وان حصل ذلك فانه يدل على عدم حرية الرأي ,والتعبير وقبول الأخر ,وإن كان مختلف عني.
لقد أثار استهجاني واستغرابي ,هذا الكم من المقالات والقصائد والهبات المقدمة للصحفي صاحب السلوك الغريب والمصطنع ,فمن العرب من نظم الشعر
في أمجاد الحذاء, وجال في وصفه لدرجة التقديس!
وأخر وهب الصحفي زوجته, وابنته ومنهم من أراد أن يشترى حذائه ب10 مليون دولار !!!!
فوا أسفاه على هكذا امة يستنهضها حذاء ,ولا يهزها مشهد الطفل الذي يرمي الدبابة بالحجر!
أو لم يكن من الأجدر ,أن يستنهضنا سجناء أبو غريب ,أو شرف العراقيات المهتوك في مواخير البلاد العربية ,أو دماء الشهداء التي تسيل في كل زاوية من بلاد الفرات أو لم يكن من الأجدر أن ننتفض من اجل مليون عراقي قتلوا ,وأصبح رمزهم الحذاء !
وهل أصبح الحذاء رمزا للعرب ,وثقافتهم أم أصبحنا نرى رجولتنا في الحذاء أو ماتت فينا العزة وأردنا أن نصنع لأنفسنا رمزا يواسينا وينسينا إننا جبناء, شي يخفي عجزنا وذلتنا فاعتبرنا الحذاء المخلص من تعذيب النفس ,ويشعر إننا على قيد الحياة ولم يمت الشعور بداخلنا!
ليس تقليلا من الحدث ولكن على قدر أهل العزم تأتي العزائم ,لكن المستغرب أن نطالب بجعل هذا اليوم يوم إجازة رسمية ,أو عيد وطني, أو غيره فمنا من سماها انتفاضة الأحذية ,وسلاح الحذاء الشامل أإلي هذا الحد من الغباء والسطحية وصلنا يا امة ضحك من جهلها الأمم. فلو صارحنا أنفسنا سنرى أن جورج بوش إذا قورن بحكام وملوك ورؤساء العرب فانه لم يفعل شيء فوا لله في بلادنا من يستحق ضرب الجزم أكثر من جورج بوش .
فوا لله ما فعله بوش لا يقارن بما فعله حكامنا فهم بوروا الحقول ,وهتكوا العقول ونحن كالبهاليل نصفق ومن تأخذه العزة يبقى صامت فان المظاهرات والاعتصامات أسلوب عقيم للتعبير عن الرأي.
فيا امة العرب أفلا انتفضتم للكرامة والنضال, فالأطفال في غزة لا يمتلكون الأحذية كي يرموا بها كل العرب ,فلو أُعطية أحد الحق في رمي أحد بالحزمة, فالحق لأطفال غزة أن يرموا كل العرب حكاما ومحكومين ,حتى يصحوا من سباتهم إن كان الذي يثيرهم الأحذية وليس الموت والتضحية والشرف المهتوك على أبواب الحكام والسفارات فلا أسف عليكم.
فلا أطيل الحديث لأنني أسمعت لو ناديت حيا ,ولكن هو موقف نسجله للتاريخ في هذه الأيام المقدسة أيام الحذاء المجيدة!
وإنني أخشى ما أخشاه ,أن يصبح الحذاء رمزا للقوة العربية بعدما كان الكرم والتضحية والسيف رمزا لذلك.
فلو قتل بوش بالرصاص غير مأسوف عليه لكنت أول المهنئين بهذا ولكني لم أسمع سواء في السلف الصالح ,أو السلف الطالح أن عربي فعل ذلك الفعل لأنه ليس من شيم العربي إهانة أحد ,ولو فعل الأفاعيل فاحترام الإنسانية واجبة والمعاملة يحكمنا فيها الدين والعادات والتقاليد, فالذي يزني بي لا ازني به.. لأنه لا دين ولا أخلاق تحكم سلوكه ,لكن أنا هناك شرائع تحكم تصرفي ولا أتعامل بردات الفعل ويا ليتنا تعاملنا كما تعاملوا معنا ولكن العيب فينا.
فهذا السلوك لا يعبر عن موقف كل العرب والمسلمين ,لأنه يخالف تربيتنا وأخلاقنا فانا قبل أن احترم احد في تصرفاتي احترم نفسي وديني وعاداتي وتقاليدي
فالاعتذار للعدو عن فعل خطأ واجب وان كان الاعتذار ليس في محله ولكننا نتخلق بخلق القرآن أعادي عدوي ولكن بخلق.
شيء كبير يفصل بيننا افتقادي للقوة وافتقاد البعض للإرادة