ضحى عبد الرحمن
كاتبة عراقية
لدينا مثل عراقي يقول” الأب كلب والأبن كلب أبن كلب” يضرب المثل لمن يلد من أب شرير ويكون أشر منه ولا يخفي ان السلالة البوشية قد ساهمت بتدمير العراق، فبوش الأب كان له دورا كبيرا في تدمير العراق وفرض وأستمرار الحصار الجائر الذي أستمر لعقد من الزمن وأدى الى قتل مليون عراقي وكذلك بوش الأبن الذي نافس أبيه قذارة في حصد أرواح العراقيين فقتل مليون آخر وأكمل تدمير ما تبقى من حضارة وصناعة وزراعة وثقافة لذا فأن كراهية هذه العائلة من قبل العراقيين هي كراهية أبدية لا يغفرها الله لبشاعتها ولا الشعب العراقي الي دفع ثمنها الباهض. ومن المؤسف ان تصل هذه الرسالة متأخرة لبوش الأبن رغم ان العراقيين أعلنوا منذ تسعينات القرن الماضي عندما رسمت الفنانة ليلى العطار صورة بوش الأب على عتبة فندق الرشيد لتطأها الأحذية، ورغم ان العطار دفعت حياتها ثمنا لهذه اللوحة فأن هذا الأثر الرائع أستمر لحين الغزو الأخير، وان كان الرئس الأب قد تقندر ووطأته ملايين الاحذية بصورته وليس شخصه، فأن بوش الابن تقندر بشخصه وهذه ميزة أنفرد فيها الأبن عن الأب، وربما بعد أن زفت وسائل الاعلام هذه البشرى العراقية الى الملأ أرسل بوش الأب رسالة على الموبايل للأبن يهدأ فيها من روعه كتب فيها ” لا تحزن يا ولدي فقد تقندرنا قبلكم نحن السابقون وأنتم اللاحقون”.
كان العراقيون يطلقون كلمة(كلب) على بوش الأب وأنتقلت التسمية على بوش الأبن عندما ودعه بها النسر العراقي منتظر الزيدي، ولأن منتظر إنسان مؤمن لذا فأنه لم يكتف بفقرة واحدة وإنما طبق فقرتين الأولى بلسانه والأخرى بيده فلدينا في الاسلام بأن الذي يرى منكرا مثل الرئيس بوش فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الأيمان، لكن الزيدي رفض أضعف الإيمان وأختار أشده ومتوسطه عازفا عن أضعفه حيث ترك تلك المهمة السهلة لغيره.
من المؤكد ان الكلاب بمختلف فصائلها ترفض إنضمام بوش الأب والأبن اليهما ورغم ان الفيلسوف برنارد شو لم يذكرالكلاب بحكمته الثورية” غضبت القرود عندما أدعى دارون بأنهم أبناء عمومتنا و استنكر اللصوص عندما ادان ماركس البرجوازية بالسرقة” ولتصحيح الجميلة سنزيد عليها ” وثارت الكلاب إحتجاجا عندما وصف منتظر الرئيس بوش بالكلب” وإننا على ثقة بأنه حتى كلب الرئيس بوش المدعو(بارني) رغم علاقة الأخوة والأبوة التي تجمعه بالرئيس بوش حيث قضى معه أسعد أيام عمره في البيت الأبيض فأنه بعد هذه الواقعة الأليمة غير مستعد لأن يضاف أسم بوش لصنفه وسيحتج بأنه الكلاب لها تأريخ مجيد مع الأنسان منذ فجر حياته وهي مضرب في الوفاء ولا يجوز ان تطلق التسمية على كل من هب ودب مهما كان مستوى علاقة الشخص بفصيلة الكلاب فللفصيلة تعلماتها المشددة بهذا الشأن لا يمكن التنازل عنها مهما كانت التبريرات.
بلا شك ان التسمية الجديدة” ايها الكلب” التي أطلقها الزيدي على الرئيس الزائر هي تعبير حقيقي عن مشاعر العراقيين تجاهه مع علمنا أن هذه التسمية ستأخذ شهرة وأبعادا اكثر من الوصف الذي أطلقه عليه مواطنه البروفيسور دوغلاس برنكلي ب”البطة العرجاء”. ونعتقد ان حزبه بعد هذه الملحمة البطولية سيغير رمزه الى” كلب” منافسا رمز”الحمار”.
من المؤكد إن بوش كان يتنظر ردا عراقيا يتوج إتفاقية الذل التي وقعها مع عملائه في المنطقة الخضراء لكن لم يتبادر الى ذهنه ان عملية التتويج ستكون بفردتي حذاء دلالة على مستوى الاتفاقية وقيمتها عند الشعب العراقي ورغم ان العراقيين عندما يبخسون شيئا يقولون” لا يساوي قندرة” فإننا على قناعة بأن للقندرة قيمة أكبر من الاتفاقية، ولا نتنسى ان بروتوكول التوقيع بعد هذا الحدث الكبير سيتضمن إشارة اليه، وسيستذكر العالم أجمعه مصيبة الرئيس كلما ذكرت الاتفاقية، وستكون مخزنا كبيرا للسخرية والتهكم وانتاج النكات فقد سمعنا البعض يسميها” اتفاقية القنادر” وآخر”اتفاقية الأحذية الطائرة” و” إبتدات الاتفاقية بحوار لألسن وإنتهت بالأحذية” وهنا يمكن تشبيه الاتفاقية” مثل قبقاب الجامع يلبسه أي كان” والرأي الأصوب ان يتركها بوش ويرجع بخفي حنين الى واشنطن جارا خلفه الذل والعار ومجروا بحذاء مرتضى.
