جمال العلي
اشتهر عبر التاريخ حذاء الطنبوري الذي كان شؤماً على صاحبه ولكن حذاء منتظر الزيدي أدخله التاريخ من أوسع أبوابه وكان مدعاة فخر له وللعرب جميعاً وجعل بوش في مزبلة التاريخ
هذا الحذاء الذي قذفه الزيدي باتجاه جورج بوش أثبت للعرب المتخاذلين أن بوش يجب أن يُستقبل بالأحذية لا بالرقص بالسيف على دماء العراقيين والفلسطينيين ولا بقرع الكؤوس وشرب نخب نهب خيرات الشعوب العربية
هذا الحذاء الذي بات اليوم يساوي ملايين الدولارات ولعله في قيمته المادية على الأقل أغلى من تيجان بعض الملوك والحكام العرب المنخرطين حتى آذانهم في التآمر على الشعوب العربية
لقد قال بوش قبل غزو العراق أن العراقيين سيستقبلونه بالورود حينها رد الصحّاف وزير الإعلام العراقي بأنه إن أتى سيستقبله العراقيون بالأحذية وصدقت نبوءة الصحاف بعد أكثر من خمس سنوات على احتلال العراق هذا الاحتلال الذي زعم بوش بأنه وحي إلهي ولعله نسي أن يخبرنا بأن ضربه بالحذاء كان من ضمن الوحي ولعل ذلك كان سبب ابتسامته بعد تلقيه الحذاء والحقيقة أنه ليس سوى مسيلمة الكذاب للقرن الحادي والعشرين الذي ظهر كذبه وبانت عورته ورُجم بالحذاء الذي لا يُرجم به حتى إبليس
وقد تفاعل هذا الحدث إعلامياً بين مؤيد ومندد ولعل اللافت السخرية التي تعاطت بها الكثير من وسائل الإعلام الأمريكية والغربية مع الحادث و الوقت نفسه خرج علينا موقع العربية نت بمقال بعنوان : لا لإعلامي يستبدل قلمه بفردة حذاءه وهنا نسأل كاتب المقال هل يستحق بوش على جريمته بحق العراقيين الذين شردهم وقتلهم ودمر بلدهم سوى حذاء كنا نفضل أن يكون مهترئاً لأنه سيكون أغلى بكثير من رأس بوش هذا الحذاء أشرف من أقلام مأجورة ناطقة بالعربية وتقبض بالدولار وتنطق بلسان حال جورج بوش في حين أن كثير من وسائل الإعلام الأمريكية لم تدافع عن بوش وسياسته كما يفعل بعض العرب المسترعبة من قبل بوش
أما بالنسبة للصحفيين العرب الذين تضامنوا مع منتظر وأثنوا على فعله فنقول لا يكفي الثناء بل يجب الاقتداء وليرجموا بأحذيتهم كل من يسير على هدي بوش وأذنابه
جمال العلي