من المنتظر أن يشهد عام 2009 عرض فيلمين مصريين يناقشان قضية الشذوذ الجنسي، وإن جاء هذه المرة نسائيا فيما يبدو تأثرًا بفيلم “حين ميسرة” الذي أثار جدلا بمعالجته للموضوع نفسه وبشكل مباشر. وبينما نفى في تصريحات صحفية مؤنس الشوربجي مخرج فيلم «علاقات ساخنة» وهو أحد الفيلمين وجود أي اعتراضات رقابية عطلت مشروعه الجديد، أوضح أن قصة الفيلم تدور حول صديقتين تسكنان في شقة واحدة، ولكل واحدة منهما مشكلة خاصة بها، وبمرور الوقت تتطور العلاقة بينهما، وتشعر كل واحدة بالانجذاب نحو الأخرى، ومن هنا تبدآن الدخول في علاقة حميمة تجمعهما.
أما الفيلم الثاني «بدون رقابة» وهو من بطولة علا غانم ودوللي شاهين وأحمد فهمي وإخراج هاني جرجس فوزي، فيركز على نظرة المجتمع للسحاقيات، ومشاكلهن.
وأكدت علا غانم التي تقوم بدور فتاة سحاقية في فيلم «بدون رقابة»، والتي تم ترشيحها أيضا للمشاركة في بطولة «علاقات ساخنة» في دور إحدى الفتاتين السحاقيتين، أنها لا تجد حرجا في تقديم مثل هذه الشخصيات «طالما أن العمل ككل جيد».
سان فرانسيسكو
وسبق أن عرض في العام الجاري فيلم روائي مصري بعنوان «طول عمري» للمخرج ماهر صبري، في مهرجان سان فرانسيسكو السينمائي للفيلم العربي، الذي عقد مؤخرا، إضافة إلى مهرجان آخر في نفس المدينة مخصص «للشواذ»، ولم يعرض هذا الفيلم تجاريا في داخل مصر.
وتدور أحداث الفيلم حول الشاب رامي، الذي يعاني نفسيا بعد أن يفارقه «حبيبه» وليد، ليتزوج من صديقته داليا، والقصة حقيقية مستوحاة من حادثة المركب «كوين بوت» الشهيرة بالقاهرة عام 2004 والتي تم القبض فيها على مجموعة كبيرة من الشباب بتهمة ممارسة الشذوذ الجنسي.
يذكر أن للسينما المصرية تاريخا مع الشذوذ -سواء تصريحا أو تلميحا- رصده الكاتب الإيطالي جاراي مانكوشي عام 1998 في بحث بعنوان “الشذوذ في السينما المصرية” ونشر في موقع بحثي أمريكي أورد فيه أن أفلام يوسف شاهين تأتي في مقدمة الأفلام التي تحتوي على مشاهد لشواذ، إلا أن الكاتب الإيطالي يؤكد أن شاهين هو الوحيد بين مخرجي مصر الذي أبرز الشواذ في صورة إيجابية.
ففي فيلم مصري سوفييتي مشترك تحت اسم (النيل وناسه)، أوجد يوسف شاهين صراعا فرعيا يظهر حب خبير سوفيتي لشاب مصري، وفي فيلمه (المصير)، جاءت لقطة سريعة عابرة لأحد أبطال الفيلم في حمام للشواذ.
أفلام يوسف شاهين
وفي ثلاثية شاهين التي يحكي فيها قصة حياته (إسكندرية ليه – حدوتة مصرية – إسكندرية كمان وكمان)، جاء في الجزء الأول أن خال البطل وقع في غرام جندي إنجليزي أثناء الحرب العالمية الثانية، وقد ظهرت هذه العلاقة الخفية من خلال مشهد يوقظ فيه الجندي الخال، وهو بملابسه الداخلية!.
وذكر الكاتب الإيطالي أن البطل في الجزء الثالث –الذي هو المفترض أنه يجسد شخصية يوسف شاهين– وقع في غرام شاب آخر (!!) ولكن هذه العلاقة لم تظهر إلا من خلال أغنية ورقصة في إحدى لقطات الفيلم!
ويسرد البحث تاريخ الشذوذ في الأفلام المصرية، فيلتقط الكاتب لقطة في فيلم “بنت الباشا المدير” الذي أنتج عام 1938، تبرز فيها ممثلة تنكرت في زي رجل أرادت تبادل قبلة رومانسية مع الخادمة في البيت.
واعتبر الباحث أن الأفلام التي يتبادل فيه الرجال مكان النساء والعكس، هي أفلام بها شذوذ، مثل أفلام (للرجال فقط – الآنسة حنفي – بنت اسمها محمود – سكر هانم)، غير أن الكاتب يختم البحث بالتأكيد على أن الرقابة في مصر “محافظة جدا” ولا تسمح بمشاهد شاذة صريحة!!.