أكد مصدر قضائي أن محاكمة الصحفي العراقي منتظر الزيدي، الذي قام برمي فردتي حذائه صوب الرئيس الأمريكي جورج بوش خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي في العاصمة بغداد مؤخراً، ستتم في الحادي والثلاثين من الشهر الجاري.
كذلك كشف ضرغام الزيدي، شقيق منتظر الذي يواجه عقوبة السجن في حال إدانته، أن الأخير طلب من أسرته أن تحضر له بدلة لارتدائها خلال محاكمته، بالإضافة إلى العلم العراقي.
ووفق القاضي عبد الستّار البيرقدار المتحدث باسم مجلس القضاء الأعلى فإن الزيدي سيحاكم الأربعاء المصادف في أواخر الشهر الجاري.
يُذكر أنه ومنذ اعتقال الزيدي عقب حادثة “رمي” الحذاء في الـ14 من الشهر الجاري، لم يمثل الصحفي أمام المحاكم العراقية المختصة.
وكان أحد المصادر القضائية العراقية قد توقع في تصريحات لشبكة CNN أن يصدر الحكم ضد الصحفي منتظر الزيدي، بتهمة إهانة رئيس دولة أجنبية، وعقوبتها السجن ما بين 7 إلى 15 عاما، بحسب القانون العراقي.
الزيدي، الذي أصبح بطلاً قومياً، وتسيّر المظاهرات والمسيرات المؤيدة له، كان قد التقى الثلاثاء الماضي بقاض للتحقيق، الذي قرر تحويل القضية للمحاكمة، بحسب المصدر.
وأكد المتحدث باسم تلفزيون البغدادية، المحطة التي يعمل لديها الصحفي العراقي ومقرها القاهرة، نبأ اللقاء الذي تم بين موظفه منتظر والقاضي في زنزانة اعتقاله في المنطقة الخضراء ببغداد.
يُذكر أن ضرغام كان قد كشف للشبكة في وقتٍ سابقٍ أن قوات الأمن العراقية قامت بضرب أخيه، فور اقتراف فعلته ضد على الرئيس بوش.
ووصف ضرغام تصرف أخيه منتظر بأنه كان “عفوياً”، ويعبّر عن ملايين العراقيين الذين يريدون “إذلال الطاغية”، وفق تعبيره.
وأوضح ضرغام أن مشاعر منتظر الزيدي ضد السياسات الأمريكية في العراق أججتها المشاهدات اليومية لمعاناة العراقيين، خاصة وأن معظم تقاريره لمحطة “البغدادية” التي يعمل لها، ركزت على المعاناة التي تعيشها الأرامل العراقيات واليتامى والأطفال.
ولفت إلى أن شقيقه يقف عاجزاً أحياناً أمام هذه المآسي ويبكي بسبب ما يسمعه خلال تأدية عمله وتغطية معاناة الأسر العراقية الفقيرة، كما كان أحياناً يطلب من زملائه بتقديم بعض المساعدات المالية للمحتاجين.
ويعرف عن منتظر الزيدي مناهضته للاحتلال الأمريكي، وهو ما كان يشدد عليه خلال إنهاء تقاريره المتلفزة بجملة “من بغداد المحتلة.”
إلا أن ضرغام، قال إنه “صدم” عندما شاهد شقيقه يرمي حذائه باتجاه بوش، مشيراً إلى أن الصحفيين العراقيين أبلغوه بعد وقوع الحادثة، أن عناصر الأمن الأمريكيين أوقفوا بعض العراقيين عن ضرب شقيقه.
وأكد ضرغام أنه “فخور” بتصرف شقيقه الصحفي، وإن كان متهوراً، إلا أنه يعبر عن “ملايين” من العراقيين.
وقال إن رمي الحذاء “هو ردة فعل العراق” إزاء الحرب وسنوات من العقوبات الأمريكية ضد بلاده قبل بدء الغزو في ربيع 2003.
وأضاف ضرغام أن أي أسباب شخصية لم تكن الحافز وراء تصرف شقيقه، أو لأن لديه “شيئاً ضد الشعب الأمريكي.”