تكرار التهدئة خطيئة ومصيدة ((مابين السطور)) بقلم ///// سعيد موسى لقد برع الصهاينة دائما في خلق واختلاق قضايا فرعية لإبعاد الخصم عن القضايا الجوهرية الأصلية, مستخدمين كل مالديهم من إمكانيات إجرامية لامجال لحصرها وتحديثها, فكل أداة هي أكثر إجراما من سابقتها, فإذا جروا خصمهم إلى مربع الفرعيات تحت هدير التهديد والوعيد والقتل والحصار والاغتيال, فإنهم ينتقلون بضحيتهم التي انجذبت إلى شراكهم كالفراشة البلهاء, إلى مزيد من فرعيات الفرعيات, ومزيد من التحول عن القضايا الجوهرية الجذرية, إيصالا إلى القضايا السطحية الإنسانية, وهكذا يجري العمل وفق المنهج الصهيوني الخبيث حتى تصبح الثوابت الراسخة والتي قضى من اجلها مئات آلاف الشهداء والجرحى, إلى مجرد حاجات متطايرة كريشة في مهب الريح, ولمواجهة هذا النهج الصهيوني الخبيث لابد لنا هنا من وعي وإدراك بل وتدارك واستدراك للخطوات التي قطعها بعضنا لهثا خلف النوافذ الصهيونية السرابية لإيجاد مخارج للازمات, تلك النوافذ التي يجرنا لها العدو هي أشبه بالسراب المؤدي حتما إلى هاوية سحيقة يصعب بعدها استدراك طريق العودة إلى مربعاتنا السياسية والعسكرية الآمنة, بعدما نكون قد انجررنا حذرين أو انجرفنا بلهاء وصدقنا ما يدعوننا إليه من تعايش في ظل احتلال, ومن ثم تتقطع السبل بنا ساسة ومقاومين ونتيه في صحراء لابوصلة لها غير إشارات الطرق الصهيونية الموصلة إلى كارثة تجعلنا نتنقل من نكسة إلى أخرى ومن نكبة إلى نكبات, فهل نتدارك مايدعوننا إليه, مرتكزين بدعواتهم الخبيثة على جريمة الانقسام التي نزلت على الصهاينة كمنة من السماء, ونسمي حالنا بمسميات ما انزل الله بها من سلطان. في هذه الأيام الأشد ظلمة والأكثر سوداوية في تاريخ واقعنا الوطني المفسخ, وأقولها بصراحة كما ارددها دائما, ما كانت أوسلو وما كان الانسحاب أحادي الجانب من غزة إلا من اجل هذا الواقع المرير الذي نعيشه سواء في قطاع غزة أو في الضفة الغربية, ليصبح الاحتلال استثناء, ويغدو التناقض الرئيسي فلسطيني فلسطيني, وقد غرق الجميع في أوسلو الانتخابات وفي أوسلو البرلمانات وفي أوسلو الكراسي والمال والسلطات إلى أذنيه, في هذه الأيام العصيبة يحاول الصهاينة بكل ما اوتو من قوة وبكل الدعم والتحالفات, النيل والاستفراد بأحد أهم ثوابتنا الوطنية, بل كما كتبت سابقا هي أهم الثوابت, إن سقطت سقطت الثوابت كلها, إلا وهو ثابت”المقاومة” والتي هي ليست حكر على هذا الفصيل أو ذاك, بل هي موضع تنافس في البذل والتضحية والعطاء من اجل عزة الله والانتصار للوطن, المقاومة يتم اليوم تداولها بعد استثناء الثوابت الأخرى, ليتم المساومة عليها تحت مسميات تهدئة وتسوية, في حين إن المقاومة ليست للتفاوض ولا للنقاش لان سببها وجود الاحتلال, فطالما وأينما وجد الاحتلال فطريا وإنسانيا ووطنيا توجد مقاومة, كما الجراثيم والميكروبات التي تهاجم الجسد كاحتلال شرير هدفه الموت والتدمير, فتتصدى لها المقاومة الفطرية والمكتسبة ككرات دم بيضاء وبوسائل عدة للتخلص من جرثومية الاحتلال, فان زال الاحتلال الجرثومي هدأت وأصبح لها وظائف عملية أخرى في مؤسسة البناء الجسدي الوطني, ولكم أن تتخيلوا جسدا بواسطة عمليات إجرامية دس له جرثومة”الايدز” لتدمر