كتب جون ماكين المرشح الجمهوري وفريقه بعد زيارة قام بها الى العراق الشهر الماضي بعد زيارتنا للعراق هذا الشهر لم نكن نتصور من كان يحدث في العراق في الوقت الحالي فالحياة مستقرة وآمنة والعراقيون يتحركون بحرية. والعنف انخفض الى ادنى مستوياته منذ بداية الحرب. فالعرب السنة والذين كانوا يشكلون نواة التمرد ضد القوات الاميركية نراهم اليوم من اشد الحلفاء للقوات الاميركية في الحرب ضد تنظيم القاعدة.
الاتفاقية الامنية بين الحكومة العراقية والاميركية والتي ستدخل حيز التنفيذ الشهر المقبل تنص على انسحاب القوات الاميركية مقابل زيادة متناسبة في القوات العراقية للدفاع عن نفسه. وبالنظر الى السياسة العراقية فانها في فوضى متزايدة لكنها في حال مبهجة في ممارستها الديمقراطية على الرغم من ان المخاطر والشكوك لا تزال مرتفعة فالمكاسب التي تحققت لا رجعة فيها والوضع في العراق تحسن بشكل كبير، والان فقد حان الوقت لمن في واشنطن ان يتصور ما يحدث فلسنوات مضت قسم العراق واستقطب احزابنا وصانعي سياستنا وشعبنا. ان النقاش حول الحرب غالبا ما شوه بالسياسة والتحزب وحال دون توافق وطني مهم جدا لأمن اميركا في هذا العالم الخطر . الرئيس المنتخب باراك اوباما لديه الفرصة لوضع نهاية لهذه الديناميكية المدمرة في اعادة بناء التوافق بين الحزبين في الاراء بشأن السياسة الخارجية الاميركية بما فيها الطريق الى الامام في العراق. فبتعيينه اصحاب الكفاءة والمسؤولين والقادة العمليين لمجلس أمنه الوطني اظهر الرئيس المنتخب انه يريد ان يضع السياسة الخارجية المعتادة جانبا. فالقيادات التي عينها الرئيس المنتخب مسبقا كبوب غيتس وزيرا للدفاع وهيلاري كلنتون كوزيرة للخارجية وجيم جونز مستشارا للامن القومي تمكنه من تطبيق افكار الحزبين الجمهوري والديمقراطي على حد سواء لوضع شكل السياسة في العراق والكونغرس لم يعد بحاجة الى ان التخندق الحزبي وخوض الحرب حول مواعيد الانسحاب وقطع التمويل فهدفنا المشترك هو المهمة الرئيسة وهو العمل معنا لدعم عملية اعادة الترتيب من العراق مستندة الى حقائق جديدة محسنة على ارض الواقع.
ولتحقيق ذلك فعلى الرئيس المتنخب اوباما وفريقه من الامن الوطني وجميعنا في الكونغرس ينبغي ان نبحث نصيحة الجنرال ديفيد بترايوس قائد القوات المركزية والجنرال اوديرنوقائد القوات التحالف في العراق فالجنرال اوديرنو كان المهندس التنفيذي للزيادة في 2007 عندما كان نائبا للجنرال بترايوس فضلا عن عمله في اقناع العشائر السنية بترك التمرد والانضمام الى القوات الاميركية. واوديرنو هو القائد الحالي على الارض وهو الشخص الذي يجب اخذ رأيه باهمية وبمسؤوليه في تحديد مدى سرعة وعمق الانسحاب.
واستنادا إلى ملاحظاتنا والمشاورات في بغداد ، فنحن متفائلون بأن الرئيس المنتخب أوباما سوف يكون قادرا على تنفيذ خطوة رئيسة في خطته للانسحاب في العام المقبل عن طريق إعادة توزيع القوات الاميركية المقاتلة من مدن العراق مع الحفاظ على قوة متبقية لتدريب وتوجيه حلفائنا العراقيين. على ان نحذر من ان العام 2009 سيكون عاما مهما للعراق من خلال انتخابات مجالس المحافظات والانتخابات الوطنية حيث ان الامن والتصرف الشرعي يعتمد على ارتباطنا المستمر. فبالسماح باكبر عدد من قواتنا من البقاء بالعراق في المدى القريب سيكون بوسعنا وضع الشروط الاكثر عمقا لخفض القوات بعد ذلك.
واذا ما خفضنا عدد القوات المقاتلة في العراق فان مصالحنا الوطنية ستعتمد على درجة تزايد مهارة دبلوماسيتنا لذا فنحن نحث ادارة الرئيس بوش والمنتهية صلاحيته على التنسيق مع حكومة اوباما المقبلة على وضع خلف مناسب للسفير رايان كروكر الذياعلن عن نيته مغادرة منصبه الحساس كسفير للولايات المتحدة في بغداد في وقت مبكر من السنة الجديدة.
كروكر الذي قام بعمل شجاع من خلال تشكيل تعاون فريد ولم يسبق له مثيل بين السفارة الاميركية والجيش وعلى وجه التحديد الشراكة بين المدنية والعسكرية والتي هي في صميم نجاح مكافحة التمرد لذا فلضمان تواصل هذا التعاون نعتقد انه لابد من تعيين شخص ذي مهارة وقدرة ويفضل من اولئك الموجدين في العراق قبل ان يغادر السفير كروكر.
من جانب المحافظة على مكاسبنا وإدارة المرحلة الانتقالية المقبلة في العراق بطريقة مسؤولة ، لدينا فرصة لتحويل ما تم في السنوات الأخيرة مسؤولية استراتيجية الى فائدة استراتيجية. فالعراقيون سئموا من وجود الاعداد الكبيرة من القوات الاجنبية في بلادهم ويتضح ذلك للاسف من حادثة الحذاء الاخيرة خلال زيارة الرئيس بوش الاخيرة للعراق. فهذه الامتعاض والاستياء سيقل بانسحاب القوات الاميركية ولكن لا ينبغي في اي حال من الاحوال ان يحجب توافق ملحوظ وموجود بين ا
لقادة العراقيين المنتخبين ديمقراطيا حول بناء شراكة طويلة الامد مع الولايات المتحدة. العراق يمكنأن يكون بمثابة دعامة للاستقرار في المنطقة، ومواجهة الهيمنة الايرانية وأنموذجا للديمقراطية لمنطقة الشرق الأوسط.
لقادة العراقيين المنتخبين ديمقراطيا حول بناء شراكة طويلة الامد مع الولايات المتحدة. العراق يمكنأن يكون بمثابة دعامة للاستقرار في المنطقة، ومواجهة الهيمنة الايرانية وأنموذجا للديمقراطية لمنطقة الشرق الأوسط.
هذه النتيجة ليست مضمونة بعد، حتى مع كل هذا النجاح الذي شهدناه خلال العامين الماضيين في العراق وهو ما يجعل اهمية ان يضع الحزبين الجمهوري والديمقراطي خلافاتهما بشأن العراق جانبا ، تلك الخلافات التي ادت الى فرقتنا بالماضي.فالرئيس المنتخب لديه الفرصة لاصلاح هذا الخرق في سياستنا من خلال اعتماد مجموعة من السياسات مستندة الى افضل الاحكام من القادة والدبلوماسيين الموجودين على ارض الواقع،فان كل من الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء سيكونون قادرين على الدعم ونحن لدينا الامل في ذلك.