يبدو أن المثل العربي المعروف “أشهر من نار على علم” سيتحول إلى “أشهر من حذاء منتظر”. هذا هو حال من يتابع ويرصد رد الفعل العالمي على ما حدث للرئيس بوش حينما تفادى الأحذية التي طارت نحو وجهة أثناء مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، حتى أصبح بعض المحللين يصفون الوضع الحالي بأنه “هوس بحذاء بوش ” (The Bush-Shoes mania) الطريف في الأمر أن هذه الرمية لاقت استحسانا شعبيا ليس على المستوى العربي فقط بل على المستوى العالمي، ففي موقع “يوتيوب” كان الفيديو الذي يصور اللقطة هو الأكثر مشاهدة خلال اليومين الماضيين، إذا وصل عدد المشاهدات لهذا الفيديو قرابة الستة ملايين مشاهدة ، كما حصلت جميع هذه التسجيلات على تقييم 5/5 أي الدرجة الكاملة حسب تصويت زوار الموقع.
وقد أبدى الكثير من الأمريكان أسفهم الشديد على عدم إصابة الحذاء لوجه بوش ، وقال أحد أعضاء “يوتيوب” وهو امريكي الجنسية (حسب ملفه الشخصي) ساخرا من الرمية: ”وكالة الاستخبارات الأمريكية أعلنت أن الحذاء يحمل رأسا نوويا مصنوعا في إيران وتم تهريبه إلى العراق عبر الحدود السورية، كما أظهرت التحقيقات أن الحذاء مصنوع في باكستان مستخدمين فيه جلود بقر هندي، مما يؤكد ان العراق بلد خطير لديه أسلحة دمار شامل “.
وعقب على هذا الرد شخص من فرنسا ساخرا من هوس الاحتلال الأمريكي بقوله: ”بالتأكيد أننا مهددون ، يجب ان يتم احتلال إيران وباكستان والهند والصين وروسيا وفنزويلا وتكساس … آه ..لا لا أقصد تكساس”.
الحادثة أيضا فجرت مواهب الكثيرة من هواه الفن والكوميديا والبرمجة ، فقد قامت فتاة أمريكية بإجراء مقابلة افتراضية طريفة بعنوان “لقاء حصري مع الأحذية العراقية التي رميت على بوش” تقمصت فيها دور حاكمة ولاية الآسكا والمرشحة الجمهورية السابقة لمنصب نائب الرئيس الأمريكي ساره بالين والتي كانت تؤيد الحرب على العراق ، فكانت تقول للحذاء “ألا تشعر بالخجل من نفسك حينما ترمى في وجه الرئيس الأمريكي” فنظر الحذاء إلى الأرض خجلا وقال “نعم أنا أشعر بالأسف لما فعلت ، أنا فعلا نادم على ذلك .. وإظهارا مني للندم فأنا سأقدم لك هدية تظهر حسن نواياي، وهي طقم مكياج عراقي الصنع لأننا نعلم أنك أسرفت في المكياج الأمريكي وفشل في تحسين وجهك القبيح”، ثم انفجرت الأحذية بالضحك ساخرة منها.. مما أغضب سارة بالين .
كما قام أحد هواه صناعة الفيديو بعمل ريميكس غنائي عن الحادثة سخر فيه من مرونة جسد بوش، وكان المشهد يعيد ويكرر لقطة انحناء جسد بوش ، ومزجه مع فيديو يظهر الرئيس أوباما يرقص فرحا لهذه الحادثة، كما قام أحدهم بعمل المشهد بصورة بطيئة مدموجة بصوت انطلاقة صاروخ وانفجار .. أخطأ الهدف.
وعلى مستوى التصميم والبرمجة انتشرت في مواقع الإنترنت عشرات الألعاب الفلاشية التي تسخر من رمي بوش بالحذاء، منها الموقع http://www.kroma.no/2008/bushgame/ والموقع الآخر http://www.sockandawe.com/ الذي ركب فيه عدادات للضربات الصحيحة التي أصابت وجهة بوش بالحذاء، بالإضافة إلى صور متحركة كثيرة ، تشبه بوش بأبطال الأفلام الذين يتفادون طلقات الرصاص ، لكن جعلوا بوش بطلا يتفادى الأحذية.
كما انتشرت فانيلة “تي شيرت” مرسوم عليها بوش لابسا زي مقاتلي النينجا وحاملا السيف، ويمزق الأحذية التي تتجه نحوه، وفانيلات أخرى عليها صورة بوش مكتوب بجانبها “وداعا أيها الكلب” وهي ومعروضة للبيع في موقع ebay الالكتروني.
الجدير بالذكر أن موقع “بي بي سي” نشر تقريرا يقول فيه أن الصحفي العراقي منتظر الزيدي حينما رمى الفردة الأولى من حذائة صرخ قائلا “هذه قبلة الوداع من الشعب العراقي أيها الكلب”، وحينما رمى الفردة الأخرى قال “وهذه من الأرامل والأيتام والأشخاص الذين قتلتهم في العراق”، فيما علق الرئيس بوش على الحادثة بقوله “كل ما أستطيع قوله هو أن الحذاء كان مقاس 10”.