نصر يوسف عضو اللجنة المركزية لحركة فتح .. لا يمكن أن نسمح ببيع فلسطين؟؟؟؟
في لقاء له منذ أيام مع بعض الضباط وكوادر العاصفة تحدث الأخ نصر يوسف عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وأحد طلائع العاصفة ورئيس الشرطة الفلسطينية في بدايات أوسلو ومن ثم وزير الداخلية الذي سجل له التاريخ في اجتماع المجلس التشريعي حول أحداث الفلتان في غزة حينما تم مسائلته حول أوضاع الفلتان تحدث نصر يوسف بكل شفافية وعلى الهواء والذي قيل بعيد عن الهواء أكثر بكثير مما قيل على الهواء ، قال : إنني وزير داخلية لأجهزة أمنية مخترقة لقوى إقليمية ودولية .. وعندما أصدر الأمر في شيء ما تقوم تلك الجهات في تلك الأجهزة بالرجوع إلى مرجعياتها التي تنسق معها وتنفذ أوامرها .. وفي تعليق له كان على الدورات ورجالاتها التي ترسلها سلطة أوسلو للتدريب في بعض الدول الأوروبية والعربية .
ولكن هل هذا كل ما هو موجود لدى المقاتل نصر يوسف ؟ .. أم هناك رجوع للأصالة الفتحاوية بوضعها الصريح والمفتوح ، حيث أصبح التلاعب في الألفاظ وفي المواقف لا يغني أمام عملية الفرز التي تستهدف كل القادة وكوادر العاصفة في حركة فتح كتجربة وماضي مشرف ، فمنهم من لوث بأفكار أوسلو وبامتيازاتها ومنهم من قال لا نستطيع مجابهة هذا الجرف الهادر المدعوم بالقوى الإقليمية والدولية ، ولذلك نضع رؤوسنا بين الرؤوس ونقول ..
ومنهم من كانت ثورته عارمة على وضع أوسلو ومبرمجيها وسريعا ما حددت مواقفه داخل الأطر وتم استبعاده ومنهم من قطع راتبه الذي ترتزق منه أسرته .
تذكرت في هذا الموقف وعند كتابة هذا المقال لقاء مع الأخ أبو جهاد الوزير في أوائل الثمانينات في عدن عندما وجه تساؤل لبعض الضباط في قوات اليمن والذين يحملون مؤهلات علمية وتقنية عندما قال لهم : ” هل أنتم مبسوطين لتحكم الدولار الأمريكي في مصيركم من خلال ما يسمى بالمعاش ومخطط ترهل القوات ؟ ” .. كثير من الموجودين كانوا غير قادرين على فهم هذا الرجل القائد ، فلقد قال القائد أبو جهاد : ربما تستطيعون خدمة الثورة وحركة فتح وأنتم خارج المكبلات من الراتب وغيره ، وكأن أبو جهاد على بصيره لما سيحدث في الأعوام التالية ، عندما اقتنعت بهذه الفكرة التي طرحها الأخ القائد أبو جهاد كانت محل خلاف بيني وبين أحد طلائع العاصفة الذي أكن له كل احترام وتقدير ، حيث أصر على بقائي في القوات ورفضت ذلك واقتنعت بالفكرة ، المهم أن الفكرة صحيحة وجيدة ، ولكن كنا لا ندري كيف استطاعت يد البؤس والإنحلال وأدواتها أن تتغلغل في الأطر الغير مفرغة ، وكيف حدثت عملية التهميش الثقافي والسياسي والأمني للكادر الفتحاوي الغير مفرغ ، أصبنا بالذهول عندما رأينا أطر مفرغة تمهيدا لقتل التنظيم وتمرير مرحلة أوسلو وكانت المعركة أشد مع قوى الترهل والإستزلام خارج المؤسسات التي تحتوي على كادر مفرغ إلا أن الحكم في عام 2008 يؤدي الى الإعتراف بأن الحملة التدميرية لم تكن مسلطة على الجيش والكادر المفرغ بل طالت وبعنف كل من يتمسك بالمبادئ والأهداف والمنطلقات في الأطر المختلفة وفي القطاعات المدنية .
