القى القائد السابق للجيش البريطاني الجنرال مايك جاكسون بالائمة على الولايات المتحدة وحملها مسؤولية الإخفاقات في العراق، واتهمها بإثارة العنف في البلاد بسبب القرارات الكارثية التي اتخذتها بعد الغزو عام 2003 بحل قوات الجيش والأمن العراقية وإبعاد مسؤولي حزب البعث عن الدوائر الحكومية.
وكتب قائد الجيش البريطاني وقت غزو العراق في صحيفة صندي تليغراف الصادرة الأحد “أن السياسة التي تبنتها الولايات المتحدة لإجتثاث البعث ضاعفت الوقت المخصص لبلوغ النقطة التي تمكّن قوات التحالف من التفكير في الإنسحاب من العراق، في حين ساهم الدعم الإيراني للميليشيات الشيعية وهو تطور أدى إلى مقتل المئات من الجنود البريطانيين، في تعقيد مرحلة ما بعد الحرب بصورة أكبر”.
وانتقد الحكومتين البريطانية والأمريكية على “اخفاقهما في استيعاب تعقيدات الوضع في العراق بصورة كاملة واعتماد خطة مناسبة لإعادة اعمار البلاد”.
وقال “إن الإنشراح الذي تبع اسقاط نظام صدام حسين لم يدم فترة طويلة لأن الفصائل المختلفة داخل العراق مالت إلى استخدام العنف لفرض اهدافها السياسية، كما أن من المستحيل معرفة ما كان سيحدث في العراق لو بقي صدام في السلطة”.
ودافع الجنرال جاكسون عن غزو العراق رغم اعترافه بأنه “كان شاقاً ومثيراً للجدل”، وتساءل “لو بقي صدام حسين في السلطة من ثم خلفه ابناه (عدي وقصي) من دون شك، فماذا كان حل بالعراق؟”.
واجاب قائد الجيش البريطاني السابق “لن نعرف أبداً، لكنني لا استطيع تخيل أن العراق سيكون مكاناً أفضل أو أن العراقيين يتمنون مثل هذا المصير”.
وأصبح الجنرال جاكسون واحدا من ابرز منتقدي الحرب، وكثيرا ما وجه انتقادات شديدة اللهجة للتفكير العسكري الاميركي ولقيادة وزير الدفاع الاميركي السابق دونالد رامسفيلد. ووصف العقلية العسكرية الاميركية بانها تجسد فشلا معرفيا شاملا.