خلايا الجسد وتدمر قبلها كرات المقاومة, فينهار الجسد ويصبح هزيلا لايقوى على درء تكالب الجوارح والوحوش المتربصة به فيتم افتراسه حيا. المقاومة يراد لها تدريجيا الصعود إلى طاولة المشرحة, والطُعم هو التخفيف من جعلها قضية مساومة أو توغل الحوار فيها عن قصد الاغتيال, وبرز مؤخرا لنا لغة وثقافة التهدئة الخبيثة الصهيونية, إن هذا المصطلح الخبيث ماهو إلا عسل دس باحشاءه السُم, اليوم تهدئة أي وقف مؤقت للمقاومة, وغدا مزيد من التهدئة مقابل السماح بإدخال بعض المواد الغذائية , فمزيد من التهدئة ليزداد المدافعين عنها, ومن ثم تهدئة التهدئة مقابل بعض الغاز والمحروقات, وفي المحصلة التربص بالتهدئة كعرين للثوابت, فتصبح التهدئة أصل والخروج عليه فيما بعد جنون واستثناء, وإضرار بالمصالح الوطنية العليا, وصولا إلى نقاط اللاعودة وعض أصابع الندم على هذا الاستدراج الخبيث, حين لاينفع الندم,إنهم يصدرون صكوك الإعفاء عن مقاومينا ومن ثم يصفونهم بعد إلقاء الحذر والسلاح, المقاومة ياسادة ليست للمساومة وليست للمقايضة, ومهما تم التخلي عنها تدريجيا وتمكين العدو من نقاط الضعف لدينا, فان أيدلوجية الأعداء لن تتخلى عن ثقافة الاستعباد والتهويد والاستيطان والقتل والاغتيال, وان كان لنا بضمانة أو صمام أمان يجعلنا في ساحة الصراع السياسي مؤثرين, فهي المقاومة وعدم إلقاء أو إخراس السلاح, إلا بتحرير حقيقي وليس تحرير شكلي ماكر يزيدنا موتا ويزيد قبضة الأعداء حصارا, ولعلي هنا اذكر بل ارددها دائما, عندما شعر الصهاينة بمخاطر السلام الحقيقي كتب احد الخبراء والمحللين السياسيين الصهاينة” زئيف شيف” محذرا الصهاينة من الانجرار لخطر السلام وحذر من التعود على إلقاء السلاح بمقالته الشهيرة” خطر السلام على الأجيال الصهيونية القادمة” منبها وناصحا ومحذرا قيادة الكيان الذي قام على أسس العدوان والاغتصاب, من خطر تعود الأجيال اليهودية على إلقاء السلاح, ولعلي اذكر النيام وممن سينجرون خلف أكذوبة وشرك التهدئات, على اعتبار أنها ستجنبهم خطر الاغتيال والتهديدات, اذكرهم مقتبسا من أم مقالاتي ما قاله احد آباء الصهيونية”جابوتنسكي” (( نستطيع أن نتخلى عن كل شيء حتى الموسي
قى والنساء والرقص والقبعات, فأما السيف والتوراة نزلت علينا من السماء)) !!! انقذوا المقاومة من براثن المساومة , خلصوا المقاومة من فطي المقايضة, إن جردونا من المقاومة جردونا من شرف وحق القتال, والمقاومة في علم التحرير فرش وغطاء, ارض وسماء, فدونها سنكون وقضايانا ارض وإنسان, عرضة للتصفية وان حُسب لنا حساب ففقط من اجل أن لنا مقاومة مهما كان حجمها الذي لاتزن عسكريا ريشة في ميزان القوى العسكرية مع هذا الكيان الغاصب,لكن المستهدف ليس تهدئة رصاص فقط, بل تهدئة وقتل إرادة واستنفار وإصرار على كنس الاحتلال, فسحقا لبندقية دون إصرار وإيمان بالتحرير لا يثق حملتها بالمحتل إلا بعد عودة الحق السليب, فحماية المقاومة وعدم تعريضها للتشريح على طاولة مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة هي مهمة مقدسة, وأي خطوة باتجاه التخلي عنها هو انتحار طوعي فلا تصدقوا الصهاينة بان التهدئة ستجلب خبزا واستقرار, لستم بعد ذلك اعتبار التهدئات قدرا ثابتا