ولا ينسى المؤرخون ان يشكروا الرئيس بوش على إحيائه أدب الأحذية ومن المؤكد انهم لا يفوتون هذه الفرصة لأدراجها في كتبهم سواء كان في تأريخ العالم أو تأريخ الولايات المتحدة أو تأريخ العراق المعاصرفمنتظر الزيدي دخل التأريخ كضارب والرئيس بوش دخل التأريخ أيضا كمضروب، ومن خلال إطلاعي المتواضع بتأريخ الأمم أجزم أن بوش أول رئيس يضرب بالقندرة في التأريخ، وليتصور البعض بما فيهم الرئيس بوش نفسه ان الرئيس الروسي خروشيف لا تزال نادرته على كل لسان رغم مرور ما يقارب الستة عقود عليها عندما خلع حذائه وضرب به المنصة في الأمم المتحدة، فكيف سيكون الموقف والرئيس بوش ضرب بالحذاء وهل يمكن نسيان مثل هذا الحدث؟
من الطبيعي ان يدافع العملاء عن سيدهم ورغم دوي هذه الفضيحة فأنهم نكسوا رؤوسهم الذليلة في التراب لقوة الصدمة فإن كان الرئيس بوش ودع من قبل العراقيين بهذه الطريقة فكيف يا ترى ستجرى مراسيم توديعهم؟ ولم ينبري للرد على الحدث سوى راصد بائس من شحاذي مرصد الحريات الصحفية يبغي الشهرة وفضح عمالته عندما تمنطق بمنطق السخف مدعيا بأنه ” لا حرية ولا ديمقراطية تبرر إهانة الأخرين وتوجيه الأحذية نحوهم” ورد عليه احد المواطنين ممن ذاقوا مرارة الاحتلال” لو كان هناك فردة ثالثة لملأنا بها فمك” ولكننا سنرد عليه بمنطق العقل بإعتباره راصد وإن كان من المؤسف جدا كمواطن عراقي أن يرصد هذا الحدث دون ان يرصد الملايين من الاحداث على الضفة الثانية، ونسأله هل يا ترى من الحرية والديمقراطية التي تتحدث عنها أن يهان شعب بأكمله؟ وهل منها ما يرر قتل مليون عراقي؟ وهل منها ما يبرر تدمير بلد ومسح هويته وكرامته وسيادته واستقلاله وعروبته؟ وهل منها ما يبرر فضائح سجن أبو غريب التي نشر غسيلها مرة ثانية وفتح تحقيق مجددا بحق المجرم رامسفيلد؟ وهل الديمقراطية والحرية تبرر اغتصاب العراقيات واعتقد إنك رصدت موضوع عبير قاسم حمزة وصابرين والالاف غيرهن كما ذكرت المحامية سحر الياسري ” 90% من السجينات العراقيات تعرضن للأغتصاب “؟ وهل الديمقراطية والحرية تسمح بسرقة ثروة البلاد وضياع اكثر من مائتي مليار دولار منذ الغزو؟ أم تسمح بسرقة وتهريب حضارة البلد وآثاره؟ وهل منها وجود مليون نصف مطلقة ومليوني أرملة وأربعة ملايين أمية ممن يجهلن القراءة والكتابة كما كشفت نوال السامرائي وزيرة شئون المرأة؟ أم منها ملايين الأيتام والمشردين في الشوارع في ظل حماية حقوق الطفل؟ لا نريد الإطلة فأن كنت غير راصد فتلك مصيبة وإن كنت راصدا فالمصيبة أكبر.
اما زعيم العملاء ووريثها أب عن جد مسعور البرزاني فأن وصفه ” هذه الافعال الخسيسة تعبر عن اخلاق وتربية مرتكبيها وإن ما حصل للرئيس بوش مرفوض ومستنكر من قبل الجميع” ! فنرد عليه بإيجاز أنه أدرى من غيره بالأعمال الخسيسة فقد رضع منها حتى شبع وتربى في احضانها حتى تلاحما فصار كل منهما يوحي بالآخر ويحل محله، اما حديث التربية والاخلاق فإنها ليس مجال تخصص البرزاني ومن غير المنطق أن نناقشه فيها، رحم الله ابن الرومي وهو يصف رجلا أقل خسة من البرزاني بقوله:
بما أهجــــوك لا أدري لساني فيك لا يجري
فإن فكرت في عرضك أشفقت على شــعري
نقول للبرزاني بأنه إذا كان الرئيس بوش إستحق فردتين لأنه مجرم فإنك تستحق المئات منها وبمقياس أكبر من عشرة يناسب فمك الثرثار لأنك عميل، ولكن ليس أن تقذف بها كما حصل لسيدك وأنما أن تلقم بها وعلى يد الاشراف من الأكراد، لأن العمالة في القاع البعيد من الخسة والحق يقال لم يصل هذا العمق إلا القليل وأنت واحد منهم.
أما أن تعتبر العمل مرفوض فهذا شأنك لا نريد ان نزايد على الديمقراطية التي تتحدثون بها ولكن ان تدعي استنكارها من قبل الجميع هنا نقول لك صه يا شبيه الرحال! اعرف حدودك ولا تتحدث بأسم الجميع لا عربا ولا اكرادا فأنت تمثل نفسك وعصابتك ولا شأن لك بنا ! أن تتحدث بهذين الصفتين كزعيم عصابة بشخصه وعصابته أنت. ولكن ليس من حقك ان تتحدث بأسم الجميع لأن هذا الجميع لا يتشرف بك فلا أنت منه ولا هو منك ومعاذ الله ان يتحدث عميل بأسم شعب أصيل وهذا ما ستشهده بنفسك والأيام بيننا يا عميــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل.
ضحى عبد الرحمن