أردت أن أذكر الأخ نصر يوسف بهذه الوقائع ولأنه هو القريب من أبو جهاد رحمه الله ، ولأن قلوب أبناء العاصفة تنبض شرايينها بنبض واحد ، ولكن أي الخيارات اتبعها الأخ نصر يوسف ، ربما موقف الأخ نصر يوسف يحن إلى الجذور بعكس صلاح التعمري مثلا الذي ارتضى أن يرتجل عن بدلة الفروسية الفتحاوية ( العاصفة ) لأن يكون محافظا وغير محافظ في بيت لحم وغير بيت لحم ، وربما كانت لحظات الصمت والسكينة التي أصابت الأخ محمد جهاد بعد وقائع الفساد في برنامج أوسلو كانت هي خير بلاغة عن عمق المصيبة التي لم يقوى عليها محمد جهاد أو أبو المعتصم ، وربما صرخ أبو اللطف في واد مملوء بثقافة الهزيمة والإستسلام والتخلي عن المبادئ ، ولذلك تصاعدت الغربان صوتا ولحنا لتهاجم أبو اللطف .
الأخ نصر يوسف وأمام لعبة المرشحين للجنة المركزية التي تدور حولها التفاعلات للدوائر الثلاث في قطاعات أوسلو داخل حركة فتح ربما ما سمعناه من أخبار يستبعد الأخ نصر يوسف كإبن عاصفة من أن يحتل مكانا مرموقا في إطار اللجنة المركزية كما هو الحال لما يحدث من مكائد وتنسيقات في الكواليس ضد أبو اللطف وما يحمل من مبادئ ، بل زاد الحد عندما قال بعض الراكبين على الجدار الوطني وهم الفاسدين والأقزام بأن أبو اللطف لا يمثل إلا نفسه ، ربما الأخ أبو اللطف قد اختار أن يجابه البحر بالكلمات الفاقدة الأدوات ولكن الأخ نصر يوسف في اجتماعه الأخير عندما كان يتوعد كل من تسول له نفسه بأن يتلاعب بمصير فلسطين ومصير اللاجئين ومصير حركة فتح ، على ماذا كان يستند الأخ نصر يوسف ، وهو الذي كان وزيرا للداخلية في سلطة أوسلو وهو من موقع المسؤول عن كل من استبعد من العسكريين رتبة وراتبا بحكم مسؤوليته كقائد للشرطة ووزير داخلية وعضو لجنة مركزية في مركزية أوسلو ..
هل يعني أن الأخ نصر يوسف استشعر بما يدور حوله من مؤامرة على وجوده كعضو لجنة مركزية وكادر صاحب تجربة في العاصفة ، ومن هنا بدأت مواقف الأخ نصر أكثر حدية ووضوحا ، ولكن هل يستطيع نصر يوسف أن يواجه البحر وهديره وأمواجه العاتية ، وهل لديه من الأدوات ليسجل ضربة تسجل له للتاريخ ككادر من كوادر العاصفة الذين وهبوا أرواحهم فداء لفلسطين من خلال أهداف ومباد
ئ ومنطلقات فتح ، أستيطع القول أن كل ما تبقى من المناضلين داخل الأطر المؤسساتية للسلطة الفلسطينية فهم القابضين على الجمر بحكم موازين القوى وامتداداتها في العواصم العربية والدولية ، وهم القابضين على الجمر بحكم إتفاقية التنسيق والتعاون الأوسلوية مع دولة الإحتلال الصهيوني .
ولكن نقول كلمة أخيرة أن فن صناعة الثورة هو فن المستحيل ، وهو الذي أبدعت فيه كل الثورات والطلائع والنخب ، فكيف نحافظ على فلسطين وعلى حركة فتح ، هذا سؤال مطروح للأخ نصر يوسف ، وننتظر الإجابة ، وربما الإجابة كانت في محل التفهم من قبل الكثير من الكوادر قبل أن يطرح هذا السؤال على نصر يوسف .
بقلم / سميح خلف