والخروج عليها جريمة ستتكالب كل قوى الشر من اجل معاقبة المرتدين عن الإيمان بها, المقاومة حق لا تجعلو التهدئة وتهدئة التهدئة أحق, فتندمون أكثر بكثير من خشية قصف دبابة أو مدفع أو طيران, الاغتيال في عقيدتهم اغتيال لن يتوقف, والتهويد تهويد لن يتوقف, والاستيطان لديهم نواة الأيدلوجيات, فبسقوط الاستيطان والسلاح لديهم تسقط دولتهم المارقة المسخ وهم على باطل, فكيف لنا الارتضاء بإسقاط بندقيتنا ومقايضتها بقمح وكهرباء ومياه, فان سقطت شيء فشيء البندقية فماذا بقي لنا لمقارعة أصل العدوان”الاحتلال” غزة محتلة والضفة محتلة والقدس محتلة, وجنوب لبنان محتل والجولان محتلة, فمن الجريمة الهروب للأمام باسم التهدئة والسلام ليسقط السلاح ومن ثم حفاة عراة ضعفاء ننادي بزوال الاحتلال؟؟؟!!!! في هذه الأيام بل في هذه الأثناء, يتبادل الصهاينة ساسة وعسكريين الأدوار بتصريحات كاذبة خبيثة, منهم من هو مع العدوان ومنهم من هو ضد العدوان, لنلقي العاطفة الساذجة جانبا ولا نلقي السلاح ياقوم, ففي داخل فكرة التهدئة هلاك واستسلام, وفي داخل فكرة التسوية دون مقاومة ضياع وطن وإنسان, وللأسف استكثرنا على أنفسنا بفعل مهزلة الشرعيات وكرسي السلطان, تكتيك توزيع الأدوار مابين ساسة ومقاومين, استكثرنا على أنفسنا ونحن طلاب حق صدقنا ماعاهدنا الله عليه, أن نتمسك بصمام الأمان الآخر “وحدة الخندق ووحدة القرار” كقطب مكمل لقطب صمام الأمان الآخر” المقاومة” فما تردد العدو من عدوانه إلا خشية عودة وحدة الخندق وليس طلبا لتهدئة وسلام, فالتحدي الذي يواجهنا الآن هو تحدي الوحدة والمقاومة, نعم ثمنهما غاليا ويتطلبا تضحية ومسئولية وجدية, لكن ثمن الشتات الوطني واستمراء الانقسام تحت مسميات الوهم الزائل, لهو اكبر جريمة سيدرسها الأجيال ويلعنون كل مكن شارك فيها, ولكن الخطيئة الكبرى هو تعريض المقاومة برسم تجاوز العدوان, لكي تصبح مادة للحوار في ظل ازدياد هجمة الاغتصاب والتهويد والعدوان, فأي تهدئة تعني النيل من المقاومة , والمقاومة جزء لايتجزأ لتتغير مسمياتها” تهدئة” “تسوية” “هدنة” ويبقى الاحتلال قائما بل يستشري العدوان في الجسد الفلسطيني, بدء من القتل الجماعي الإجرامي في غزة, ومرورا بالعدوان البربري النازي الاستيطاني على الخليل وحرقها, وصولا إلى حفريات لا معنى لها إلا هدم مقدساتنا وأقصانا وتهويده, حتى آخر جريمة وليست الأخيرة, بالاعتداء الوحشي الفاشي على أسرانا البواسل رمز العزة والفداء بالحديد والنار, فاحذروا ثم احذروا ثم احذروا مصطلح التهدئة الذي يطلق وتطلق معه التهويشات البربرية بالاغتيال والعدوان الواسع على غزة, فلا عاش إنسان ولا عاشت غزة إن تخلت عن سلاحها مقابل حفنة من القمح والغاز, وفي مواجهة قدر الله علينا واجب أكثر قدسية هو نشر ثقافة المحبة والإخاء وتفريغ ضغط النفوس والتي تقترب شيئا فشيئا لقاب قوسين أو أدنى من الانفجار, علينا حماية أهلنا من غول الاحتكار والاستغلال الإجرامي, علينا الحفاظ على حبة في بيت النار واليد على الزناد, وألا نثق في دعوات الخبثاء من الصهاينة الأوغاد. اللهم إني بلغت.. اللهم فاشهد ,, اللهم إني بلغت… اللهم فاشهد,,, اللهم إني بلغت… اللهم فاشهد والله من وراء القصد [email protected]