإحتضنته بكل الحب والحنان وهي تقول يا عمتي يا حبيبي خزات العين عليك وانت صرت مهم ومتعلم وكل الناس بتحكي عنك ”والله رفعت راسي يا عمتي بين الناس وصرت أتباهى بالبلد “كيف لعاد انا عمة ابو سوسو..!!
العمة : شو عامل يا عمتي في هالبلاد …! سمعت انك نظفت البلد من السلاح
ابو سوسو: نعم يا عمتي نظفت لك اياها وما بقي مع أحد حتى سكينة ” زعران يا عمتي زعران ” خربوا البلد وعملوها فوضى
العمة : له يا عمتي والله فيهم أشراف ورجال وأبطال استشهدوا ” الله يعين أمهاتهم شباب مثل الورد قتلوهم
أبو سوسو : لا يا عمتي هظول شوية زعران ….. الله يطول عمرك
ولول يا عمتي زعران ..!! يا ريت ما طال عمري ولا سمعت منك هالحكي …. يا حيف عليك وعلى تربايتنا الك …آآآآخ ذكرتني……( بالمغارة )
ول يا عمتي اللي بيدافع عن وطنوا وكارمته ….. صاروا عندك زعران ..!!
أبو سوسو : اللي بيحمل سلاح مش مؤدب مش مربى …مش ابن ناس .! انت ما شفتيهم كيف بيخوفوا الناس وبيسرقوا السيارات وبيطخوا في الاعراس
العمة : اسمع يا أبو مغارة ….إسمع تا اقولك ما تضحك على عقلي
أنا بعرف اللي بتحكي عنهم وكل الناس بتعرفهم أنا ما بحكي عنهم ……..أنا بحكي عن الأبطال اللي بتفوت اسرائيل وبتقتلهم ” وما تتهبل علي
ابو سوسو….له يا عمتي انت زعلتي مني أنا ما قصدت أزعلك بس يا عمتي بدنا نعمل نظام وقانون ودولة
العمة : مليح بدكم تعملة دولة …بس مش عارف وين بدها تصير الدولة واحنا وين ما نروح نتعثر بالجيش الاسرائيلي والمستوطنين … في السوق بنلاقهم بنروح نلقط الزيتون بنلاقيهم مقطعينه ….في الطريق قاعدين لنا ….باليلي بيفوتوا على غرف نومنا …. يا عمتي هيك والله حرام “ أي خلو مع الناس سلاح يدافعو اعن بيوتهم كيف بدهم يدافعوا الشباب عن انفسهم يا عمتي بدون سلاح ..!!
شباب مثل الورد يا عمتي بيروحوا ببلاش
أبو سوسو : بالورد يا عمتي بالورد ” برافو عليكي يا عمتي وانت قلتيها …. مش انت بتقولي شباب مثل الورد..!!
كيف شباب مثل الورد وبيحملوا سلاح..!! وعلى كل شاب منهم أن يحمل باقة من الورد ويلقي بها على الجنود
العمة : يخرب شرك يا عمتي ” بالورد … بالورد ..!!! يعني قصدك بالشوك اللي على الورد مش هيك يا عمتي ..!!
أبو السوس : يااااه يا عمتي بتعرفي إنك نبهتيني لشغلة …. الشوك …..الشوك ..!
من بكرة بعطي تعليمات أن الورد ممنوع يكون عليه شوك “
أبو السوس معه المال والجاه والسلطان فزرع في كل بلد بستان
وأصبح عندنا المليارات من الأزهارالنظيفة من الشوك (زلط ملط ) التي تكفي لرشق كل جنود الشرالصهيوني المجرم “ يعني على كده ….بيطلع للجنود المجرمين لكل جندي مئة وردة وردة …. يعني يا عمتي أكم فله مع أكم ياسمينه بيمشي الحال أمال إيه..!! دا إحنا بتوع الورد يا عمتي ……
العمة : أقول لك اسمع والله كثيره هيك ورد ورد ..ّ!!شو رأيك بالصرامي مثل هذا البطل العراقي …شو الورد يا عمتي ….خليها بالكندرة بالأول بركي حسوا وذاقوا على حالهم يا عمتي
ابو سوسو: شو يا عمتي بالصرامي والكنادر يا عمتي..!! أنت مثلهم غير حضارية
الناس طلعت القمر والمريخ بالصواريخ وإنت بعدك متخلفة …بتحكي مثل البدو المقلعطين
العمة : آه مثل البدو المقلعطين بحكي ………طيب يا مدني يا منظم ومرتب خليهم يستعملوا الصواريخ بلاش الكنادر والصرامي ….ما استعملوا القنابل والرشاشات
وقلتوا عنهم زعران .والله احترنا معاك يا عمتي
طيب يا عمتي يا حبيبي شو بدك تعمل في اليهود الموردين بالورد والفل والياسمين
وهاي هم بدهم يهجموا على غزة .بكفيش محاصيرينها ومجوعين أهلها يا عمتي والله حرام
ابو سوسو: إحنا مالنا ومالهم ما يجتاحوها ويدمروها يا عمتي أي هو انا خلفتها ونسيتها يا عمتي …!!!
العمة : ولك …ولك هظول أخوتك هظول أهلك مش فلسطينيين مش مسلمين..!!!
ابو السوس : يا عمتي مسلمين وفلسطينيين ما قلناش حاجة …….بس يا عمتي هظول بدو مش متحضرين ما يعرفوا قيمة الورد والفل والياسمين
العمة آآآآآآآآآآآخ على المغارة
ابو السوس : شو قصة المغارة يا عمتي كل شوي بتقولي المغارة
العمة: المغارة …!!! نسيتها يا عمتي ….نسيتها يا ولد
هاي يا حيرق الوالدين المغارة اللي بقينا يوم نفقدك نلاقيك فيها إنت والولاد الزعران يا عمتي ………. ناسيهم يا عمتي ……..ناسيهم ……..ناسي الزعران اللي بقوا يوخذوك على المغارة وكنا نطارد وراك ونلحقك قبل ما ……….!
هظول يا عمتي….مش الأبطال المناضلين زعران “ الزعران أصحابك أيام زمان ………
روووووووووووووووح الله يهد حيلك