في عدد سابق لها، كشفت جريدة التجديد النقاب ، عن تقرير لمركز الإحصاء ”الإسرائيلي”، بأن المغرب تصدر لائحة السياح العرب إلى ”إسرائيل” خلال كل من سنة 2006 و2007 و2008، كما أن عدد السياح المغاربة ضاعف بعض البلدان التي تضم أكبر عدد من اليهود مثل كندا والأرجنتين، خلال ثلاثة أشهر الأولى من سنة 2008. وهكذا زار الكيان الصهيوني 28 ألف و419 مغربي، خلال ثلاثة أشهر الأولى من سنة 2008، حيث سجل شهر مارس النسبة الأعلى بعدد 18 ألف و452 سائح، رغم أن فلسطين المحتلة كانت تعيش حالة عدم الاستقرار، وحصارا من قبل الاحتلال الصهيوني. ويفوق عدد السياح المغاربة المسجلين خلال ثلاثة أشهر من سنة 2008 عدد السياح المسجلين خلال سنة 2006 التي عرفت زيارة 24 ألف و608 سائح إلى ”إسرائيل”، في وقت سجلت سنة 2007 زيارة 32 ألف سائح، وهو ما يبين تزايد عدد المغاربة الذين قصدوا ”إسرائيل”من أجل ”السياحة” وذلك في ظرفية عرفت اشتداد الحصار الإسرائيلي بعد نجاح حركة حماس في بداية 2006 مما يمثل دعما اقتصاديا وماليا لآلة الحرب الصهيونية بحسب مناهضي التطبيع.
ويمثل السياح المغاربة أكثر من ثلثي مجموع السياح القادمين من بلدان إفريقيا خلال ثلاثة أشهر الأولى من سنة 2008، إذ سجل مجموع هؤلاء 38 ألف سائح و108، في وقت سجل فيه المغرب لوحده 28 ألف و419. وهذا رقم يتجاوز بكثير عدد اليهود المغاربة حيث يقلون عن 3 آلاف.
وتصدر المغرب الرتبة الأولى، حسب التقرير المنشور على موقع المركز على الانترنيت، مقارنة مع البلدان العربية التي زار مواطنوها ”إسرائيل” ويتعلق الأمر بكل من مصر والأردن، وموريتانيا وتونس، رغم غياب أي علاقة رسمية بين المغرب والكيان الصهيوني. وهكذا سجلت الأردن زيارة ألفي و850 سائح خلال ثلاثة أشهر الأولى، بينما سجلت مصر 457 سائح، متبوعة بموريتانيا بـ,440 ثم تونس بـ188 سائح.
ويبقى عدد المغاربة الذين زاروا ”إسرائيل” خلال ثلاثة أشهر فقط يضاعف عدد اليهود الذين يعيشون بالمغرب تسع مرات، وهو ما يطرح العديد من الأسئلة حول الفئة التي تقوم بزيارة سياحة إلى ”إسرائيل”؟ و من يسهر على تسهيل هذه الزيارات؟ والجهات التي تنخرط في تنشيط هذه الرحلات والتي بدو أنها تتخذ صيغتين الأولي جوية عبر بعض الدول الأوروبية والثانية برية عبر الأردن في ظل استمرار إغلاق معبر رفح على الحدود المصرية الفلسطينية. ومقارنة مع الدول التي تضم أكبر عدد من اليهود مثل كندا ، نجد أن المغرب يضاعف عدد سياحها اتجاه ”إسرائيل”، إذ لا يتجاوز عدد سياح كندا 14 ألف و124 سائح، رغم أن كندا تأتي في المرتبة الثالثة من حيث عدد اليهود بعد ”سرائيل” وأمريكا، إذ تضم 374 ألف نسمة، حسب إحصائيات الوكالة اليهودية سنة 2007.
ورغم أن الأرجنتين يعيش بها أكبر عدد من اليهود مقارنة مع دول أمريكا الاتينية، فلم يتعدى عدد سياحها اتجاه إسرائيل خلال ثلاثة أشهر الأولى 5 ألف و422 سائح. كما أكد التقرير أن عدد الذين هاجروا سنة 2006 إلى ”إسرائيل” 286 مغربي، 53 منهم كانوا يقيمون بالمغرب، و233 كانوا يقيمون ببلدان أخرى، في وقت لم يهاجر أي شخص اتجاه ”إسرائيل” من البلدان العربية التالية خلال سنة 2006 ، ويتعلق الأمر بكل من لبنان وسوريا والجزائر وليبيا والسودان ومصر، وحدها اليمن والعراق وتونس التي سجلت هجرة 11و10و32 على التوالي انطلاق من البلدان المذكورة.
وبخصوص العلاقات التجارية ما بين الكيان الصهيوني والمغرب، فأبرز التقرير أن حجم واردات المغرب من الكيان الصهيوني تضاعف خلال سنة 2008، فبعد أن سجل رقم المعاملات 8,0 مليون دولار، خلال خمسة أشهر الأولى سنة 2007 سجل سنة 2008 في الفترة نفسها 4,1 مليون دولار